تحذيرات دولية ومجاعة تلوح في الأفق

غزيون يلجأون إلى لحم السلاحف وسط تفاقم الجوع واستمرار الحصار الإسرائيلي

profile
  • clock 19 أبريل 2025, 2:49:55 م
  • eye 449
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

في مشهد يعكس عمق الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة، بدأت بعض العائلات في اللجوء إلى لحم السلاحف كمصدر بديل للبروتين، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الكامل الذي يمنع دخول المواد الغذائية والدوائية منذ أكثر من ستة أسابيع.

وجبة اضطرارية: السلاحف على مائدة نازحين

على نار حطبية بسيطة، تراقب ماجدة قنان قطع اللحم الحمراء وهي تغلي في قدر معدني قديم، وقد أعدت وجبة سلحفاة لعائلتها النازحة المقيمة في خيمة بمدينة خان يونس. وقالت قنان: "كان الأطفال يخافون من السلحفاة، فقلنا لهم إن طعمها مثل لحم العجل، بعضهم أكل، وبعضهم رفض". وأضافت أن هذه هي المرة الثالثة التي تطهو فيها هذا النوع من الطعام بسبب غياب البدائل.

الحصار يفاقم المأساة: مرضى بلا علاج ومخيمات مدمرة

الحصار الإسرائيلي المتجدد منذ 2 مارس، هو الأطول منذ بداية الحرب، وقد عمّق الأزمة الإنسانية. بحسب الأمم المتحدة، فإن 22,000 مريض بحاجة للعلاج خارج غزة، و12,500 مريض سرطان في خطر، و350,000 مريض بأمراض مزمنة محرومون من أدويتهم الأساسية. في الوقت نفسه، أكثر من مليوني فلسطيني نازح، وأكثر من 111,000 خيمة أصبحت غير صالحة للسكن بعد استهداف 232 مركزًا للإيواء.

تحذيرات دولية ومجاعة تلوح في الأفق

في هذا السياق، أطلقت 12 منظمة إغاثة دولية تحذيرًا مفاده أن "المجاعة ليست خطرًا محتملاً فقط، بل هي واقع يتسارع في كل أنحاء القطاع". وأشارت السيدة قنان إلى أن الأسواق فارغة تمامًا، حيث قالت: "لا توجد معابر مفتوحة ولا يوجد شيء في السوق. اشتريت كيسين صغيرين من الخضار بـ80 شيكلًا (22 دولارًا)، ولا يوجد لحم".

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، لم تدخل أي شحنة مساعدات إلى القطاع منذ شهر ونصف، وهناك نقص حاد في الوقود والمياه والأدوية.

السلاحف كحل أخير وسط "تجويع ممنهج"

رغم أن السلاحف تُعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض عالميًا، فإن من يتم اصطيادهم في شباك الصيادين الغزيين يُستخدمون للطعام. ويؤكد الصياد عبد الحليم قنان أنهم يذبحونها بطريقة شرعية وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، قائلاً: "لو لم تكن هناك مجاعة، لما أكلناها. لكننا نحتاج إلى تعويض نقص البروتين".

وقد اتهمت حركة حماس، الخميس، إسرائيل باستخدام "التجويع كسلاح" ضد سكان غزة عبر منع دخول المساعدات الإنسانية، وهو ما تؤكده تقارير متزايدة عن أكل الناس لطعام الحيوانات، أو الأعشاب، وحتى شرب مياه الصرف الصحي.

استمرار المعارك وتجاهل دولي للأزمة

رغم التحذيرات الأممية المتواصلة، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أن بلاده ستواصل منع إدخال المساعدات إلى غزة، دون تقديم أي خطة لمعالجة المجاعة أو الوضع الصحي المنهار.

وبينما تتواصل المعارك على الأرض وتنهار الهدن، يبقى سكان غزة في مواجهة مصير مظلم، حيث بات الطعام سلعة نادرة، والدواء مفقود، والكرامة مهددة.

التعليقات (0)