عماد عفانة يكتب: نحو خلية تفكير وطنية لتطوير الحالة الثورية في الضفة الى انتفاضة شاملة

profile
عماد عفانة كاتب وصحفي فلسطيني
  • clock 16 أكتوبر 2022, 10:09:33 ص
  • eye 479
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تتطور الحالة الثورية في الضفة والقدس المحتلة بشكل متسارع مدفوعة بعدة عوامل منها:
-  تنامي القمع الصهيوني لشعبنا الذي يأخذ أشكالا متعددة تتغذى على دم شعبنا ومعاناته.

- تقدم اليمنيين والمتطرفين في حكومة العدو، وتنامي النزعة الدينية المتطرفة في جيش العدو، وارتفاع مستوى الجرأة على الدم والمقدسات الفلسطينية. 

- ضعف السلطة في رام الله وتراجع دورها الأمني في ملاحقة وتجريم وقمع كل أشكال النضال والمقاومة، والنيل من قدراتها وبنيتها التحتية مادية وبشرية.

فكلما تقدمت الحالة الثورية في مدن ومخيمات الضفة وتمددت، كلما تراجع دور السلطة وانكمش، لنشوء حالة من الوعي الجمعي الرافض لاستمرار دور السلطة الأمني، وتنامي الشعور الوطني الذي يرجى معه انضمام مزيد من عناصر قوى الامن للحالة الثورية.

- حالة الضعف العربي العام وصمته المطبق، وتواطؤ الدول الغربية مع العدو، وتخليه عن مبادئه، وتنامي شعور الفلسطيني بانكشاف ظهره ما يدفعه للتبني سياسة يا وحدنا.

ومع استمرار تخلي منظمة التحرير عن مسؤولياتها، وعن التقدم لتحقيق الأهداف التي أنشأت من أجلها، لصالح السلطة التي باتت وكأن المنظمة جزء من مؤسساتها وليس العكس.

ومع إصرار السلطة على الانكفاء على إدارة الشأن الفلسطيني في الضفة دون غزة التي تتواطأ من العدو على حصارها.

ومع تخلي السلطة والمنظمة عن أكثر من نصف الشعب الفلسطيني في المنافي والشتات، مصحوبا بعجز مختلف القوى والفصائل عن هذا الفراغ.

كان لابد من نشوء حالة وطنية عامة، تترجم حضورها، وتعبر عن نفسها في شكل مؤسسي ثوري، نابع من الشعور بالتبعة والمسؤولية الوطنية.

حالة وطنية تعمل على تجميع نخبة من الخبراء في مختلف المجالات ذات العلاقة بتصليب الجبهة الفلسطينية في الصراع مع الاحتلال.

حالة وطنية تجند هذه العقول الخبيرة علميا وميدانيا وعملانيا في التخطيط والتكتيك والتفكير.
للخروج بتوصيات لحظية ويومية واستراتيجية، كفيلة بإسناد ودعم صمود الحالة الثورية في الضفة.

وتشكل خلية تفكير خلفية للحالة الثورية في الضفة، سواء في جنين او نابلس او القدس او غيرها من المخيمات والمدن، لجهة الحرص على وجود حالة ثورية واعية، متكاملة، متناغمة، ذات اهداف واضحة وان اختلفت التكتيكات.
من يقود خلايا المقاومة في جنين ونابلس وغيرها من مدن ومخيمات الضفة المحتلة، كتيبة جنين، كتيبة نابلس، عرين الأسود، هم شباب ثوار، قليلي الخبرة لكنهم شديدو العزيمة والإصرار.
قد تنقصهم مبادئ التخطيط والتكتيك في مواجهة عدو خبير ومدرب ومدجج، فلنكن عقلهم المفكر، ولنسخر كل طاقاتنا وخبراتنا في دعمهم واسنادهم، إذا كانوا يدنا الضاربة وسلاحنا البتار، فلنكن عقلهم وعين لهم.

أكثر من 74 عاما من الصراع مع الاحتلال، لابد أن يجعلنا نستخلص الكثير من العظات والعبر، كما لابد أنه ترك بيننا الكثير الكثير من الخبراء في مختلف المجالات ذات العلاقة بإدارة الحالة الثورية والصراع مع العدو، أنى كان لونها او أيدولوجيتها، أو حزبها، فانتماؤها هو لفلسطين ولهذا الشعب المناضل.

شعبنا الفلسطيني المناضل غني بالطاقات والقدرات والخبرات، ننادي فقط بالتنادي لتشكيل خلايا تفكير وتخطيط، ليس لأنفسنا وذواتنا، ولا لفصائلنا وأحزابنا، بل لفلسطين مقاومتها وثورتها المندلعة، لتصبح انتفاضة شاملة، قادرة على تثوير مختلف الساحات، وتوظيف الخلخلة في الوضع الدولي والإقليمي لصالح مزيد من التأييد والدعم لإنهاء الاحتلال الصهيوني عن أرض فلسطين.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)