- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
عماد عفانة يكتب: خواطر لاجئ
عماد عفانة يكتب: خواطر لاجئ
- 3 أبريل 2022, 11:46:28 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مثَل تهجير الشعب الفلسطيني بغرض السيطرة على أرضه بيوته مصانعه مزارعه ومقدراته، مقدمة لإقامة الكيان السياسي ذات التواصل الجغرافي، والذي سمي في 14 مايو/أيار عام 1948 بإسرائيل، والذي لم يكن معروفا بهذا الاسم قبل النكبة.
فكما يعلم الجميع لولا نجاح العدو في تهجير شعبنا وسط خديعة العرب وتآمرهم، ما استطاع العدو اعلان كيانهم فوق أرض فلسطين.
وعليه فان لب القضية الفلسطينية هو الملايين من الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم من أرضهم، والذين تنص القرارات الدولية على حقهم في العودة إلى ديارهم وبيوتهم التي هجروا منها.
دون التشكيك بأحد، فان امتناع قوانا وفصائلنا عن ركوب درب المخاطر، وعن تحدي أنظمة الطوق، يجعلنا نتساءل وتساؤلنا مشروع: هل تعمل القوى والفصائل على تطبيق حق العودة حقا وفعلا، أم أن بقائهم كفصائل وقوى مقاومة بات مرتبطاً باستمرار القضية الفلسطينية دون حل، وبقاء اللاجئين في المنافي والشتات!
العدو من جانبه يعتبر عودة هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين الى بيوتهم وديارهم التي هجروا منها خطر وجودي على كيانه، وبذا وببساطة يصبح استمرار الكيان مرهون بإعدام فرص العودة، ويصبح تطبيق حق العودة نقيض بقاء هذا الكيان.
لم يقصر الشعب الفلسطيني في مقاومة العدو بكافة الوسائل والسبل المتاحة، مستندا على كافة القرارات والشرائع الدولية كشعب تحت الاحتلال.
هذه المقاومة التي ما زالت مستمرة هدفها الأول هو تأمين عودة اللاجئين إلى ديارهم وبيوتهم التي هجروا منها.
إلا أن هذه المقاومة الباسلة، سواء كانت ممثلة في م.ت.ف، أوفي مختلف القوى والفصائل الأخرى، لم تفكر في توظيف جموع اللاجئين الذين وصلت أعدادهم إلى الملايين، في تطبيق حق العودة بأنفسهم، بأجسادهم، بأبنائهم وعوائلهم، بنسائهم وأطفالهم.
علماً أن هذه الطريقة هي الأنجع والأسرع والأجدى والأقوى لتطبيق هذا الحق، من كل الوسائل التي استخدمتها المقاومة في مواجه هذا الكيان حتى الآن.
لكن ما الذي يمنع كل قوى المقاومة، من تعبئة شعبنا اللاجئ في المخيمات وفي المنافي والشتات، لتطبيق هذا الحق بأنفسهم، ليدخل ملايين اللاجئين في وقت واحد عبر الحدود الممتدة من سوريا ولبنان شمالاً، إلى سيناء جنوباً، مروراً بالحدود الأردنية الطويلة في الوسط.
مهما بلغت قوة كيان العدو العسكرية، فلن يستطيع منع ملايين اللاجئين الذين يجتاحون حدود فلسطين في وقت متزامن، حتى لو قتل منهم مئات الآلاف، فانهم في النهاية سينجحون في الدخول إلى فلسطين، وسيفرضون بحضورهم وبأجسادهم وبعوائلهم واقعا جديدا، سينفي العدو تلقائيا، لتصبح المعركة أكثر وضوحا، بين أصحاب الأرض الحقيقيين العائدين إلى أرضهم ووطنهم، وبين مستعمر يسرق منهم هذه الأرض منذ أكثر من 73 عاما.
تجنَد العالم خلف أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، معتبرا أن هذا موقف أخلاقي، هذا الموقف الأخلاقي هو بالذات ما على كل قوى شعبنا الاستناد إليه في تبرير وتسويق وحشد تأييد العالم واسناده لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وبيوتهم التي سرقت منهم قبل 73عاما.
لكن ما أسباب تغافل قوى شعبنا المقاومة عن استخدام هذا الحل، ولماذا تمتنع عن حشد ملايين اللاجئين التواقين للعودة إلى فلسطين، ما هي الحسابات التي تحكم معايير استخدام قوانا وفصائلنا لهذه الطريقة أو تلك في تطبيق حق العودة.
دون التشكيك بأحد، فان امتناع قوانا وفصائلنا عن ركوب درب المخاطر، وعن تحدي أنظمة الطوق، يجعلنا نتساءل وتساؤلنا مشروع: هل تعمل القوى والفصائل على تطبيق حق العودة حقا وفعلا، أم أن بقائهم كفصائل وقوى مقاومة بات مرتبطاً باستمرار القضية الفلسطينية دون حل، وبقاء اللاجئين في المنافي والشتات!