- ℃ 11 تركيا
- 15 نوفمبر 2024
عماد عفانة يكتب: بعد 74 من النكبة … وثائق استخبارية بريطانية تكشف فضائح العرب في تضييع فلسطين
عماد عفانة يكتب: بعد 74 من النكبة … وثائق استخبارية بريطانية تكشف فضائح العرب في تضييع فلسطين
- 26 يونيو 2022, 10:55:14 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لم يكن الفلسطينيون بحاجة الى الوثائق الاستخبارية البريطانية التي رفع عنها السرية بعد مرور 74 عاما عليها، لإثبات فدائيتهم وعمق حبهم وانتماءهم لأرضهم ووطنهم.
كما لم يكون الفلسطينيون بحاجة الى دليل على خديعة وخذلان العرب بل وتآمرهم على ضياع فلسطين.
ولكن لا ضير من الاستعانة بالوثائق الاستخبارية البريطانية لصد وافشال الهجمة التي تستدف التشويه والتشكيك، والتي ما زال البعض يشنها على الفلسطينيين، بحجة أنهم باعوا أرضهم، وأنهم فرطوا في وطنهم، وأنهم وأنهم، لأنه ما زال في زماننا من يثق بما يقوله الأعداء أكثر بكثير من ثقته بما نقوله نحن عن أنفسنا.
الوثاق الاستخبارية البريطانية تبين حجم التضحيات كما الإنجازات التي حققتها مقاومة شعبنا الفلسطيني، ومدى صمودهم، ثباتهم، وفدائيتهم في جميع المعارك التي خاضوها ضد العدو الصهيوني رغم اختلال موازين القوة، لولا نفاذ ذخيرتهم التي كانت تنفد من بين أيديهم، ولولا تدخل الجيش البريطاني لإنقاذ الصهاينة المحاصرين، لتغليب الكفة لصالحهم.
كما تكشف الوثائق الاستخبارية البريطانية أن الخديعة والخذلان التي يتعرض لها الفلسطينيون من الأنظمة العربية الوظيفية، هي سياسة قديمة، حيث تقر الوثائق الاستخبارية أن إضراب عام 1936 نجح، وكاد أن يُفشل مخطط إقامة دولة "إسرائيل" لولا تدخل أصدقاء بريطانيا وعلى رأسهم الملك سعود، الذي أطلق كثير من الوعود الكاذبة لقاء وقف الاضراب، فلما أوقف الفلسطينيون الاضراب نكص الملك بوعوده.
كما تكشف الوثائق كيف كانت الهدن التي كانت تعقدها الدول العربية مع كيان العدو بمثابة نفخ الروح للوجود "الإسرائيلي"، حيث بينت الوثائق أن أطراف عربية سعت لتثبيتها وعلى رأسها حكومة مصر والأردن.
ولم تكتف الأنظمة العربية بذلك، بل تمادت باتجاه تنفيذ ما يسمى بجيش الإنقاذ عمليات مصادرة للأسلحة التي كان يستولي عليها الفلسطينيون من مخلفات الجيش البريطاني، ثم الانسحاب من المناطق التي يحررها الفدائيون الفلسطينيون ليأخذها الصهاينة بكل بساطة.
المكر والخديعة التي مارسها اليهود على مر التاريخ، كشفت الوثائق الاستخبارية عن واحدة من فصولها، حيث بينت الوثائق أن كثيرون من اليهود الصهاينة الذين كانت علاقتهم وثيقة بالعرب الفلسطينيين، استغلوا هذه العلاقة في ارتكاب المذابح لاحقاً، وفي معرفة نقاط الضعف في كل قرية فلسطينية.
وتؤكد الوثائق أن الصهاينة بدأوا بجمع المعلومات والتخطيط لاحتلال فلسطين فعلياً، منذ أواسط العشرينيات، وفي نهاية عام 1933، حيث كان لديهم سجلات لكل فرد وكل شجرة وكل حانوت وكل سيارة وكل بندقية وكل غنمة وحمار يملكه الفلسطيني.
الإرهاب والفاشية التي يتصف بها الصهاينة، تثبتها الوثائق الاستخبارية البريطانية، التي قالت أن القرى الفلسطينية التي فاقت 500 قرية، لم يهجّرها الصهاينة فقط، بل دمروها بالمعنى الحرفي للكلمة، ولم يتركوا أثراً فيها إلا ما نسوه مصادفة، وكانوا يقصدون بذلك أن يمر الوقت ويتم نسيان تلك القرى من التاريخ.
ولأن الصهاينة بلا حضارة أو تاريخ أو أثر على أرض فلسطين، فان أول شيء فعلوه بعد الاستيلاء على فلسطين 1948، هو مصادرة المكتبات الشخصية التي كانت في البيوت المهجورة، في محاولة لمحو الاثار الحضارية والثقافية الثابتة للفلسطينيين في هذه الأرض.
الحضارة التي كانت تعيشها المدن الفلسطينية قبل النكبة، تقول عنها الوثائق الاستخبارية البريطانية انها كانت مذهلة، فقد كان لدينا 28 مجلة أدبية، ودور سينما، ومكتبات عامة، ومسارح، وصحف، وإذاعة، وموانئ، ومباني بمعمار مذهل، هذه كانت سمة الأرض التي يزعمون أنها كانت بلا شعب.
وأخيرا تثبت الوثائق الاستخبارية البريطانية حجم النذالة التي كانت تتمتع بها بريطانيا، فهي لم تعط وعد بلفور فقط، بل تسامحت مع صهاينة قتلوا جنودها أيضاً، وسمحت بقدوم اليهود من أوروبا إلى فلسطين، واعتقلت كل فلسطيني لديه حتى سكين، تماماً كما يفعل رئيس المقاطعة في رام الله اليوم، في حين أن الصهاينة امتلكوا مصانع أسلحة تحت الأرض بعلم بريطانيا العظمى.
واستخلاصا للعبر بما قالته الوثائق الاستخبارية البريطانية، نقول للمقاومة الفلسطينية، لا تثقوا باي نظام عربي انشأه من أنشأ كيان العدو، مهما وصف نفسه بالوطنية أو العروبية أو القومية أو أو أو أو، فجميعها كيانات وظيفية تؤدي ما يملى عليها في تبادل مكشوف للأدوار.
ووثقوا صلاتكم وعلاقاتكم بالشعوب وقواها الحرة، وعضوا على سلاحكم بالنواجذ، ولا تثقوا إلا بأنفسكم.