تكبير الخط تصغير الخط

الجميع فرح بعملية ابو القيعان في بئر السبع والجميع أثنى وهلل وبارك وذهب الإعلاميون يرددون أن العدو مرتبك العدو متفاجئ من مكان العملية في الوقت الذي تتجه فيه العيون الى القدس وقعت العملية في بئر السبع وغاب عنا التفكير بشكل معاكس لناحية أن العدو الذي يعرف ميول ابو القيعان الداعشية لماذا لا يكون هو من استدرجه لارتكاب العملية وقد يدفع غيره لارتكاب اعمال مشابهة في قابل الأيام وإعلام العدو يمهد لذلك علنا بإعلان توقعه عمليات مشابهة. تماما كما استدرج دواعش في غير ساحة عربية لتنفيذ مخططاته الاجرامية والتدميرية.

وصولا إلى وضع جميع فلسطينيي الداخل المحتل في بؤرة الاتهام والاستهداف علما انهم متهمين ومستهدفين ومنذ زمن لكن عمليات الاستهداف كان يجب أن يجد العدو فرصة أو حجة كبيرة لتطويرها وصولا إلى تطوير وتصعيد المطالبات بترحيلهم. عملية ترحيل كبيرة كهذه لن تجد كبير اهتمام من العالم المنشغل بالحرب التي تتطور وتتصاعد في أوروبا وتأخذ أشكال مختلفة. اوروبا كما الأمم المتحدة المشغولة بأزمة اللاجئين من اوكرانيا لن تجدها مهتمة كثيرا بأزمة لاجئين فلسطينيين جدد؛ بينما قراراتها باتت لا تحترم لان القوى يفرض واقعه. في وقت ستبرع فيه الآلة الصهيونية في شيطنتهم  وهي تفعل الان على وقع عمليات مشابهة لعملية ابو القيعان. 

يهودية الدولة ..قلت في مقالات سابقة أن إسرائيل لن تزول الا بعد أن تأخذ صورتها التوراتية الكاملة دولة خالصة لليهود ولو لوقت قصير. عملية تهجير فلسطينيوا الداخل المحتل قد تلبي حلم صهيوني توراني. لكنها في ذات الوقت قد تكون النقطة التي ستجعل الكيل الفلسطيني والعربي والإسلامي يفيض و يطفح لناحية بدء حرب التحرير. علما أن تداعيات الحرب في أوكرانيا غالبا ستزيد من معاناة الشعوب العربية المطحونة. وربما تصل أزمة الغذاء ذروتها بالتزامن مع المغامرة الصهيونية الجديدة ليتوجه كل الغضب العربي لناحية البدء بربيع عربي حقيقي لجهة إزاحة هذه الأنظمة الجبرية التي اذلته وجوعته. ليكمل طريقه نحو تحرير فلسطين من الكيان الصهيوني الغاصب.قد يبدو سيناريو حالم عماد لكنه قابل للتحقيق.