- ℃ 11 تركيا
- 20 نوفمبر 2024
عماد عفانة يكتب: في الضفة ... انتفاضة مستحقة
عماد عفانة يكتب: في الضفة ... انتفاضة مستحقة
- 16 ديسمبر 2021, 10:46:06 ص
- 648
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
على وقع تدمير العدو لواقع الضفة الغربية المحتلة الاقتصادي والأمني والاجتماعي والإداري بشكل منهجي، بشكل انعدمت معه كل فرصة للانتقال من السلطة إلى الدولة، ما شجع أحد أيراز عرابي التنسيق الأمني السابقين للخروج عبر الاعلام للتسويق لملهاة جديدة تسمى الدولة الواحدة.
ويعتبر تحطيم كل مظاهر السيادة الفلسطينية في الضفة أبرز مظاهر هذا التدمير لواقع الضفة بعد فصلها عن غزة بحجة أكذوبة الانقسام، فقد عمد العدو إلى انشاء حكومة ظل لحكومة السلطة في دوائره الأمنية التي باتت تتحكم في كامل المشهد وتدير السلطة وشؤون الناس من خلف الكواليس، فهي حكومة مكونة من ضباط وجنود ولكنها أكثر حضورا وفعالية من السلطة، التي بات استمرار قرارها ووجودها مرتبط أكثر بقرار العدو أكثر منه بقرار فلسطيني.
وعلى وقع الاقتحامات والاعتقالات اليومية، وعلى وقع جرائم القتل والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وفي ظل احتماء أخطر اللصوص والمجرمين بالاحتلال، بات المجتمع الفلسطيني والسلطة يفقدون المناعة الوطنية، فمن يملك السلطة يملك القرار، والسلطة باتت بلا سلطة ولا قرار.
وعلى وقع تحول أجهزة أمن السلطة إلى كتيبة متقدمة في جهاز الشاباك، تلتزم بتعليماته وتنفذ مهامه في ملاحقة وقمع كل عمل أو حتى محاولة لمعارضة الاحتلال أو مقاومته.
فيما باتت وزارات حكومة السلطة مجرد ديكورات تنفذ تعليمات الضباط المعروفين بالأسماء في بيت إيل في كل ما يتعلق بشأن الصحة أو السياحة أو الزارعة أو تصاريح العمل أو غيرها من الشؤون المدنية، حتى أنهم يتحكمون في شكل احتفالات أعياد الميلاد في بيت لحم وأعداد الحجاج فيها.
وعلى وقع محاصرة العدو كل محافظة وكل مدينة وكل قرية وكل فلسطيني، بات العدو وكأنه يصنع بيئة أكثر من مواتية لقيام انتفاضة ثالثة، ولكنها لا تقوم، وكأن الفلسطيني في الضفة بات فاقد الثقة في قدرة انتفاضة ثالثة على تغيير المشهد الفلسطيني بشكل إيجابي، في وقت تتنامى فيه المخاوف من توظيف الاحتلال لانتفاضة ثالثة للانقضاض على ما تبقى من أرض ومقدسات، ولطرد ما تبقى من الشعب إلى الوطن البديل-الأردن- فيما تفضل أغلبية الناس البحث عن الحلول السهلة لا الصعبة، وتتوهم فيها الترياق الشافي من السم الذي يسري في اوصالنا.
وعلى وقع تخلي منظمة التحرير عن مسؤولياتها حيث باتت كجسم ميت ينتظر الدفن، بات على فصائل وقوى المقاومة عبئ احياء العمل النقابي بمختلف مستويته، كرافعة وأرضية واجبة لضمان وصول القناعة بوجوب التحرك الشعبي والجماهيري الواسع للجميع، لجهة اخذ زمام المبادرة من السلطة الديكورية، ومن المنظمة الذاوية، لناحية اشعال انتفاضة شاملة كفيلة بكنس الاحتلال عن أرضنا.