- ℃ 11 تركيا
- 15 نوفمبر 2024
عماد توفيق عفانة يكتب: المقاومة وسياسة الردع
عماد توفيق عفانة يكتب: المقاومة وسياسة الردع
- 27 أغسطس 2023, 1:31:30 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مع كل تصاعد للمقاومة في الضفة المحتلة، يحلو للعدو الإشارة بأصبع الاتهام الى اشخاص او شخصية بعينها، وكأن المعركة مع أفراد وشخصيات، وليست مع كل الشعب الفلسطيني، حتى إذا تم تغييب هذا الشخص او ذاك القائد انتهى التهديد، او انتهت المعركة.
هذه السياسة تحقق فائدة لحكومات العدو المتعاقبة، وتمنحها صورة انتصار كاذبة، حتى إذا تم اغتيال الشخص المشار اليه، تصور الحكومة الصهيونية لشعبها انها انتصرت في المعركة مع المقاومة.
تحديد العدو لأهداف اي عدوان يمنح العدو مساحة كافية لاختيار موعد انهاء المعركة بتحقيق الأهداف مثل اغتيال هذا الشخص او ذلك من المقاومين، لأن هدف المعركة قد تحقق.
وهو ما حدث في حرب 2008-2009، حيث أنهي العدو المعركة بعد اغتيال الوزير سعيد صيام رحمه الله.
وقد تبدأ المعركة باغتيال الشخص المستهدف كما حدث في عدوان 2012 عندما اغتيال العدو القائد احمد الجعبري رحمه الله، في يومها الأول، وكأن ما اعقبها كان ردة فعل، وتوقفت المعركة دون ان تحقق المقاومة أي انجاز كالذي تباهى العدو بتحقيقه، باغتيال قائد اركان حماس.
كما تحقق هذه السياسة فائدة للكيان بشكل عام، لجهة تثبيت وتعزيز سياسة الردع وكي الوعي الجمعي المباشر والغير مباشر.
وكأن العدو يريد أن يقول ان هذا مصير كل ما يفكر او يحاول الوقوف في وجه الكيان او يصطف الى جانب المقاومة، فإضفاء الطابع الفردي على المعركة تعفي العدو من تجييش الكل الفلسطيني ضده.
علماً ان التجارب علمتنا ان المقاومة تتصاعد عقب كل عملية اغتيال ولا تختفي كما يحلو للعدو ان يتصور، ولكن الردع وكي الوعي بالنسبة للعدو قد تحقق.
لكن في المقابل على ماذا تعتمد المقاومة في سياسة الردع؟
تعتمد المقاومة على التهديدات الفضفاضة وغير المحددة، والتي تعبر عنها عبارات من قبيل (سنحرق الأرض من تحت اقدامكم-رد غير مسبوق-سنضرب قلب تل ابيب، هذه الصورة لن تتكرر) الخ
وهي سياسة لا تمنح المقاومة صورة الإنجاز الملموس، كما لا تمنحها مساحة كافية لاختيار توقيت وقف الحرب او انهاء المعركة، لأنها غير مرتبطة بهدف محدد، وهو عكس ما يتميز به العدو
صحيح ان المعركة مفتوحة ومستمرة حتى التحرير، وهو الهدف الكبير والأسمى للمقاومة الفلسطينية، ولكن بما ان الحروب والمعارك عبارة عن جولات، ربما يطرح هذا تساؤل عن جدوى عدم تحديد المقاومة هدف لكل جولة او لكل معركة.
ربما تنبهت حماس عبر العاروري لهذا الامر، حيث نشرت أمس شروط حماس لإيقاف المقاومة في الضفة المحتلة، وهي الانسحاب الكامل من الضفة، وهو هدف كبير، فهل ستستمر المعركة المرتقب اندلاعها مع العدو حتى تحقيق هذا الهدف؟
ام ان المقاومة ستسمح كما كل مرة بتوقف المعركة بعد ان يحقق العدو هدفه باغتيال من كان يسعى لاغتيالهم، دون ان تحقق المقاومة اهداف ملموسة؟.
وهل ستستمر المقاومة في تجنب تفعيل سياسة الرأس بالرأس التي أرساها الرفيق أحمد سعدات، وهي سياسة كفيلة بردع العدو وكي وعيه بعمق، بل ودفع قطاعات كبيرة من الصهاينة للهجرة والرحيل عن بلاد لا يستطيع قادتها حماية رؤوسهم، فضلا عن حماية شعبهم.