- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
علي محمد علي يكتب :الكونفوشيوسية
علي محمد علي يكتب :الكونفوشيوسية
- 25 أبريل 2021, 4:07:51 ص
- 1014
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
فكر معي جيدًا في تلك القيم السلوكية :
حب الناس وأحسن معاملتهم ، كن رقيقًا ومؤدبًا عندمًا تتحدث ، أحب لغيرك ما تحبه لنفسك ،
أطع والديك وزوجك والصغير ، إحترم الأكبر منك سنًا ومقامًا ، كن نظيف اليد واللسان ،
إخلص لأصدقائك ، إجعل قولك على قدر فعلك ( ماتبقاش بق يعني ) ....
ما رأيك في هذا النسق الأخلاقي والإجتماعي ؟
فكر معي مرة أخرى في مجموعة أخرى من القيم السياسية :
على الحاكم أن يكون عادلًا وإن لم يفعل فسوف ينقلب عليه شعبه ويستبدله ،
الحكومة أنشأت في الأساس لخدمة الشعب وليس العكس ، لا واسطة لا محسوبية ،
كل على قدر مهارته واجتهاده وذكائه ، الحكام لزامًا عليهم أن يكونوا على خلق ومثل عليا وأن يحترموا الشعب والوزراء ويهتموا بالصالح العام وتشجيع الفنون النافعة والنهوض بها ،
العطف على رعايا الدول الأخرى والمقيمين في الدولة ، تحقيق رفاهية الشعب ....
ما رأيك في هذا النسق والبناء السياسي ؟
دع كل ما إعتقده الأجداد كما هو دون تغيير وخذه كما هو ( حيث يتحكم قوتان الأولى هي قوة السماء والثانية هي أرواح الأجداد الأقدمين والتي ترقت وفوضتها قوة السماء ببعض الأعمال الأرضية )
دع كل تلك الماورائيات كما هي وتعالى نغني فالغناء والموسيقى يهذبان الروح .
ذلك كان بعض من كل ما قام عليه البناء الأخلاقي والإجتماعي لكونفوشيوس حكيم الصين الثاني العظيم بعد " لاوتسو" والذي ولد في ٢٨ سبتمبر عام ٥٥١ ق.م أثناء حكم أسرة " تشو" العظيمة رائدة الليبرالية في العالم القديم .
رأى أيضًا أن العصر الذهبي للبشرية هو ما فات وليس ما سوف يأتي ، ولا أدري هنا إن كان محقًا أم لا ؟
لكن فكره ظل متماسكًا وسائدًا منذ وفاته في ٤٧٩ ق.م في مسقط رأسه ولاية " ليو " وحتى عام ١٩١٢ وإعلان الصين جمهورية شيوعية .
ولما سأله أحد تلامذته عن الموت ؛ فقال : وهل فرغنا من دراسة الحياة حتى نتحدث عن الموت ؟ و الرجل لم يستغل جهل الآخرين ،
بل وكان يأخذ أجرًا من طلابه ومريديه كل على قدر إستطاعته ، حيث كان يقول : " أنا لا أفتح باب الحق لمن لا يحرص على معرفته "
ومن أقواله أيضًا " العقل كالمعدة المهم ما تهضمه لا ما تبلعه " " إعتق ما أحببت ، فإذا عاد إليك فهو ملك لك إلى الأبد "
" ما يبحث عنه الرجل النبيل موجود في نفسه ، وما يبحث عنه الرجل الدنيء موجود عند الآخرين "
إهتم بالإنسان دون خداع أو ظلم أو إضطهاد ، فقط قم بعملك بإتقان حتى ترتقي وترتفع لأعلى المناصب من أجلك ومن أجل حياتك لا من أجل موتك .
وقد تزامن ظهوره في الصين مع بوذا في الهند والذي كان بين فلسفتهما تشابه غريب ، حيث أعتقد وبشدة أنه كان بينهما سمة تواصل ما ،
كما عاصر فيثاغورث وتأثر بشكل أو بآخر به وتبنى فلسفته عن القيم والسلوك ، كما أراه إختلف مع فلسفة أفلاطون إختلافًا بينًا حيث كان الرجل واقعيًا إلى أقصى درجة بعيدًا كل البعد عن مثالية افلاطون الغير ممكنة ،
كما أني أعتبر كونفوشيوس أول من أسس للرأسمالية الحديثة ، حيث نادى بالملكية الخاصة ودافع عنها باستماتة لأنه كان يرى أن سعادة الفرد سيتبعها سعادة المجتمع ..
. لكنه آمن بالطبقية وتقسيم المجتمع إلى طبقات على عكس فلاسفة اليونان الذين كانوا يؤمنون بالديمقراطية وتساوي البشر .
أنهيت مقالي المتواضع ولكن بقى لي سؤال أود توجيهه لك : إذا جاءك رجل الآن وبعد مرور مايقرب من ٢٥٠٠ سنة ونادى بما نادى به العظيم كونفوشيوس ، هل ستؤمن بما يقول ؟ أم تنعته بالجنون ؟
أنظر يا صديقي إلى ما آلت إليه أمورونا الآن ألا ترى من حتمية للإصلاح والوقوف على مسببات الجهل والتخلف وغياهب الشعوذة والأساطير ونتائج تطبيقها الحرفي ؟
وأخيرًا الرجل لم يكن من هواة الكتابة بنفسه بل ألقى معظم تعاليمه شفاهة ، ثم جاء من بعده من قدسوه كالعادة و جعلوا منه نبيًا ، وتلك آفة التابعين .
إن كنت لا ترى ضرورة إعادة النظر في كل ذلك ، فلتذهب للجحيم أنت ومعتقداتك التي أوصلتنا لعصور ما قبل التاريخ . أرجو المعذرة فأنا أحترق لحالنا ويكاد الحزن يقتلني .