- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
علي عرسان يكتب: أَلَا.. سَاءَ مَا يَحْكُمونْ
علي عرسان يكتب: أَلَا.. سَاءَ مَا يَحْكُمونْ
- 15 أبريل 2023, 3:39:50 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الصهاينة شُذَّاذ آفاق، عنصريون وإرهابيون، وقتَلة متوحشون، ديدنُهم الكذب والافتراء وتزوير الوقائع والحقائق، وسرقة أموال الآخرين وممتلكاتهم بالخديعة أو بالقوة، مستندين إلى تخلف عقائدي راسخ في أنفسهم يقوم على آراء واجتهادات تلمودية وخرافات وحكايا وأساطير لا صلة لها بتوراة موسى، تمتد سردياتُها إلى مئات سنين بعد وفاة موسى عليه السلام، ويجعلونها معتقدات ومرجعيات دينية من صلب التوراة، وما التوراة الحق إلا ما جاء به موسى.؟!
وهم يتشربون التلمود أكثر من التوراة، وهو من صنع الحاخامات الذين يعلمونهم أنهم شعب مختار، وأن الآخرين "الغوييم"، إنما خلقوا ليكونوا عبيداً لهم، وأن " الغوييم" وما يملكون ملكٌ لهم، يتصرفون بهم كيف يشاؤون، ويأخذون أموالهم وأملاكهم متى شاؤوا وكيف شاؤوا، فهم مباحون لهم ومستباحون بتلمود حاخاماتهم.. ولذا فهم لا يرون لهم أيَّ حق إنساني، وأنه لا يلزمهم حيالهم عهدٌ أو ميثاق أو اتفاق، إذ " لا حق للمملوك حيال المالك" حسب المنطق العنصري الذي به يأخذون؟!
وإذا ما اضطروا إلى ممالأة فلأسباب وظروفٍ وأحايين ينقلبون بعد تغيرها عقدة أفاعٍ، إذ ينقض فريق منهم ما يقرّه فريق، باتفاق بينهم أو من دون اتفاق، لتكون لهم جميعاً الغَلَبةُ من بعد، وليتنصلوا مما التزموا به، ويحصلوا على ما ينفعهم وما يطمعون به ويقدرون عليه، فهم لا يلتزمون بشيئٍ ولا عهد لهم.
ومَن ينظر في سياساتهم ومواقفهم وتصرفاتهم وعلاقاتهم مع الفلسطينيين خاصة والعرب عامة، منذ أقيم لهم كيانٌ عنصريٌّ ـ استيطانيٌّ ـ استعماريٌّ في فلسطين على حساب شعبها، يجد أنه منذ ما قبل هُدْنَة عام 1947 وحتى اتفاق العقبة وشرم الشيخ /آذار/مارس 2023، مروراً بأوسلو والاتفاقات مع المرحوم عرفات ومع السلطة برئاسة أبي مازن.. لم يلتزموا باتفاق ولا بعقد ولا بعهد، ولم ينفذوا أيَّ قرار من قرارات مجلس الأمن الدولي والهيئة العامة للأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها المتصلة بقضية فلسطين والصراع العربي الصهيوني.. فهم الخداعُ والمكرُ والحِنْثُ والنَّكثُ والنقض، مصداق قوله تعالى فيهم: ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ 100سورة البقرة.
ومنذ أن زرعَهم الاحتلال الأوروبي الاستعماري في فلسطين، خنجراً في قلب الأمة العربية، ومكنهم من إقامة كان إرهاب فيها بالتآمر والغدر والقوة، وأمدهم العرب بالمال والسلاح، والسوفييت بالسلاح والمهاجرين.. وساندهم الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، وتعهدهم بالحماية والتفوق والدعم المطلق، حتى وهم يرتكبون الفظائع بوحشية، ويدمرون القرى، ويحرقون الناس أحياءً، ويهجرون شعباً من وطنه، ويمارسون ضده إرهاباً دموياً وإجراماً وحشياً عبر عصابات إرهاب وقتل منظَّمة، ابتداءً من:" الهاغانا وشتيرن وليهي وغيرها التي أصبحت نواة ما يُسمى، جيش الدفاع الإسرائيلي وقوى الشرطة والأمن، إلى كاهانا حي وباروخ غولدشتاين وفتيان التِّلال وعصابات الهيكل وقطعان المستوطنين الهمَج، وحكومة نتنياهو وبن كفير وسموترتش الفاشية الأخيرة.".. إنهم جميعاً كتلة عنصرية ـ إرهابية ـ تلمودية متوحشة، مُجردة من الأخلاق والقيم، تنفذ سياسات إجرامية.. وتستهدف الشعب الفلسطيني بالقتل والتهجير وتدمير القرى والبلدات، واغتصاب الأرض والممتلكات، وتدنيس المقدسات.. وتتهمه، وهو ضحيتها، بالتخريب والإرهاب..؟!
وهاهو كيان الإرهاب الصهيوني اليوم قلعة عسكرية، و"دولة" نووية اسمها "إسرائيل"، تحتل وتعتدي وتقتل وتدمر وتهدد دول المنطقة، وتتلقى التأييد والدعم والتشجيع من رُعاتها ومما يُسمى "المجتمع الدولي"؟!.. وتتابع تنفيذ برنامج إبادة "جسدية ومعنوية وإرادية" ضد الشعب الفلسطيني، مستمر بمنهجية مُعْتَمَدة، وتغطية سياسية وعسكرية وأمنية وإعلامية أمريكية ـ أوروبية على الخصوص. وها هي اليوم في " إسرائيل" حكومة "دينية ـ تلمودية ـ عنصرية ـ شوفينية"، يقودها إرهابيون نازييون مجرمون، تعلن أنها " تريد القدس وكلَّ فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية والجولان السوري المحتل، وأنها ستدمر المسجد الأقصى المبارك لتبني على أنقاضه الهيكل المزعوم، وتمحو قرى فلسطينية بمن فيها عن وجه الأرض.."..
هاهو كيان الإرهاب الصهيوني اليوم قلعة عسكرية، و"دولة" نووية اسمها "إسرائيل"، تحتل وتعتدي وتقتل وتدمر وتهدد دول المنطقة، وتتلقى التأييد والدعم والتشجيع من رُعاتها ومما يُسمى "المجتمع الدولي"؟!..
وها هو جيشها وشرطتها وقطعان مستوطنيها المسلحين، يهاجمون الفلسطينيين العُزَّل في المدن والمخيمات والبلدات والقرى الفلسطينية، يقتلون ويعتقلون ويرهبون الناس في الليل والنهار.. وها هم يهاجمون المصلين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، يدنسون ويطلقون في قاعاته الرصاص والقنابل على المصلين، ويعتدون عليهم بوحشية وهم رُكَّع سجود، ويحرمونهم من التعبُّد في مسجدهم خلال شهر رمضان، وينكلون بهم ويضربونهم ويكبلونهم ويُلقونهم على وجوههم في المسجد القبلي من الأقصى مقيدي الأيدي والأرجل، ثم يسوقون ما يزيد على أربعمئة وخمسين منهم مقيدين بإذلال وقسوة إلى التحقيق والمعتقلات والسجون.
يكذب نتنياهو ويدَّعي كعادته أن "إسرائيل" تتعرض للإرهاب، وهو وحكومته وجيشه وشرطته ومستوطنوه هم الإرهاب التاريخي الماثل في فلسطين المحتلة بالحديد والنار، وأنه وسواه من قادة كيان الإرهاب والعنصرية " إسرائيل" منذ ما قبل تأسيسه، هم رموز الإرهاب ورؤوسه وورثته، وأنه يقود حكومة صهيونية عنصرية فاشية من التلموديين المتطرفين الإرهابيين القتلة الذين يهددون الشعب الفلسطيني بالتهجير والإبادة.. وأن وزراء حكومته وأعضاء في الكنيست التي أنتجته مجدداً يقودون قطعان المستوطنين الهمَج في زحوف مسلحة محمية بالشرطة والجيش، لإقامة وشَرْعَنَة مستوطنات على أرض الفلسطينين وممتلكاتهم وعلى حساب مستقبلهم ووجودهم.
إن نتنياهو لا يتذكر ذلك ويتنكر له لأنه اعتاد على السلب والنهب والافتراء والكذب وطمس الحقائق وتزوير الوقائع، بينما هي تصرخ عارية وموثقة بالصوت والصورة.. وقد كان آخر زحف صهيوني ـ عنصري ـ فاشي ـ استيطاني بمعرفته وموافقته في / 10/4/2023 على جبل صَبيح في قرية بيتا، وقاده وتزعمه الوزيران الإرهابيان الفاشيان بن كفير وسموترتش ومعهم وزراء آخرون وأعضاء كنيست، وتمَّ بحماية ألفي شرطي وجندي " إسرائيلي"، لشرْعنة مستوطنة مُقامة في أرض مُحتلة تعود لملاكين فلسطينيين من ثلاثة قرى هناك. وهذا كله غيض من فيض مما يلقاه الفلسطينيون في الأقصى والقدس والضفة الغربية والخليل والنَّقَب.. أما ما يلقونه في غزة وما تلقاه غزة فحدث عنه ولا حرج.. فعليها يتكرر العدوان الصهيوني إثر العدوان، ويتلو الفتكَ الفتكُ بأكثر من مليوني فلسطيني محاصرين فيها منذ ما يقرب من عشرين عاماً تحت سمع العالم الظالم وبصرة. إن الصهاينة يُرهبون ويرتكبون الجرائم ويتهمون ضحاياهم بالإرهاب والإجرام..
إنهم يتهمون شعباً بأكمله وهم يحتلون وطنه ويغتصبون أرضه ويضطهدونه ويرهبونه ويقتلون من أبنائه يومياً، ويدمرون عمرانه، ويلاحقونه بالتهجير والإبادة منذ أكثر من ثمانية عقود من الزمن.. ومع ذلك كله يلقون من الولايات المتحدة الأميركية خاصة ومن الغرب عامة، ومن ودول كبرى منها روسيا الاتحادية، دعماً وتأييداً وتشجيعاً.؟! فبعد ما حدث في الأقصى للمصلين الفلسطينيين، صادرت الولايات المتحدة الأميركية توجه مجلس الأمن الدولي إصدار بيان إدانة "لإسرائيل"، وأعلنت هي وإنجلترا وفرنسا وألمانيا أنها تدين دفاع المقاومة الفلسطينية عن شعبها ومقدساته التي ردت بإطلاق رشقة صواريخ بدائية من لبنان سقطت في شمال فلسطين المحتلة، وكررت تلك الدول العظمى أسطوانة العار المشروخة التي تطلقها كلما اعتدى الصهاينة وارتكبوا الجرائم الفظيعة: "من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها؟!"، وذلك تحريض وموافقة صريحة تُعطى لها لترتكب المزيد من العدوان والإرهاب والإجرام ضد غزة وجنوب لبنان وسورية والضفة الغربية وكل الفلسطينيين، كيف شاءت ومتى شاءت، ولتمعن في ملاحقة مقاومة الشعب الفلسطيني المشروعة للاحتلال وتقضي عليها.
إن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الغرب الاستعماري ومن يشاركُها رعايةَ المشروع الصهيوني ـ العنصري ـ الاستعماري ودعمه، يتلقفون ادعاءات الصهاينة وأكاذيبهم وافتراءاتهم، ويُقرّونها وقائع وحقائق، ويبنون عليها أحكاماً مواقف وسياسات تستهدف الشعب الفلسطيني الضحية، وتستهدف العرب والمسلمين بعداوة قديمة مقيمة للعروبة والإسلام.
فأي عدل وإنصاف وسلم وأمن يُبْنَى في ظل ذلك الانحياز للعدوان والظلم، وما الذي يُرجى من دول عظمى، هي سدنة النظام الدولي القائم منذ الحرب العالمية الثانية، إذا استمر هذا النهج؟! وما الذي يرجى من هكذا سدنة وهكذا نظام دولي يمالئ القوة الغاشمة، والعنصرية المَقيتة، وتطرف الدولة، وإرهاب والاحتلال، ويسير في ركاب الظلم ويدعم الظالمين.؟!
إن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الغرب الاستعماري ومن يشاركُها رعايةَ المشروع الصهيوني ـ العنصري ـ الاستعماري ودعمه، يتلقفون ادعاءات الصهاينة وأكاذيبهم وافتراءاتهم، ويُقرّونها وقائع وحقائق، ويبنون عليها أحكاماً مواقف وسياسات تستهدف الشعب الفلسطيني الضحية، وتستهدف العرب والمسلمين بعداوة قديمة مقيمة للعروبة والإسلام.
إن ما يجري وما يقومون به، يرمي حسب تخطيط الصهاينة والمتصهينين الأنغليكانيين الأمريكيين خاصة والغربيين عامة، إلى إنجاز مرحلة من مراحل مشروع توسعي استعماري،مغلف باعتقاد ديني "صهيو ـ انغليكاني"، يزعم أنه مقدَّمة لما يسمونها معركة "مَجِدُّو" التي تمهد باعتقادهم لمجيئ المسيح؟! جَلَّ المسيحُ، رسولُ السلام والمَحبَّة، عن أن يكون مجيؤه مشروطاً أو مرهوناً بحُزونٍ من الجماجم، وبساط من الدم يسير عليه، كما يزعم ويعتقد أولئك المسكونون بالعنصرية والدَّموية والحقد والكراهية.
ومما يبعث على الاستغراب، ويضاعف الأسى ويثير العجب العُجاب في هذا الباب، ومما يزيد في الطين بِلَّة.. أن يتماهى أشخاصٌ منهم حكام وساسة وقادة مع هذا التخريف أو يؤيدونه خوفاً وطمعاً.. وأن يُقبِل على المسكونين به عرب من العرب، فيركُنون إلى مَن يعادي قضاياهم العادلة ودينهم وأمتهم وهويتهم ووجودهم، ويتشرَّبون عهود مَن لا عهود لهم كما يتشربون الشُّهد مُصفَّى، ويعطون ظهورهم للحق والعدل والعقل، وللإيمان بالله رب العالمين كافة.
إن هذا أكثر من إفلاس، وأكثر من عار، وأكثر من فساد وإفساد في الأرض، وأكثر من تدمير لحقوق الإنسان في الحية، وللعدل الذي يقيم الحياة والدول ويديمها، ويحقق الأمن والسلم في العالم.
ألا.. بأي عقل يفكر أولئك وأية أفكار يحملون، وأيّة ضمائر تقر ما يدعون، وأية قيم يدفنون بذلك الادعاء السقيم، وأيّ مستقبل يزينون للأجيال القادمة؟! وأيِّ تآمر على حق بني آدم بالوجود الكريم يقومن به..؟!
أَلَا ساء ما يحكُمون.. أَلَا ساء ما يحكُمون.. أَلَا ساء ما يحكُمون.