- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
عشية انطلاق المونديال.. لماذا تستمر حملة الهجوم الغربي على قطر؟
عشية انطلاق المونديال.. لماذا تستمر حملة الهجوم الغربي على قطر؟
- 19 نوفمبر 2022, 8:34:33 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"تصرفات متغطرسة".. بهذا الوصف أبدى وزير الخارجية القطري "محمد بن عبدالرحمن آل ثاني" استياءه من استمرار حملة التضليل والتشويه الإعلامي بحق بلاده قبل أيام من انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم غدا الأحد، لافتا إلى أن هذه الحملة كشفت عن "ازدواجية معايير" لدى الساسة الأوروبيين.
فرغم أن "جياني إنفانتينو"، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) صرح بقناعة مفادها أن نسخة مونديال قطر "ستكون الأفضل على الإطلاق في تاريخ كرة القدم"، بفضل خطط تنظيمية وتسهيلات لم تحظَ بها بطولة من قبل، واعتراف منظمة العمل الدولية بإصلاحات الدوحة المستمرة بشأن حقوق العمال المشاركين في إنشاءات المونديال، إلا أي دولة استضافت بطولة رياضية كبرى لم تتعرض لمثل الحملة التي تتعرض لها قطر.
ويعود تاريخ الحملة إلى يوم إسناد تنظيم البطولة إلى قطر قبل نحو 12 عاما، وظلت مقتصرة على أصوات حقوقية، لكن مع اقتراب المونديال ظهرت وجوه "رسمية وسياسية" تنتقد بصورة فجة استضافة قطر لهذا الحدث، ما استدعى بالتالي ردًا قطريًا رسميا.
انتقد وزير الخارجية القطري التصريحات التي تصدر عن ساسة أوروبيين "في دولٍ تسمي نفسها ديمقراطية ليبرالية، والدول هذه ذاتها لا توجد لديها مشاكل مع قطر عندما يتعلق الأمر بشركات أو استثمارات في مجال الطاقة"، حسبما أوردت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ" الألمانية.
غير أن "ازدواجية المعايير" لا تقتصر على قبول بعض الساسة الغربيين لأموال قطر ورفضهم استضافتها للمونديال، بل شملت أيضا موقفهم من نسخ سابقة لكأس العالم أقيمت في دول ذات سجل حقوقي محل انتقاد أكبر من قطر، لاسيما كأس العالم الأخيرة، التي نظمتها روسيا، وأشادت بها أغلب وسائل الإعلام الغربية.
وعن هذه المفارقة يشير رئيس وحدة الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية في مركز جنيف للدراسات، "ناصر زهير"، إلى أن "دول الاتحاد الأوروبي لم تتخلص بالكامل من الإرث السلبي، الذي يتمثل بالنظرة الاستعلائية للمناطق والشعوب الأخرى حول العالم"، حسبما أورد موقع "العربي الجديد".
ويرى "زهير" أن "العنصرية" في الغرب تتجه بالأساس إلى الشعوب الشرقية، لاسيما بلدان الشرق الأوسط، وتنطلق من اعتقاد مفاده أن الغرب يتمتع بقوانين ومبادئ "هي الأفضل ويجب أن تطبق في كل بلدان العالم، بغض النظر عن الاعتبارات التي تحدد آليات أو مسارات البلدان الأخرى".
فيما يرى الكاتب الصحفي "رشيد ولد بوسيافة" أن الحملة الغربية ضد قطر جاءت بعدما خسر العنصريون معركة رهانهم على فشل الدوحة في الوفاء بالإمكانات والملاعب والهياكل الرياضية والفنادق وغيرها، و"أدركوا أنّ قطر وفّرت كل شيء وزادت عليه، لينقلوا المعركة إلى مستويات أخرى، ويثيروا الكثير من الشبهات حول عدم تحمل العمال للحرارة المرتفعة، وكأنهم كانوا يطلبون من هذا البلد تغيير طبيعة المناخ"، حسب مقال أوردته صحيفة "الشروق" الجزائرية.
وبحسب المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، الذي كشف في تقرير سابق له عن تصاعد حدة الحملة الموجهة ضد قطر، فقد اعتبرت العديد من الأوساط الإعلامية والحقوقية "أن ما يجري نشره من تقارير في صحف غربية قبل ساعات من انطلاق كأس العالم، يندرج في إطار التحريض المكشوف من دون تقديم أدلة أو إثباتات".
وأشارت تلك الأوساط في البيان إلى أن "هذه التقارير يتم نشرها من دون أيّ إضاءة على تعامل قطر مع الاتهامات الموجهة إليها أو التحسينات التي أدخلتها على قوانين العمل، أو الحريات".
وركزت كثير من هذه التقارير على شن هجوم على الدوحة تحت شعار "انتهاك حقوق المثليين"، وهو الهجوم الذي لم يشهده مونديال روسيا 2018 رغم أن موقف السلطات الروسية المناهض للمثلية معروف مسبقا.
ولذا تحدث وزير العمل القطري "علي بن صميخ المرّي" صراحة عن دوافع "عنصرية" لهذه الحملة، قائلا، في مقابلة مع وكالة فرانس برس في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري: "هم لا يريدون السماح لدولة صغيرة، دولة عربية، دولة مسلمة، أن تنظّم كأس العالم. هم على بيّنة تامّة من الإصلاحات التي حصلت، لكنّهم لا يعترفون بها لأنّ دوافعهم عنصرية".
أما الرئيس التنفيذي لمونديال قطر "ناصر الخاطر، فدعا إلى عدم إعطاء اهتمام كبير للحملة الدعائية الغربية ضد بلاده، مشيرا إلى أن "الدول الأوروبية التي استضافت البطولة 11 مرة أرادت مواصلة احتكار تنظيم البطولة لنفسها ولن ترضى أي دولة عربية ومسلمة مثل قطر بأن تسحب البساط من تحت أقدامها وتنال بدورها شرف التنظيم والاستضافة"، حسبما أوردت قناة "سكاي نيوز سبورتس".
وأكد "الخاطر" محدودية تأثير الحملة المعادية لبلاده ببعض وسائل الإعلام الغربية، موضحا: "رغم كل تلك الادعاءات والمهاترات إلا أن الإقبال على شراء تذاكر مباريات كأس العالم في قطر كان عاليا جدا حيث وصل عدد الطلبات المقدمة لشرائها إلى 40 مليون طلب، وقد تم بيع 3 ملايين منها وهو العدد الإجمالي المتاح من التذاكر لحضور مباريات البطولة".
وبينما يترقب الملايين انطلاق المونديال، الأحد، يتوجس عديد المراقبين خيفة من انعكاس حملات التشويه والتضليل على أجواء البطولة، فيما يتوقع المنظمون، من قطر والفيفا، نسخة استثنائية لم يشهد لها العالم مثيلا.