- ℃ 11 تركيا
- 13 نوفمبر 2024
عزات جمال يكتب: فوضى النشر هل تساهم في إنجاح سياسة الخداع والتضليل
عزات جمال يكتب: فوضى النشر هل تساهم في إنجاح سياسة الخداع والتضليل
- 26 أكتوبر 2022, 2:25:04 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في البداية يجب أن نعي أهمية الخداع والتضليل بالنسبة للاحتلال سواء في العقيدة المحركة لسلوك المجتمع والأفراد لديه، أو في اعتماده عليه ضمن آلية أخذ القرار في كل مراحلها، سواء في الإطار الفردي الميداني " التكتيكي " أو إطارها الكبير " الاستراتيجي "
في كل ذلك لا يمكن أن ينفصل الخداع والتضليل، عن سلوك الاحتلال وقراراته المختلفة وأدائه الميداني وذلك لعدة اعتبارات لعل أهمها:-
١_ محاولة تحقيق المفاجأة دوما على الطرف المقابل.
٢_ ضمان تحقيق الهدف الذي يسعى إليه بسرعة وكفاءة عالية.
٣_ تحقيق الصدمة عند الأعداء والخصوم، التي يأمل من خلالها الاحتلال حصول الردع عند كل من يناصبه العداء.
وبذلك تتحقق أهم أركان النظرية الأمنية لدولة الاحتلال ردع الخصوم لإماتة البواعث التي تؤدي إلى مجرد التفكير بالأضرار بالاحتلال ومشاريعه وهذه الغاية العليا لنظرية الردع..
ولو أسقطنا الكلام أعلاه على عدوان الاحتلال الذي جرى في مدينة نابلس مساء الاثنين ٢٤١٠٢٠٢٢ لوجدنا أن الاحتلال خلال عمليته التي شنها على المدينة قاصدا الوصول للمطاردين في حارة الياسمينة، قد تضمنت مجموعة من التصرفات التي تشير لهذا المعني " الخداع والتضليل "
فالقوة الخاصة التي قامت في الدور الأول وهو " الاقتحام خلسة " عندما تم اكتشافها، تم الترويج بأنها وقعت في كمين محكم وأنهم صرعى على الأرض وهم محاصرون، ولم يثبت لاحقا كل ذلك ...
تلى ذلك دخول الآليات العسكرية والعربات المدرعة حيث بدأت مرحلة الاحتلال الثانية من الهجوم واستمرار لسياسة التضليل، بدأ الاعلام يتحدث عن أسر جنود أو محاصرتهم في أحد البيوت، كما استخدم الاحتلال اصوات الدبابات في المواقع المجاورة لمدينة نابلس لإيهام السكان بحدوث اجتياح، وهو قاصدا بذلك التأثير النفسي عليهم ..
وعلى الرغم من تقدم العملية وزيادة أصوات الانفجارات والرصاص، إلا أن الاحتلال أبقى الهدف الرئيسي للعملية مبهم " الوصول للمطلوبين " وهذا السلوك في التضليل ساهم فيه الاحتلال " القوات العسكرية " والإعلام جنبا إلى جنب، فرأينا انضباط تام للإعلام العبري في النشر وعندما كان يتحدث يشير أنه وفق مصادر فلسطينية.
واستمر بترويج الأخبار المتضاربة التي تحوي الكثير من المعلومات المتناقضة دون نشر أي معلومة تظهر الهدف من عملية الاحتلال المتواصلة في نابلس، مع التركيز على دغدغة الجانب العاطفي لدى الجمهور الفلسطيني بمصطلحات " كمين وأسر جنود ، محاصرة قوة، وصول تعزيزات من أجهزة السلطة للمشاركة مع أبطال العرين " واتضح بعد ذلك أن ترويج هذه الأخبار كان هدفه الرئيس تخذيل الناس وخداعهم، حتى يُتم الاحتلال عمليته بأقل ثمن يمكن أن يدفعه!
وهنا لابد من التأكيد على حقيقية أن فرض الوقت وواجب الساعة أن نتعلم كفلسطينيين من كل تجاربنا، وأن نخضعها للتقييم والتقويم، ونعي أننا نتعامل مع عدو ماكر مخادع، يعتبر الخداع والتضليل من أكثر أسلحته فتكا على وعينا بالدرجة الأولى ثم حالة المقاومة المتصاعدة في الوطن الحبيب.
كذلك من الضروري أن نستخلص العبر من كل حدث ونعمم ذلك، ليستفيد الجميع منها وهنا أورد بعض الأفكار والاستخلاصات التي تفيد كل فرد في هذا المجتمع ...
١_ الإنسان الفلسطيني هو المستهدف لفلسطينيته ولتواجده على الأرض، فهل كان صاحب الصالون ومساعده الذين قتلهم الاحتلال مسلحين؟!
وهل الشهيد المسعف كان مسلحا؟
لذلك معرفة هذه الحقيقة والعمل بمقتضاها هو دور الجميع نحن شعب مستهدف من الاحتلال، يجب أن نعي ذلك خاصة في أماكن المواجهة ونحذر كل الحذر من الاحتلال الذي يقتلنا بدم بارد..
٢_ واجب شرعي ووطني علينا كشعب محتل ومستهدف نقل الاخبار وتداولها يجب أن يكون من المصادر الموثوقة والوكالات المعروفة، لكي لا نكون جنود في معركة العدو التي يديرها بهدف خداعنا وتضليلنا..
٣_ الاعلام العبري هو جندي متقدم من جنود الاحتلال، لذلك النقل عنه يحب أن يخضع لتقييم المختصين الذين يستطيعوا فرز الغث من السمين وما الذي يمكن نشره وما الذي يحظر نشره في مجتمعنا ..
هذه المسؤولية الدينية والوطنية يجب أن تتحول إلى سلوك لدى كل فلسطيني يؤمن بأن دوره له أهمية في نضال شعبه، وأنه صاحب رسالة لا تقل أهميتها عن أهمية رسالة المقاتل والمسعف والصحفي وأننا جميعا نكمل بعضنا بعضا ونساند مقاومينا ومجاهدينا أسود العرين، الذين يتصدون بكل بأس وشجاعة لعدوان الاحتلال واجرامه ويرفضون الخضوع والخنوع.