- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
عزات جمال يكتب: الإبحار نحو هربيا.
عزات جمال يكتب: الإبحار نحو هربيا.
- 8 يوليو 2023, 5:40:13 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بعدما صدر القرار للقوة البحرية القسامية بتنفيذ اغارتها البحرية على أحد المواقع العسكرية لجيش العدو، والمقام على أراضي قرية هربيا المحتلة التي تحد قطاع غزة من الجهة الشمالية الغربية، قاد الشهيد القسامي بشار أحمد مجموعته المختارة من الغواصيين وهم الشهداء حسن الهندي وخالد الحلو ومحمد أبو دية، حيث أنهم خضعوا لتدريبات الكوماندوز البحري وتأهلوا لتنفيذ عمليات نوعية انطلاقاً من البحر، وبذلك أضافت المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام بعداً جديداً وميداناً مهماً للعمليات العسكرية التي تستهدف فيها المقاومة جيش العدو وترد فيها على العدوان على شعبنا.
لقد استطاع الغواصون السباحة لعدة كيلومترات والوصول إلى شاطئ قرية هربيا والتوجه نحو موقع "زكيم العسكري" البحري الذي يتواجد في منطقة تحتوى على عدد من المواقع والمقار العسكرية التي تتبع جيش العدو المحتل وتخضع لحراسة مشددة جدا، وقد نجح رجال الكوماندوز في الوصول للموقع ومن ثم توجهوا نحو استهداف عدد من الأهداف داخل قلب الموقع المحصن، حيث تفاجئ بهم العدو داخل الموقع لحظة فتحهم للنار وقد سجلت الكاميرات اشتباكاتهم و استقدام العدو لدبابة محصنة للتعامل معهم بعدما فشل الجنود بذلك، وقد استطاع المقاومون المناورة في الموقع وتحقيق إصابات محققة في الجنود قبل استشهادهم بعدما أبلوا بلاءً حسنا.
إلا أن الرواية الأولوية للعدو كانت بأنه اكتشف الوحدة القسامية وقد تعامل مع أفرادها فور وصولهم الشاطئ وخروجهم من الماء، إلا أن المقاومة وبقدراتها التكنولوجية وفي صفعة جديدة للعدو استطاعت إثبات وصول قوة الكوماندوز إلى قلب الموقع البحري العسكري المحصن وبأن أفرادها اشتبكوا مع الجنود مكذبةً رواية العدو بالدليل القاطع، وقد أظهرت الصور استقدام العدو إحدى دباباته المحصنة بهدف التصدي للقوة المقتحمة والتعامل معها داخل الموقع، وكان لافتاً تدريب المقاومين على آلية استهداف الآليات بالعبوات المحمولة وقد وقف كبار المحللين والخبراء الأمنيين والعسكريين اجلالاً وفخراً لقدرات الكوماندوز القسامي الفلسطيني عندما شاهدوا الاحترافية العسكرية.
لقد أثبتت "عملية زيكيم" قدرة المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام على تدريب وتأهيل قوات مختارة من الكوماندوز القادرين على تجاوز كل منظومات الكشف والاعتراض والوصول لقلب الأهداف والمواقع العسكرية القابعة في أراضينا المحتلة، ومفاجأة القوات المعادية وتحقيق اصابات قاتلة فيها في فترة الاستنفار الأمني غير المسبوق خلال العدوان على غزة وهذا إنجاز إضافي سُجّل للمقاومة، كما حصل في أكثر من مكان في معركة العصف المأكول في العام 2014م.
إن قدرة القسام وشعبنا على تطوير وسائل العمل المقاوم واستحداث الأساليب الجديدة ليؤكد على أن المقاومة هي جدوى مستمرة لا يمكن أن تتوقف أو تتراجع وبأن شعبنا جاد في سعيه لتحرير أرضه وهزيمة المشروع الصهيوني الذي تأسس على طرد الشعب الفلسطيني من أراضيه.
إن هذه البطولة والتضحيات الجسام والإبداع في التدريب والتخطيط والاستعداد للتضحية والفداء لهي إرث تاريخي مهم يجب أن يصونه شعبنا ويعتز به وبالأبطال الكرام الذين صنعوه، فالأمم والشعوب تحيا بتضحيات هؤلاء الصفوة من الأبطال والأفذاذ الذين انتصروا لدينهم ووطنهم وأمتهم، فسلامٌ لهم مع كل موجة تصل سواحلنا المحتلة لتذكرنا دوماً بحتمية الإنتصار