عجائب عبدالقدوس :(وما الذي إستفادته المقاومة من تدمير غزة ؟؟)

profile
  • clock 26 مايو 2021, 5:22:30 م
  • eye 814
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

سألني صديق عزيز هذا السؤال، قلت له: المقاومة ضد الإحتلال الصهيوني تنقسم إلى أنواع ثلاث.. تلك الموجودة في غزة، وهناك مقاومة شعبية ضد المحتل في الضفة الغربية، وأخيراً نوع خاص جداً من النضال وهم سكان القدس الفلسطينيين الذين يرفضون تهويد المدينة التي اتخذتها اسرائيل عاصمة لها. 

قاطعني صديقي قائلا: النوع الأخير بالذات أحترمه جدا جدا، والعالم كله شرقا وغربا كان مع الفلسطينيين ورفض طردهم من بيوتهم في حي "الشيخ جراح" بالقدس، والدنيا كلها كانت مع أهل المدينة واحتجاجاتهم وتظاهراتهم المشروعة وكان مقرها المسجد الأقصى واستخدمت اسرائيل معهم منتهى الوحشية في قمعهم فكان هذا مثار استنكار المجتمع الدولي كله، حتى أطلقت حماس صواريخها من غزة ضد المدن الإسرائيلية، فانقلبت الطاولة على الفلسطينيين وخسروا كثيراً جدا من الدعم العالمي، وكذلك حاقت بهم خسائر فادحة، واصيبت غزة بأضرار شديدة جدا، وقتل العديد من الأبرياء في تلك الحرب المأساوية.. ولذلك أسألك: هل أنت سعيد بما جرى؟؟ 

قلت له في هدوء: خليك مكانهم.. سكان القدس كانوا في معاناة شديدة، وكل الفلسطينيين إنتفضوا من أجلهم، حتى في الداخل الإسرائيلي ولذلك لا يعقل أن تظل المقاومة في غزة دون حراك! 

قاطعني قائلا: هذه الصواريخ كانت أضرارها طفيفة جدا على الإسرائيليين.. أقل من عشرين قتيلاً، لكنها كانت كارثة على الفلسطينيين! 

كانت إجابتي: أختلف معك يا صديقي، إسرائيل دفعت ثمن باهظ أيضاً، وأكبر مطار مدني هناك أصيب بشلل كامل أثناء الحرب وهو مطار "بن جوريون"، واضطر سكان أكبر مدينة إسرائيلية وهي تل أبيب إلى اللجوء إلى المخابئ بعدما وصلت صواريخ المقاومة إليها، والجنوب الإسرائيلي كله القريب من غزة في حالة ذعر، وتوقفت الأعمال في كثير من المناطق، والعديد من مظاهر الحياة، فالحرب نتائجها باهظة في الجانبين.. و"تل أبيب" لم تشهد أبدا تلك الغارات التي شنت عليها منذ قيام إسرائيل، والعدو الصهيوني نفسه كان في دهشة من تلك الصواريخ وقدرتها وتنوعها، رغم الحصار الشامل المفروض على غزة، واتهمت الصحف الإسرائيلية أجهزة الاستخبارات بالفشل في تقدير قوة المقاومة الفلسطينية. 

قال صاحبي: مأساة الحرب قابلة للتكرار طالما ظلت حماس مسيطرة على غزة!! 

قلت له: كلامك غير منطقي بالطبع.. أنت تعطي بذلك صك براءة للإحتلال الصهيوني والمستوطنين والمتطرفين في إسرائيل، والأفضل أن يقال: ستظل المنطقة كلها على كف عفريت طالما لم يوجد حل عادل للقضية الفلسطينية.. أليس كذلك؟؟ 

التعليقات (0)