- ℃ 11 تركيا
- 13 نوفمبر 2024
عبد الله العقاد يكتب: عندما يصبح الكيان عدو نفسه؛ فانتظر موته…!
عبد الله العقاد يكتب: عندما يصبح الكيان عدو نفسه؛ فانتظر موته…!
- 4 يناير 2023, 1:17:05 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ليس أكثر ما يميز الحكومة الصهيونية هذه التشدد والفاشية، بل هي الأكثر تناقضاً في مكونيها (اليمين القومي، واليمين الديني).
فالليكود بما يمثله من يمين قومي برنامجه الانفتاح على المحيط العربي (حلف أبراهام)، والذي يجد فيه الفرصة، والمدخل لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، وكان هذا أول أهداف برنامج الحكومة السياسي المعلن.
لأنه بهذا يستطيع أن يختلق حلفاً في منطقة الشرق الأوسط بالاستناد على الوهم الكبير (الناتو الأوسطي)، فليس الهدف الحقيقي منه ضرب إيران؛ فهذا أصبح بعيداً جداً عن متناولهم، فهو يصلح لاختلاق عدو أساسي يحل محلهم في المنطقة؛ ليصبح الكيان حليفاً استراتيجياً، وإيران هي العدو الاستراتيجي.
وهذا ما قاله ابن سليمان عن (إسرائيل)، بأنها يمكن أن تصبح حليفاً استراتيجياً.
وكل هذا التوجه الذي ينزع إليه حزب الليكود بزعامة نتنياهو لا يعني شيء لقوى اليمين الديني المنغلق على ذاته، ولا يعنيه إلا دينية وهوية الدولة، وما يتطلبه من السيطرة على التعليم والإعلام، والاعتبار للمؤسسات الدينية وهيمنتها.
وعلى هذا فاقتحام المسجد الأقصى يأتي من منطلق التعبير عن الالتزام الديني وبالأحقية فيه لليهود، فهو أهم بألف مرة عند بنكفير وسموتريتش من مواجهة الأوهام البرمامج النووي الإيراني، حتى ما يمكن أن يفتحه من أفق في العلاقات مع أنظمة في المنطقة، فهذا أبعد ما يكون عن اهتمامهم.
السؤال، أيهما سيخضع للآخر؟
إخواني أخواتي، المبتز هو الذي سيخضع للذي يتملكه النشوة بالانتصار، نتنياهو سيخضع لهم صاغراً؛ فليس بيده أن يواجههم، كيف؟ وقوى اليمين الديني تجد أنها طوق نجاة لنتياهو؛ فهو في حاجتها مصيرياً، وهي لا تجد أنها في حاجته بذات القدر والأهمية، ثم هذا القوى الدينية حاجتها أن تحافظ على الوسط الذي جاء بها إلى هذا التتويج الوزاري، وهم غلاة المتطرفين، وهؤلاء قوم منعزلون في ذواتهم، لا يرون العالم من دونهم.
فاقتحام الأقصى كما أنه عامل تفجير، فإن دونه ستكون ارتدادات ستعيق التوغل في العلاقات مع أنظمة أبراهام، وقد يكون يضرب هذا المسار الاستراتيجي للكيان، لأن هذه الانظمة ستجد نفسها في حصار كبير من الغضب الشعبي.
وهذا ما جعل الإمارات أمس تعلق زيارة نتنياهو، وتندد كلها بالاقتحام، وربما تأخذ هذه الدول خطوات أكثر تصعيداً، ليس كرها في (إسرائيل) حليفتهم، بل حماية لها من ذاتها جراء سيطرة قوى التطرف الديني، وحفاظاً على مصائرهم الذي يرتبط بذات الحليف، فكأنهم سيخلّصونه من شرِّ نفسه، والذي سيكون شرُّه وبالاً عليهم، وبما يجرُّ إلى المنطقة حرب دينية أول ما يجرفها هي.
فهو صراع الانفتاح والانغلاق، من يرى الآخر من خلال ذاته، ومن لا يرى الآخر أساساً ولا يريده.. هذا ملخص الصراع الذي انتهى إليه الكيان.