عبدالعزيز عاشور يكتب : من نسمات عيد الام

profile
  • clock 21 مارس 2021, 3:02:36 م
  • eye 1119
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01


فى مثل هذا اليوم ٢١ مارس ١٩٧٣وقبيل الظهر سمعت أمي طرقا على باب بيتها ....


وكانت الأم بمفردها تجلس الى طشت الغسيل تؤدى واحدة من مهام الأم المصرية فى الريف المصري

 والتى لم تكن قد عرفت بعد طريق الغسالة الكهربائية..مسحت رغوة الصابون عن يديها ونهضت

 مسرعة لتفتح الباب للطارق ..وبابها أصلا لا يعرف الإغلاق الا عند النوم فى المساء ..

أمارات الدهشة تعلو محياها حين رأت من بالباب ..شاب أنيق وفتاة جميلة لم يسبق لها رؤية أي منهما ..


صباح الخير

اتفضل يا ابنى

اتفضلي يا بنتي


تركت أمي طشت غسيلها وتفرغت لتقديم واجب الضيافة للزائرين قبل ان يفصحا عن هويتهما ..

احنا يا أمي زملاء عبدالعزيز فى الكلية وجايين نقول لك كل سنة وانت طيبة ويا ريت تقبلي الهدية البسيطة دي ..

وقدما الهدية ونظراتهما لا تفارق محياها لتلحظ الدموع تترقرق فى عينيها على ولدها الغائب ..

فقد جاء عيد الأم فى ذلك العام وأنا وبعض زملائي من طلاب الجامعات داخل السجون ..


فكان أن قرر اتحاد طلاب جامعة عين شمس أن يرسل وفدا من الطلاب لبيت كل من المعتقلين لتقديم التهنئة بعيد الأم للأم التى غيب

 الإعتقال ولدها فى هذا اليوم ..يا سلام لو كنت تسمع وصف أمي لمشاعرها فى هذه اللحظة وهى ترى شابا وفتاة أتيا من القاهرة إلى

 مسقط رأسى بقرية منية شبين القناطر لتهنئتها بعيد الأم وتقديم الهدايا لها بدلا عن ولدها ..


سلوك نبيل فى زمن مميز من أناس مميزين ..

كان الشاب الوسيم الأنيق هو الدكتور عادل حسن قاسم الأستاذ الجامعي الخلوق منذ صباه والذى كان حينها طالبا بالدراسات العليا

 بكليتي .. كلية التجارة جامعة عين شمس ..

وكانت الفتاة الجميلة الخلوقة هى الآنسة ليلى حامد زميلة دفعتي بالكلية وفيما بعد حرم الصديق المهندس محمد سامى رئيس حزب

 الكرامة والذى كان حينها رفيق زنزانتى بسجن الاستئناف بباب الخلق بالقاهرة ..

رحم الله أمي وكل الأمهات

 وشكر الله صنيع الصديقين الخلوقين اللذين لم أنس يوما صنيعهما ..

وكل عام ومصر وأمهات مصر بخير

وكل عام وكل الأمهات بكل الخير

التعليقات (0)