-
℃ 11 تركيا
-
28 يونيو 2024
عبدالخالق فاروق يكتب في الأدب: رواية ريان
عبدالخالق فاروق يكتب في الأدب: رواية ريان
-
9 أبريل 2021, 1:18:11 م
-
967
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ارسلنا هذا المقال لجريدة اخبار الأدب منذ أكثر من شهر و لكن يبدوا أن كاتب المقال و الروائية لم يكونا من المرغوب فيهما و لم تنشر .... و ها أنا ذا أنشرها عليكم في صفحتيي
جيهان الزهيرى .. والبوح بمكنون النفوس
بقلم / عبد الخالق فاروق
" دع مائة زهرة تتفتح "
بهذا المعنى تخوض جيهان الزهيرى تجربتها الروائية الأولى ( ريان ) بجرأة وأقتدار تحسد عليهما ، وتضيف بها للحديقة الأدبية غصن جديد مثمر . فنحن إزاء عمل أدبى يمتزج بدرجة عالية من الشعرية اللغوية ، والحكمة الإنسانية ، ودرجة من العرفانية الصوفية ، حينما تتلامس فيه مشاعر الرومانسية الهادئة الحنونة ، بعمق فلسفى ، ومستوى من التوحد الزمانى والمكانى بين القاص ومحيطه .
وعبر أربعمائة صفحة من القطع المتوسط ، تجول بنا ( ريان ) بين شخصيات رواياتها ، الغنية بالمضامين والمتعددة الأبعاد ،حيث نكتشف أنفسنا وذواتنا الإنسانية ، بكل ما فيها من نعقيدات نفسية ، وتشوهات ثقافية ، وتناقضات سلوكية ، جديرة بالتأمل ، بدءا من ريان ذاتها ، إنتقالا إلى نديم ذلك الحبيب المسكون بالغدر والخيانة ، مرورا بالطبيبة " إلهام " ، وزوجها الدكتور كمال ، وأبنتهما " لولى " صديقة ريان ، وصولا إلى صديق ريان وصاحب الصالة الرياضية الشاب " سيف " ، الذى فقد يقينه فى عدالة السماء ، وعذبه التردد بين الشك واليقين على خلفية الانتحار الميلودرامى لشقيقه وتوائم روحه " كريم " ، فجاءت الحوارات الفلسفية بينهما شديدة العمق والمتعة ، أحد المفاتيح الكاشفة على العالم الذى تستمد منه (ريان ) فهمها للحياة والكون ، وعلاقات البشر .
وتغتنى الرواية بشخصيات من قبيل " سمية " المنقبه ، وشقيقها " عبد الله " ، المحكومين بالمفاهيم المتزمتة والمغلوطة عن الدين والحياة ، والنظرة الإستعلائية المحمولة على ركائز من الإنكسار الإنسانى والتشوه النفسى ، ليشكل مسار الأحداث ونمط علاقتهما بالمحيط الاجتماعى ، إضاءة على المكنون النفسى لدوافع هذا الفهم المغلوط ، وإنكسارات أصحابه الداخلية .
أما الثلاثى النسائى " المهندسة أمل فايز " وسيدة الأعمال " سمر السروجى " والإعلامية " مروة الديب " ، فهن إطلاله غنية على نمط من سيدات الأعمال ، ولكل منهن حكاية تحتاج إلى قراءة متعمقة فى الدوافع النفسية لبعض تلك التشوهات فى المشاعر والسلوك .
ولا يخلو عالمنا الثقافى من وجود شخصية مثل الصحفى ورئيس التحرير الانتهازى " شكرى عبد المولى " ، القادر على التقلب فى المواقف والشعارات والمبادىء ، وفقا لمتطلبات المصلحة الشخصية ، وبما يتوائم مع التغيرات والتقلبات السياسية . ذلك النمط الذى حفل به عالمنا الروائى ، الذى خطه لنا كبار أدباءنا مثل الأديب فتحى غانم فى روايته الرائعة ( الرجل الذى فقد ظله ) ، وفى شخصية ( محفوظ عجب ) التى رسمها ببراعة وأقتدار الكاتب الصحفى " موسى صبرى " .
كما تحفل الرواية بشخصيات مفيدة للعمل من أمثال ، شقيقتها ( رضوى ) و هانى تواضروس ، والطيار ( يامن ) والست (لوزة ) ، والصديقة اللبنانية ( بدرية الحلبية ) وزوجها ( وليد ) ، ليرسموا معا صورة للمحيط الاجتماعى المؤثر على شخصية بطلة الرواية ( ريان ) .
وبقدر ما أنسابت رحلة حياة (ريان ) من طفولتها حتى مرحلة نضجها كأنثى وأمرأة ، فى لغة جذابة وأسلوب حافل بالجمال والشاعرية ، وعبر الثنائيات القيمية التى أختارتها جيهان الزهيرى لكشف الصراعات الدائرة بين البشر ، حيث صراع التسامح فى مواجهة التشدد والتطرف الدينى ( عبد الله مقابل هانى تواضروس ) ، والحب مقابل الخيانة والغدر ( ريان مقابل نديم ) ، والوطنية مقابل الأنانية والذاتية النرجسية ، وغيرها تدور بنا (ريان ) بين عوالم شخصياتها ، فى خوض مبدع فى أعماق تلك الشخصيات ، والإمساك بالخيوط الرفيعة المختبئة بثنايا دوافع السلوك لدى كل هذا المحيط الاجتماعى لريان ، فأنها نجحت كذلك فى الابتعاد عن نمط الأدب النسوى الذى غلب على كثير من الأديبات المصريات - وربما العرب -فى عقد التسعينات ، والذى لم يبتعد كثيرا عن الذوات الشخصية والتجارب الحافلة بقصص الحب والتجارب المغرقة فى الحسية المادية .
فليبارك الوسط الأدبى والروائى المصرى والعربى ، إنضمام أديبة واعدة جديدة إلى نهره الغنى ، ولتحتفل الأوساط النقدية بنص أدبى جديد حافل بالجمال والعمق والشاعرية .
![بعد فشل الانقلاب.. أول رد من رئيس بوليفيا على اتهامات تدبيره المحاولة](http://67.223.118.213/assets/images/posts/رئيس بوليفيا.jpeg)
![صحيفة كندية تحرض على المخيمات الجامعية الداعمة لغزة: تهدد القيم الإنسانية](http://67.223.118.213/assets/images/posts/مظاهرات جامعة تورنتو غزة.jpg)
![انقطاع الكهرباء في مصر.. باحث إثيوبي يقدم حلا عبر سد النهضة](http://67.223.118.213/assets/images/posts/انقطاع الكهرباء.jpeg)
![مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام](http://67.223.118.213/assets/images/media/moner.jpeg.webp)
![د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي](http://67.223.118.213/assets/images/media/ayman nada.png)
![طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين](http://67.223.118.213/assets/images/media/tarik artichal.png)
![تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج](http://67.223.118.213/assets/images/media/photo_2021-11-02 01.53.03.png)
![تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس](http://67.223.118.213/assets/images/media/5688/48363605_3123961907646208_5324020264457994240_o.jpg)
![المطران د. يوسف توما يكشف سر مكان أقدم كنيسة بالعالم في بغداد](http://67.223.118.213/assets/images/posts/01c3b7b2-2bd4-456a-be95-023a8fb83f86.jpeg)
!["أزبكية غزة".. مبادرة أردنية لدعم المثقفين والطلاب والأكاديميين في القطاع](http://67.223.118.213/assets/images/posts/طلاب غزة.jpg)