- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
عبد العظيم حماد يكتب : هيستيريا الفستان والمايوه
عبد العظيم حماد يكتب : هيستيريا الفستان والمايوه
- 28 يونيو 2021, 2:18:10 م
- 1834
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا جديد في هيستيريا الفستان والمايوه أو تذكروا الديبة وحارس الأهلي ومهاجم الزمالك
لست سعيدا بالطبع بالانشغال الهيستيري بموضوعي فتاة الفستان وفتاة المايوه والحروب الكلامية بالغة السخف أحيانا بين أصحاب المواقف المتباينة من الموضوعين ولكني للأسف لا أري فيها جديدا علينا أو
كما يقول المثل الشعبي (هي عادتنا ولا حنشتريها ؟) علما بأنني أساند حق وحرية كل من الفتاتين قلبا وقالبا
مثلا في عام ١٩٧٢ وفِي حالة تأزم حادة في المجتمع أطلق عليها وصف حالة اللاحرب واللاسلم بينما سيناء لا تزال محتلة والشباب محتشدون في خنادقهم علي جبهة القناة والرئيس السادات يعتذر عن مرور سنة الحسم (حسب تعبيره ) دون حسم وسط ذلك كله احتسب حكم كرة قدم سكندري اسمه الديبة ركلة جزاء لصالح مهاجم للزمالك اسمه غالبا ابراهيم الدسوقي ضد مروان كنفاني حارس مرمي النادي الاهلي ليعترض لاعبو الاهلي وتثور جماهيره ضد الحكم ويندلع الشغب وتلغي المباراة ويوقف الدوري العام كله ثم ثم ثم هاتك يا خناق وَيَا صراخ علي صفحات الجرائد وفِي برامج التليفزيون والإذاعة وفي البيوت وفِي المقاهي والأوتوبيسات والتراموايات والقطارات وربما الطائرات أيضا
في هذه الآونة كانت مظاهرات الطلاب واعتصاماتهم ضد حالة اللاسلم واللاحرب وضد ما اعتبر تهربا من السادات من الحرب كانت قد انتشرت في كل جامعات مصر واستطال أمدها دون ان تفقد عنفوانها وبدأ حزب الكنبة و كتاب السلطة يتهجمون علي الطلاب ويتهمونهم بالتهور واضعاف الجبهة الداخلية ولم يستطع العقلاء من الكتاب مثل هيكل وبهاء وصلاح حافظ ولطفي الخولي الخ الدفاع صراحة عن الحركة الطلابية لكنهم طالبوا بتفهم قلق الشباب و الحوار معهم وكان مماقاله هيكل ان تحرك الطلاب أنقذ البلد من هيستيريا جماعية تسببت فيها قفزة لاعب في مباراة كرة قدم !!
الشاهد هو أن الهيستيريا حول قضايا صغيرة جدا الي حد التفاهة هي عرض حاد لمرض عضال اسمه المجتمع المأزوم المغلّقة عليه الأبواب والمقطوعة أمامه السبل وهذا هو ما يستحق التركيز الجاد جدا جدا جد وكفاية كدة لأنه (إن ما اشتكي العليل حاله يبينه )