- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
عبدالعزيز السماحي يكتب :جمال حمدان
عبدالعزيز السماحي يكتب :جمال حمدان
- 9 مايو 2021, 9:53:11 م
- 1046
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
من ذاكرة الرسم للأطفال في التسعينات ... قدمنا للأطفال هذه الشخصية العظيمة ... وكانت تلك كلماته :
في جميع الأحوال فإن مصر هي واسطة كتاب الجغرافيا تحولت الى فاتحة كتاب التاريخ. وفي جميع الأحوال أيضاً فإن السبق الحضاري ملمح أساسي بلا نقاش في شخصية مصر.
ثم هي – مصر – وإن تكن إفريقية بأرضها ومائها، إلا أنها قوقازية أوروبية بجنسها ودمائها، والمصريون بهذا المعنى أنصاف أو أشباه أوروبين. هي إذاً قطعة من إفريقيا، لكنها بضعة من أوروبا، في إفريقيا وليست منها، ومن أوروبا وليست فيها. غير أنها الى ذلك آسيوية التوجيه والتاريخ والتأثير والمصير، إنها بآسيا وإليها. وفي المحصلة الصافية فإن مصر نصف أوروبية، ثلث آسيوية، سدس إفريقية. وفي داخلها تبدأ أوروبا عند الاسكندرية، وآسيا عند القاهرة، وإفريقيا عند أسوان. وكما أن تعدد هذه الأبعاد يعني تعدد الجوانب وثراء الشخصية لا انفصامها، فإن مصر لا تشعر بينها، بدوار جغرافي – قط – إنما تظل في التحليل الأخير وفي نواتها الدفينة، مصر العربية فقط دون ازدواجية.. كيف، ولماذا؟.
فرعونية هي بالجد، ولكنها عربية بالأب. غير أن كلا الأب والجد من أصل مشترك ومن أعلى واحد. فعلاقات القرابة والنسب متبادلة وسابقة للاسلام بل والتاريخ. وما كان الاسلام والتعريب إلا إعادة توكيد وتكثيف وتقريب.. ولهذا فإن التعريب وإن كان أهم وأخطر انقطاع في الاستمرارية المصرية، إلا أنه لا يمثل ازدواجية بل ثنائية. فلا تعارض ولا استقطاب بين المصرية والعربية، إنما هي اللحمة والسُداة في نسيج قومي واحد.
والواقع إن مصير العرب مصري حضارياً، كما أن مصير مصر عربياً سياسياً. فالعرب بغير مصر كالجسم بلا رئة، ومصر لا مستقبل عالمي لها خارج العرب.
ومصر بالذات محكوم عليها بالعروبة، ولكن أيضاً بتحرير فلسطين، وإلا فبالاعدام. فمصر لا تستطيع أن تنسحب من عروبتها حتى لو أرادت – كيف؟ - وهي إذا نكصت عن استرداد فلسطين العربية كاملة من البحر الى النهر وهادت وهادنت، خانت وحكمت عليها بالضياع، فقد حكمت أيضاً على نفسها بالاعدام، بالانتحار، وسوف تخسر نفسها ورصيدها الماضي، والمستقبل، والتاريخ، والجغرافيا.
جمال حمدان
رسوم : عبد العزيز السماحي
By Egyptian Artist : Abdelaziz Al Smahy