- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
عادل أبو هاشم يكتب: "أولاد الميتة" و الهجوم على حوارة ..!!
عادل أبو هاشم يكتب: "أولاد الميتة" و الهجوم على حوارة ..!!
- 28 فبراير 2023, 6:50:44 ص
- 456
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هل جاء هجوم " أولاد الميتة" من المستوطنين "كما كان أجدادنا و آبائنا يطلقون عليهم في فلسطين" على قرى حوارة و زعترة و بورين محاولة من حكومة القتلة في " اسرائيل " لتعيد اكتشاف نفسها للتأكد من صلاحيتها للحياة ، و للبحث في الوقت ذاته عما يؤكد لها أن الفلسطينيين ما زالوا مصرين على الشهادة .!
لقد جاءت مذبحة " حوارة " و التي أدت إلى استشهاد الشيخ سامح الأقطش، وإصابة أكثر من ٣٥٠ مواطن بجروح و اختناقات ، واحراق أكثر من ٣٠ منزلا وعشرات المحال التجارية، و ١٠٠ مركبة في سلسلة من المذابح اليومية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية في حرب حقيقية افتعلتها عصابة القتلة في تل أبيب ..!!
ويتساءل الفلسطيني في كل مكان :
لماذا هذا الصمت العربي و الأسلامي إزاء ما يجري.؟!
وكأن ما يجري هو في جزيرة سيشل، بل على العكس متابعة مباراة في الدوري الأوروبي أهم بكثير حتى في نشرات الأخبار العربية..!!
هل " الذاكرة " التي لم تعد خصبة ، و باتت مجرد ذاكرة تلفزيونية تنفعل بالمشهد هي السبب في استحالة التوجه مباشرة نحو معرفة الحقيقة .؟!
أم أنها عادة التفكير بـ " عقل بارد " ، و عصر السلام الشرق أوسطي الذي عاش الفلسطينيون و العرب تحت وطأته منذ العام 1991م أفقد كثيرون القدرة على التمييز فكان هناك ما يشبه المفاجأة بما يحدث مع أن سجل " اسرائيل " حافل بالمجازر و الحروب منذ أن وجدت و حتى هذه اللحظة .!
أم أن مواقف رئيس السلطة صاحب شعار " التنسيق الأمني المقدس مع العدو مصلحة وطنية " ، و تصريحاته المثيرة للأشمئزاز من تحقيره للمقاومة ، ومطالبته بتجريد الفلسطينيين من السلاح المقاوم، ، و استخفافه بنضال الشعب الفلسطيني، والطلب من قادة الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وضع خطة للقضاء على المقاومة يكون شعارها :
" من يريد أن يخدم نتنياهو يستخدم السلاح في مواجهة الأسرائيليين" ..؟؟!!
أم تصريح محافظ أريحا و الأغوار جهاد أبو العسل في تحريضه على المقاومة بالقول :
لا يوجد لدينا تعليمات بالتصدي لجيش الأحتلال ، وبالتالي فأضعف الأيمان أن نسب عليهم " شتمهم"..؟؟!
قد جعلت " أولاد الميتة " من المستوطنين الصهاينةيستأسدوا على الفلسطينيين .!
ومهما يكن السبب أو الأسباب فهذا هو قدرنا .. قدرنا الفلسطيني ..!
قدر الفلسطينيين أن يقاوموا .. ويقاوموا .. ويجاهدوا .. ويستشهدوا ..!!
قدر الفلسطينيين أن يواجهوا ــ لوحدهم ــ هذه الهجمة الصهيونية التي لم يسلم منها الأطفال الرضع والفتية والنساء والشيوخ والشباب حتى الحجر والحيوان والطير ..!!
فكل ما في فلسطين استباحه العدو الصهيوني منذ عشرات السنين ، ويستبيحه يوميـًا هذه الأيام ..!
والعالم العربي يصر ــ إصرارا عجيبـًا ــ على أن خيارهم الإستراتيجي هو خيار السلام ، ليظهروا للعالم بأنهم دواجن سلام ..! أمام ذئاب إسرائيلية اغتصبت الإنسان والأرض والمقدسات الفلسطينية والإسلامية ، وانتهكت الأعراض ، ودنست المقدسات .!
هذا الشعار المسخ الذي ابتدعه بعض المنهزمين في أمتنا العربية ، وصدقه كل العرب ، وتمسكوا به حتى آخر تابوت فلسطيني ..!
والعالم الغربي يمارس مؤامرة الصمت والإستهتار واللامبالاة ضد الشعب الفلسطيني ..!
فعلى مدى قرن من الزمان نزف الفلسطينيون من الدماء ما لم ينـزفه شعب من الشعوب..!
وخلال هذه الرحلة الطويلة بين الفلسطيني والدم ، ورغم شلال الدماء الذي سال على أرض فلسطين الذي اختلط بترابـها لينبت شقائق النـعمان المتمثلة في شهدائنا البررة ، فإن عدونا الأزلي والأبدي لا زال مصرا على ابادة كل ما هو فلسطيني في ظل صمت عربي أين منه صمت القبور ..!
وأمام عالم منافق لا يحترم إلا القوي وإن كان مجرمـًا وقاتلا ..!
ولا يعترف بالأخلاق والحقوق..!
يقف مع الجلاد ضد الضحية ليشارك في ذبحها ..!
لم يتحرك هذا العالم المنافق عندما شاهد الرصاص الإسرائيلي يقتل الطفل محمد الدرة بين يدي والده ..! وقذائف الدبابات الإسرائيلية تغتال الرضيعة إيمان حجو وهي في أحضان أمها ..! وصواريخ الطائرات الأباتشي تغتال الطفلين الشقيقين أشرف وبلال أبو خضر ..! ومتفجرات الحقد الإسرائيلي تنثر أجساد الطفلين شهيد وملاك وبركات في الهواء بعد نسف منـزلـهم على رؤوسهم ..!!
لم يتحرك العالم عندما مزقت قذيفة دبابة جسد الطفل فارس عودة بعد أن قذف دبابة المحتل بحجر ..! وعندما مزق رصاص المستوطنين القتلة جسد الرضيع ضياء الطميزي ..!
ولم يتحرك العالم للمنظر المرعب للطفل الفلسطيني أحمد مناصرة (13 عاماً) وهو غارق في دمائه بعدما أطلق عليه جنود الاحتلال النيران،ورغم استنجاده طالبا للأسعاف، فقد أمطره " أولاد الميتة" بعبارات نابية تشمتاً به وتتلذذاً بموته البطيء..!!
لم يتحرك هذا العالم عندما قصفت البوارج الإسرائيلية شاطيء غزة و قتلت سبعة من أفراد عائلة الطفلة هدى غالية أمام بصرها ..!
لم يتحرك هذا العالم المنافق عندما شاهد الطفل محمد حسين أبو خضير من حي شعفاط بالقدس الذي خطف وعذب وأحرق وهو على قيد الحياة على أيدي حاخام صهيوني واثنين من أبنائه، وثلاثة آخرين من المستوطنين .!
و لم يتحرك العالم عندما قام المستوطنون الصهاينة بحرق منزل دوابشة في قرية دوما بنابلس و استشهاد الأب سعد دوابشة و الأم ريهام دوابشة و الطفل الرضيع علي سعد دوابشة " 18 شهراً " ، و كذلك ضرب يوسف الرموني بالأدوات الحادة والمفكّات ثم شنقه بدم بارد في الحافلة التي يقودها في القدس ، و كانت التهمة الموجهة له أنه فلسطيني ..!
و لم يتحرك العالم أمام إرهاب الدولة الإسرائيلي المنظم من عمليات الإغتيال والأعتقال اليومية للفلسطينيين التي تنفذها الأجهزة الأمنية الصهيونية .!
ولم يتحرك هذا العالم أمام آهات آلاف الأسرى والمعتقلين في المعتقلات الإسرائيلية منذ عشرات السنين ، وأنات الجرحى والمعاقين ودماء آلاف الشهداء ودموع الثكالى والأرامل والأيتام ..!
لم يتحرك العالم أمام المرضى من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وموتهم على الحواجز الإسرائيلية المنتشرة بين المدن والقرى الفلسطينية بعد منعهم من الذهاب إلى المستشفيات ..!
لقد أثبت الشهداء والجرحى من أبناء شعبنا بدمائهم الطاهرة أننا أمة نصفها من الشهداء والنصف الآخر من الأبطال ، وأن الشعب الذي يزرع أرضه بالتضحية لا بد وأن يحصد النصر ، و أن الدماء الزكية التي سالت على أرض فلسطين ستضيف خطوات واثقة على الدرب السائر في اتجاه العزة والكرامة والإباء .. الدرب الوحيد إلى فلسطين .. درب الشهادة والتضحية والفداء .
لقد كشفت دماء الشهداء و الجرحي التي سالت ولا تزال على ثرى فلسطين الطاهر يوميـًا على العجز العربي والإسلامي ، وعلى الظلم الذي يعانيه الشعب الفلسطيني من ذوي القربى ، والإنحياز الصارخ للدول ــ التي تتشدق يوميـًا بحقوق الانسان والحيوان ــ مع العدوان والطغيان ضد الفلسطينيين ..!
ومع ذلك يجب علينا الاعتراف بأن التخاذل الذي أبداه البعض من أبناء جلدتنا تجاه أعدائنا هو الذي جعل هذا العدو يتجاسر على محاولاته المتكررة لإلغائنا وابادتنا ..!
وكان قمة التخاذل لقاء العقبة الأمني، و مشاركة وفد سلطة رام اللة في هذا اللقاء..!!