- ℃ 11 تركيا
- 24 ديسمبر 2024
صحيفة « هاآرتس» العبرية: وقف إطلاق النار اعتراف بانتصار «حماس»
صحيفة « هاآرتس» العبرية: وقف إطلاق النار اعتراف بانتصار «حماس»
- 19 يناير 2024, 10:38:14 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نشرت صحيفة « هاآرتس» العبرية، مقالًا للكاتب عاموس هرئيل، عن خطة جيش الاحتلال في قطاع غزة وتحرير الرهائن وسط ضغوط من عائلات الأسرى للقبول بصفقة بشأن الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وذكر التقرير أن الأهداف الرئيسة للحرب في القطاع، تدمير قدرات «حماس» وخلق ظروف لإعادة المخطوفين، ليست فقط تصطدم ببعضها، بل هي غير متزامنة في الجدول الزمني. بعد عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول خطط الجيش الإسرائيلي لمعركة من اربع مراحل.
المرحلة الثالثة التي يجري الحديث عنها، التي فيها تقليص حجم القوات في القطاع والانتقال إلى عمليات محدودة اكثر، كان يتوقع أن تبدأ خلال ثلاثة اشهر منذ اندلاع الحرب. الانتقال إليها يحدث الآن بالتدريج، وفي الجيش يتحدثون عن اشهر كثيرة أخرى من القتال التي سنحتاج إليها في إطار الصيغة المقلصة، قبل استقرار الوضع في القطاع وإزالة التهديد العسكري لـ»حماس» في أعقاب تدمير جزء من منظومتها.
لكن هذا الجدول الزمني لا يتساوق مع الخطر الحقيقي المتزايد على حياة المخطوفين الموجودين في القطاع. أمس، اعلنوا في كيبوتس «بئيري» عن موت المخطوفَين ايتاي سيفرسكي ويوسي شرعابي بعد أن قالت «حماس»، إنهما قتلا مؤخرا في الهجمات الإسرائيلية. حتى الآن قرروا في الجيش، استنادا إلى معلومات استخبارية وأدلة جزئية للطب الشرعي، بأن أكثر من 20 مخطوفا ماتوا في الأسر أو قتلوا في 7 تشرين الأول وتم اختطاف جثامينهم. العدد الحقيقي يمكن أن يكون أكبر.
في ظروف الأسر التي يصعب تحملها، التي يتحدث عنها المخطوفون الذين تحرروا قبل شهرين تقريبا، يمكن إبلاغنا بعد ذلك عن موت مخطوفين آخرين. هناك قلق كبير أيضا على وضعهم النفسي، من هنا تأتي الإلحاحية التي تبثها عائلاتهم من اجل إطلاق سراحهم. الآن عمليات الجيش الإسرائيلي لا تؤدي إلى إطلاق سراح مخطوفين والعائلات تخشى من أن نشاطاته يمكن أن تؤدي، بشكل غير متعمد، بالتحديد إلى موتهم.
وزير الدفاع، يوآف غالانت، كرر، أمس، الادعاء بأن استمرار الضغط العسكري على «حماس» هو الذي سيؤدي وحده إلى عقد صفقة تبادل جديدة، وأنه بدون هجمات الجيش الإسرائيلي لن يحدث أي شيء. بعض قادة الجيش يتفقون معه على هذا الرأي، لكن على الأغلب بصورة أقل حسما.
سنحارب حتى الانتصار
رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يعود إلى الشعارات الفارغة «سنحارب حتى الانتصار»، لكن الأمر لديه ينبع بالأساس من اعتبارات البقاء. فهو يدرك الدعم المتزايد للجمهور لإجراء صفقة تشمل تنازلات مؤلمة، وهي العملية التي ستفكك حكومته من الداخل لأن شركاءه في اليمين المتطرف يمكن أن ينسحبوا منها.
أمام نتنياهو وغالانت والوزير رون ديرمر، الذين يعارضون صفقة تشمل الوقف الكامل لإطلاق النار وإطلاق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين، يقف وزراء المعسكر الرسمي، بني غانتس وغادي آيزنكوت والمراقب من «شاس» آريه درعي. هم يظهرون وكأنهم يسعون إلى صفقة حتى بثمن محتمل يتمثل في وقف القتال (بدرجة ما اعتراف بانتصار «حماس» في هذه الجولة). ادعاؤهم يتعلق في المقام الأول بالواجب الأخلاقي للدولة تجاه المخطوفين الذين هم في معظمهم من المدنيين، والذين تم تركهم لمصيرهم في أعقاب الفشل الأمني والاستراتيجي الذريع.
هناك أيضا تذمر من سير العمليات العسكرية. قائد الفرقة 98، العميد دان غولدبس، يبدو أنه الرجل الأكثر تصميما في الشرق الأوسط، لكن الجهود الكبيرة التي يبذلها في خان يونس من اجل تحديد مكان كبار قادة «حماس» والرهائن، لم تثمر أي نتائج حتى الآن. جيش الدفاع الإسرائيلي يقوم بتدمير الأنفاق هناك وقتل الإرهابيين، لكن القتال يجري بحذر وبطء. ورغم القناعة الذاتية الواضحة للمؤسسة الأمنية فإنه من غير المؤكد أن يحيى السنوار وعصابته والمخطوفين ما زالوا يوجدون في الأنفاق تحت المدينة، وأنهم لم يغادروا في الأسابيع الأخيرة. هناك، في أوساط 1.5 مليون شخص تقريبا كدروع بشرية فوق الأرض، ربما رئيس «حماس» في القطاع يمكن أن يشعر بأنه أكثر أمنا.
إحباط كبير بين قيادات الجيش
في الخلفية، هناك إحباط كبير في المستويات العليا في الجيش وفي «الشاباك». الخوف هو من أن الاعتبارات السياسية لرئيس الحكومة تقضم الإنجازات التي تراكمت حتى الآن. في «أخبار 13» نشرت المراسلة موريا اسرف فيلبرغ بأن رئيس الأركان هرتسي هليفي حذر المستوى السياسي بأن رفض بلورة استراتيجية لليوم التالي يمكن أن يؤدي إلى انجرار الجيش الإسرائيلي لتكرار العملية في المناطق التي أنهى القتال فيها في السابق. تحذير هليفي موجه بالأساس إلى شمال القطاع، حيث عادت «حماس» إلى استعراض معالم الحكم بصورة غير علنية بعد تقليص قوات الجيش الإسرائيلي. مؤخرا تم إطلاق الصواريخ والقذائف عدة مرات من مناطق في شمال القطاع، التي سيطر عليها الجيش في تشرين الثاني. «حماس» يمكنها محاولة تنظيم استعراض حضور فوق الأرض للإثبات بأن السيطرة في شمال القطاع ما زالت في ايديها.
الشلل الذي يتحدث عن رئيس الأركان ينبع من غياب مناقشة اليوم التالي ومن رفض نتنياهو الصارخ لترديد الكلمات الثلاث التي تريد الإدارة الأميركية أن تسمعها: سلطة فلسطينية مجددة. وهي الجسم الذي تريد واشنطن أن يشارك مستقبلا في إدارة القطاع، هذا إذا كان بالإمكان تقليص قوة «حماس». ولكن بالطبع نتنياهو يرفض ذلك، وهو مضغوط من قبل الوزير إيتمار بن غفير والوزير بتسلئيل سموتريتش ويريد توحيد قاعدة اليمين حول وعده بأنه هو فقط الذي سيمنع إقامة الدولة الفلسطينية، يبدو أنه أيضا يعتمد على الاحتكاك المستمر مع الإدارة الأميركية على افتراض أنه بذلك يمكنه إلقاء المسؤولية على الأميركيين عن عدم تحقيق أهداف الحرب، في الوقت الذي ينتظر فيه فوز دونالد ترامب في الانتخابات في تشرين الثاني القادم.