- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
صبري الرابحي يكتب: غزة.. المعادلة الصعبة التي ستطيح بنتانياهو وكيانه
صبري الرابحي يكتب: غزة.. المعادلة الصعبة التي ستطيح بنتانياهو وكيانه
- 15 نوفمبر 2023, 10:56:44 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تتسارع الأحداث على الأرض في أعتى الحروب التي عرفتها الإنسانية والتي ظنت لبرهة أنها لن تعود لوحشية هيروشيما وخرابها المستدام ليستيقظ العالم على توحّش آلة القتل الصهيوني ومكابرة نتانياهو قبل سقوطه إلى الأبد.
وهم التفوّق العسكري:
مازال رئيس الوزراء الإسرائيلي يسوّق للرأي العام الداخلي والخارجي وهم التفوق العسكري لقواته في إطار الأدبيات الكلاسيكية للحرب النفسية.غير أن هذه السردية تحولت إلى رواية كاذبة يستشعر مواطنوه مجانبتها الحقيقة بعد توسع العمليات النوعية للمقاومة وإستعراضها لملاحم كبرى وتاريخية اسقطت هذا الوهم بعد أن تمكنت من عمليات الإنزال خلف خطوط العدو أكثر من مرة وبعد أن تمكنت من الدخول إلى عسقلان عبر البحر وخاصة بعد أن تمكنت من خلال إعلامها العسكري أن توثق لإنتصاراتها التاريخية على آلياته المتطورة رغم الإسناد اللوجستي من عديد الدول الداعم للكيان الدموي.
مستقبل نتانياهو:
تفترض مسيرة السياسي أن يترك دائماً مساحة لخطوة نحو الوراء.غير أن عقيدة ناتنياهو تدفعه كل مرة إلى تجنب العدول عن خططه في إدارة الحرب على المقاومة لأنه يعتبرها إستسلاماً وقبول بالأمر الواقع وهو تحول المقاومة في غزة إلى جيش تحرير بعد أن ظلت لسنوات مجموعة من الكتائب المشتبكة في معارك غير متكافئة مع ترسانة الكيان الصهيوني.
في الشارع تكشف الصحف العبرية تراجع شعبية نتانياهو، كما شكل فيديو الأسيرات الثلاث رصاصة الرحمة التي قد تنهي مسيرته إلى الأبد بعد أن أكدّن أن قواته لا تبذل أي جهد لتحرير الأسرى وتواصل تعنتها في إتمام صفقة تبادل الأسرى وغلق الملف نهائياّ بمعزل عن تواصل الحرب من عدمه.
المؤكد أن أحلام نتانياهو بأن يتحوّل إلى زعيم قومي أو بطل حرب في المخيال الصهيوني تصطدم اليوم بواقع جديد من حيث تحول موازين القوى والحرب الإعلامية ومصداقية المقاومة في كل ما تنشر.والمؤكد أيضاً أن محاولات نتانياهو لأن يكون زعيماً دموياً كإسحاق رابين أو حتى شارون تصطدم بصمود الفلسطينيين ورفضهم لنكبة جديدة رغم القصف العنيف لتهجيرهم من الغزة وتطرّف نتانياهو في إبادتهم إن إقتضى الأمر.
أفول الكيان الصهيوني:
مما لا شك فيه أن كل الأرض ستعود يوماً ما لملاكها الأصليين وأن الفلسطينيون جديرون بحريتهم على أرضهم المسلوبة غير أن هذا الكيان لم يتسنى له تفكيك المشهد الذي أصبح أكثر تعقيداً.
فالمقاومة في غزة والضفة أصبحت قوة ضغط لتحويل المواجهة إلى أراضي 48 وحصر المواجهة في مساحات ضيقة بعد أن صارت الإشتباكات المسلحة لا تهدف إلى فكّ العزلة عن غزة فقط وإنما تهدف إلى تحرير المستوطنات وتهجير المستوطنين إلى مخيمات الداخل.كذلك تعمل صواريخ حزب الله إلى تكوين جبهة متينة في جنوب لبنان وتحويل الصراع إلى حرب تموز جديدة لم يتعافى منها الكيان بعد.بينما تلقي إيران بثقلها الإستراتيجي في المنطقة بتلميحها بإمكانية دخولها رسمياً للحرب دفاعاً عن مصالحها في المنطقة وهو ما يعني توتراً مستداماً في الشرق الأوسط وتداعيات ذلك في ظل ظهور طوق جديد يحاصر الكيان الصهيوني من كل جهة.
كما لا تخفي الحرب الروسية الأوكرانية إنهاك حلف الناتو وتكلفة دخوله للحرب التي لن يتمكن من مضاعفتها بمجازفته بالدخول في حرب مع محور المقاومة خاصة في ظل خسارته لأي دور محوري لمصر في المنطقة التي تراوح إلى حدّ هذه الساعة بين المساومة والإبتزاز وتغليب مصالحها على حساب أمن المنطقة.
من هذا المنطلق وأكثر من أي وقت مضى وفي ظل حالة التخبّط والذهول التي يعيشها الكيان الصهيوني وفي ظل تعاظم جرائمه على الأراضي المحتلة يبدو أن أفوله صار أمراً حتمياً لن يطول إنتظاره وسوف يتوقف على إنتهاء مغامرة نتانياهو الذي سوف تعصف به رمال غزة وتنهي طموحه وكيانه بدون رجعة كما دخلوها أول مرة بمغامرة طالت لأكثر من سبعين سنة لتنتهي إلى ملحمة كفاحية خالدة لابد من أن تتناقلها الأجيال وتحفظ الإنسانية طوباويتها كي تحفظ الدماء والأرض.