- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
شعروا بالأمان.. الجارديان: منع الكحول في مونديال قطر يغير ثقافة المشجعين
شعروا بالأمان.. الجارديان: منع الكحول في مونديال قطر يغير ثقافة المشجعين
- 4 ديسمبر 2022, 2:01:05 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"لأن قطر دولة مسلمة، ومن الصعب العثور على الكحول، فقد شعروا بأمان أكبر في السفر مع عائلاتهم وأطفالهم لدعم منتخب إنجلترا.. كانوا يعلمون أنهم لن يتعرضوا لخطر، وأن السلوك المعادي سيكون أقل".
هكذا نقلت صحيفة "الجارديان" عن المشجعين الإنجليز، الذين حضروا إلى قطر لمؤازرة فريقهم في نهائيات كأس العالم.
تقول الصحيفة إنه "بالطبع لا يزال غالبية مشجعي إنجلترا في قطر متوافقين مع الصورة النمطية التقليدية، لكن كل هذا بعيد كل البعد عن المرة الأخيرة التي لعب فيها المنتخب الإنجليزي في بطولة خارج أرضه، في دوري الأمم 2019 في البرتغال".
وتسبب الآلاف من المشجعين في حدوث فوضى عامة في بورتو، ورددوا أغاني عن "تومي روبنسون"، والجيش الجمهوري الأيرلندي، والقاذفات الألمانية.
أُلقِيَ القبض على اثنين من مشجعي إنجلترا وتعرضا للضرب بالهراوات على يد الشرطة بعد أن ألقيا زجاجات على مشجعين محليين وعلى الشرطة في منطقة مكتظة بالمشجعين.
وكل ذلك لم يحدث في قطر، حسب الأكاديمي "جيف بيرسون" الذي يقول: "إحدى طرق النظر إلى دعم فريق كرة القدم هي التفكير في الثقافات المختلفة التي تحضر المباريات أساساً لأسباب مختلفة".
ويضيف: "كان الكثير من العمل الذي قمت به يتعلق بثقافة فرعية من المشجعين الإنجليز الذين أسميهم مشجعي الكرنفال. إنهم يسافرون بشكل أساسي وينصب تركيزهم الرئيسي حول المباراة وليس في المباراة نفسها".
ويتابع "بيرسون": "يعتمد سلوكهم على التعدي والسكر والهتاف وخلق الأجواء. وعندما يتعلق الأمر بالمنتخب الإنجليزي، فإن الثقافة الفرعية يغلب عليها الذكور ويغلب عليها البيض.. ليس فقط من الذكور وليس حصراً من البيض. لكنه سلوك فظ جداً".
وبالنسبة لـ"بيرسون"، يعني ذلك أن "الجعة المتطايرة في الهواء، والوقوف على الطاولات، والهتاف الصاخب، وتعليق الأعلام ليس عنفاً، وهي ليست عنصرية بالضرورة، لكنها في الغالب بيضاء وذكورية"، حسب تعبيره.
ويتابع "بيرسون": "مع ذلك، فإن هذه الثقافة الفرعية لمشجعي إنجلترا لم تسافر حقاً إلى قطر بأعداد كافية. في حين أنه في العادة بالنسبة للبطولات، أو المباريات الكبيرة، خاصة في أوروبا، تُعد هذه الثقافة الفرعية هي المهيمنة. وبالطبع، هذه الثقافة الفرعية ستسافر حتى لو لم يكن لديهم تذاكر، لأن حضور المباريات في الواقع ليس سبب وجودهم هناك".
لكن "بيرسون" يشير إلى أن ما نشهده في قطر 2022 هو "صورة عابرة، وليست اتجاهاً طويل الأجل".
ويحذّر على سبيل المثال، من أننا قد لا نرى مثل هذا التنوع بين القاعدة الجماهيرية في إنجلترا لبطولة أوروبا 2024 في ألمانيا.
ويضيف: "أعتقد أن حقيقة أنه من السهل الحصول على تذاكر في قطر قد أحدثت فرقاً كبيراً أيضاً فيما يتعلق بقاعدة جماهيرية أكثر تنوعاً، وغيّرت كثيراً بثقافة المشجعين".
يقول العديد من الهنود والباكستانيين البريطانيين من الجيل الثاني أيضاً إن لديهم عائلات في المنطقة، ولذلك شعروا بالراحة في الخروج.
وهناك أيضاً العديد من العمال في قطر من جنسيات مختلفة، خاصةً من الهند، الذين اختاروا منتخب إنجلترا ليشجعوه في كأس العالم.
وهذا ليس دائماً لأسباب تتعلق بكرة القدم أيضاً. وكما قالت مشجعة من تايلاند تُدعى "ناسيساسا": "أنا أدعم منتخب إنجلترا؛ لأنه فريق جيد".
هذا الشعور بالراحة والأمان الذي لمسه المشجعون الغربيون في قطر لم يقتصر على الجماهير الإنجليزية، فهي حالة عامة لمن لم يكن معتاداً على هذا المشهد.
ووجّهت عائلة كندية رسالة شكر إلى أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، بسبب إصراره على وضع قوانين تتماشى مع الثقافة العربية والإسلامية في مونديال قطر، مشيرين إلى أن البطولة صديقة للعائلة، وآمنة على الأطفال الذين جاؤوا لحضور المونديال.
وعبرت العائلة في منشور على "إنستجرام"، حظي بتفاعل واسع، عن حجم سعادتها بحضور "المونديال صديق العائلة".
وتضمن المنشور صورة للعائلة وهي ترفع لافتة من المدرجات تشكر فيها أمير قطر، وكُتب فيها: "شكراً أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، هذا أفضل مونديال على الإطلاق"، وأضافت وسماً بآخر اللافتة: "صديق للعائلة"، في إشارة منها إلى أنها مناسبة لجميع أفراد العائلة، بمن فيهم الأطفال، بسبب الإجراءات التي اتخذتها الدوحة، كمنع المشروبات الكحولية، الأمر الذي جعل البطولة أكثر أماناً، ومنع حدوث ممارسات مؤذية أو فوضوية.
وساعد قرار قطر المشجعات البريطانيات على الاستمتاع بالمباريات في هذه النسخة دون مضايقات، بل خلق بيئة أقل عدائية.
وتقول "إيلي مولوسون"، التي كانت تنظم حملات لتحسين تجارب المباريات لمشجعات كرة القدم، إنها قلقة للغاية بشأن زيارة قطر، لذا يقوم والدها بدور المرافق لها، لكن تبيّن أنه لا داعي لإزعاج نفسه، إذ توضح "إيلي" والعديد من مشجعات إنجلترا الأخريات، أنَّ كأس العالم هذه يمكن أن تخلق نموذجاً للعبة في بلدهم.
تقول "إيلي" (19 عاماً)، التي تدير حملة "HerGameToo": "يجب أن أقول إنَّ المجيء إلى هنا كان بمثابة صدمة حقيقية لنظامي، لم تكن هناك أية معاكسات لفظية أو بالتصفير، أو تمييز جنسي من أي نوع، وكانت ترتيبات البطولة المُنسَّقة بعناية، ووجد العديد من المشجعين أنَّ الملاعب أكثر ترحيباً مما هي عليه في بلادهم الأم".
من جانبه، قال "آدم" (49 عاما)، والد "إيلي" الذي يعمل مدرسا: "جئت إلى هنا كي اعتني بابنتي، لكن بصراحة لم أكن بحاجة إلى أن أزعج نفسي".
على النحو ذاته، أشادت "جو جلوفر" (47 سنة) بالأمان الذي تتمتع به قطر.
وقالت "جولفر"، وهي إحدى مشجعات نادي "تشيلسي" الإنجليزي، والتي تحضر نهائيات كأس العالم منذ تنظيمها في جنوب أفريقيا سنة 2010: "العصبية والتوتر هنا في قطر أقل بصفة عامة؛ فالجميع يرتدون ألوان فريقهم، ولا يواجهون أي متاعب".
وأضافت أن العديد من النساء اعتبرن أن قرار السلطات القطرية حظر بيع الكحول حول الملاعب عاملا ساعد في خلق بيئة أقل عدائية.
وقارنت "جولفر" في هذا الصدد بين أجواء مونديال قطر والفوضى في ويمبلي التي سببها بعض المشجعين المخمورين عندما وصلت إنجلترا إلى نهائي يورو 2020 في يوليو/تموز 2022.
وتابعت: "لم يكن الجو في نهائي اليورو ممتعا، بل كان متوترا للغاية، ليس مهما إذا كنت لا تستطيع الحصول على مشروب في الملعب، فلا ينبغي أن تتمحور كرة القدم حول احتساء الخمور".
ولفتت "التايمز" إلى أنه تم تنبيه المشجعين بضرورة احترام القواعد الثقافية في قطر، خاصة فيما يتعلق بالملابس.
لكن "جلوفر" قالت: "بصفتي امرأة لم أجد الأمر محرجا هنا، ومعي شال في حقيبتي في حال طلب مني تغطية كتفي، لكن لم يطلب مني استخدامه بعد".
يشار إلى أن قطر منذ لحظة انطلاق البطولة رسمياً، حرصت على تعريف العالم من خلال ضيوفها أثناء المونديال بالثقافة العربية والإسلامية على أحسن وجه.
وفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انطلق مونديال قطر الأول من نوعه في العالم العربي والشرق أوسطي، على أن تختتم منافساته في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري.