شخصيات في حياتي :يقدمها: محمد عبدالقدوس

profile
  • clock 13 يونيو 2021, 12:18:42 م
  • eye 1318
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

(أشهر محاسب في مصر: ملائكة من السماء.. واحد أبيض والثاني أسمر أنقذونا من الإفلاس!!) 


هناك حكمة شهيرة تقول: "إشتدي يا أزمة تنفرجي"! والقرآن الكريم يقول: "إن مع العسر يسرا"! 

إنها دعوة للتفاؤل مهما إشتد الظلام حولك. ربنا قادر على إنقاذك مثلما حدث مع "حازم حسن" أكبر محاسب في مصر. 

ويكفي أن تعلم أن صندوق النقد الدولي ومقره واشنطن، اختاره يوما لكي يراجع ميزانيته الهائلة!! ويرأس مجلس إدارة مؤسسة "حازم حسن" 

للمحاسبة والإستشارات القانونية! وهو كيان ضخم يقوم بمراجعة ميزانيات أكثر من ألف شركة كبرى في مختلف المجالات. 

بدأ حواره معي قائلاً: في الستينات من القرن العشرين تعرض مكتب والدي "زكي حسن" لما يشبه الإفلاس!! 

والسبب قيام الحكم القائم في ذلك الوقت بتأميم العديد من كبار رجال الأعمال والشركات، وكان مكتب أبي يقوم بمراجعة حساباتهم!! 

وبسبب ذلك حدث إنكماش كبير في أعمالنا! وأزدادت أحوالنا تدهورا بعد الكارثة التي حاقت بالقطاع الخاص كله في مصر. 

ويضيف قائلاً.. كان والدي رحمه الله رجل "دوغري" يرفض النفاق والمداهنة أو تقديم أي تنازل! كما أنه دقيق جداً في عمله! ورأيته دوماً قدوتي ومثلي الأعلى! 

وسألت نفسي: كيف يمكن لهذا الرجل الشريف أن يلقى هذا المصير السيئ؟ هل هذا هو جزاء أمانته؟ وسارعت بإستغفار ربي.. فقد شعرت أنني أعترض على القدر! 

وفي يوم لا أنساه جاءتني الإجابة على سؤالي.. كنت جالساً مع والدي حين جاءنا من يخبرنا أن هناك أثنين من الخواجات يريدون مقابلتنا!! 

وكل واحد فيهم طويل جداً واشقر اللون!! وتعجبنا بالطبع من هذه المفاجأة وتساءلنا: ومن يكون هؤلاء؟ قدموا لنا أنفسهم: نحن من السويد..

 شركتنا كانت تملك شركة النيل للكبريت في بلادكم وتعرضت للتأميم سنة 1961، وجئنا إلى مصر لنبحث أوضاعها وعند فحص سجلاتها تبين لنا أنكم كنتم تراجعون ميزانية شركتنا، 

ولم تأخذوا أتعابكم! فنحن مدينون لكم بمبلغ ألفين جنيه! وأعطونا شيك بالمبلغ ثم أختفوا! وهذا الأمر كله لم يستغرق سوى خمس دقائق!! 

ورأيتهم وكأنهم ملائكة قادمين من السماء لإنقاذنا! ومبلغ ألفين جنيه في ذلك الوقت كان يساوي الكثير في تلك الأيام الصعبة عشرون ألف أو أكثر في زماننا الحالي. 

وكانت مفاجأة كاملة لنا لم تتوقعها أبدا.. وغدا بإذن الله حكاية الملاك الأسمر.

التعليقات (0)