سيف القدس ضربت الاحتلال في عمق جبهته الداخلية بكل قوة

profile
رامي أبو زبيدة كاتب وباحث بالشأن العسكري والامني
  • clock 29 مايو 2021, 5:18:48 م
  • eye 849
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

إن معرفة نقاط الضعف التي تؤثر في عدوك هي استراتيجية تؤثر بكل تأكيد في تغيير مسار الحرب، 

وقد استطاعت المقاومة الفلسطينية من خلال العمل بهذه الاستراتيجية واعتمادها في معركة سيف القدس أن تغير مسار المعركة وتربك قادة الاحتلال،

 وهذا أمر يحتاج إلى الكثير من الجهد، حيث البحث عن نقاط ضعف عدوك وضربه بها، فهي المناطق التي يصرخ منها عدوك حين تضرب فيها وتؤثر على صانعي القرار،

 وتشكل عاملاً ضاغطاً عليهم، وهذا خلاف الاستراتيجيات والتكتيكات العسكرية للحروب التي خاضتها "إسرائيل" سابقاً، بل تعد ميزة استراتيجية من المنظور العسكري.

ويؤكد أغلب الخبراء في شؤون الجيش الإسرائيلي أن من أهم استراتيجياته هي القتال على أرض عدوه،

 فنقل المعركة لأرض العدو جزء من العقيدة العسكرية الاسرائيلية وهو مبدأ فرضه صغر مساحة الكيان،

 فقد استطاعت المقاومة خلال معركة سيف القدس المبادرة ونقل المعركة الى داخل اراضي العدو، وهنا يتضح لنا أن نقطة ضعفه تكمن في قتاله على أرضه.

تعلم المقاومة جيداً ان غياب العمق الجغرافي للكيان الصهيوني يخدمها من حيث القدرة على التأثير الكبير على المحتل الذي يتحرك بأرتال ووفق قواعد وأنظمة عسكرية، 

وان الفجوات في تجهيز الجبهة الداخلية الإسرائيلية للحرب لا تزال واسعة جداً، كما اوضح الميدان ان الكيان الصهيوني عاجز عن التعامل مع القوّة الصاروخية، 

وفشلت منظومة القبة الحديدية في التصدي لصواريخها حيث لم تتمكن منظومة "القبة الحديدية" الدفاعية من مواجهتها.

وأظهر التطور الواضح الذي حققته صواريخ المقاومة الفلسطينية من حيث المدى، والكثافة، 

وحتى القدرة على تجاوز الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية مثل "القبة الحديدية" وتعطيلها، 

وهو ما دفع الاحتلال لتعليق حركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون، مع إيقاف النشاط التعليمي، 

بالإضافة للأوامر التي أصدرتها حكومة الاحتلال لجميع سكان الكيان بدخول الملاجئ.

 إلى الحدّ الذي دفع صحيفة معاريف الإسرائيلية لعنوَنة افتتاحيتها بـ "الدولة تحترق".

فضرب المناطق الاستراتيجية لدى العدو مثل مطار بن غوريون ومنطقة ديمونا وتل أبيب والقدس تشكل رادعاً وضاغطاً عليه،

 وهذا ما تم استهدافه بصواريخ المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي جعل أصحاب القرار الإسرائيلي في حالة من التخبط،

 بالرغم من توفير كل الإمكانيات المادية والمالية لحماية الجبهة الداخلية بكل مكوناتها.

وحيال نقطة ضعف "إسرائيل" المتمثلة بالجبهة الداخلية فقد أوصى معلق الشؤون العسكرية في صحيفة معاريف "طال ليف رام" 

بإعادة تنظيمها للحرب المقبلة عبر تغييرٍ ثوري، تحت ثلاث مهامٍ مركزية: إنقاذ وإخلاء، 

معالجة شؤون السكان، والدفاع من انتفاضة شعبية. ورأى رام أنه من دون تغييرٍ أساسي للتنظيم والرؤية العملانية لمنظومة الجبهة الداخلية،

 سيكون من الصعب جدًا ترجمة تفوّق الجيش الإسرائيلي في الهجوم إلى انتصارٍ وحسمٍ واضحيْن في الحرب المقبلة.

في حين أن أوري مسعاف الكاتب في صحيفة هآرتس كتب قائلاً : إن "إسرائيل" لم تظهر قط بمثل هذا الضعف الذي ظهرت فيه،

 وأضاف نحو مليوني "إسرائيلي" التزموا منازلهم وغرفهم المحصنة، وبددت الدولة ملايين الشواكل، فيما تلقى العديد من المدن مئات الصواريخ من قطاع غزة.

ما شاهدناه خلال معركة سيف القدس أن الإسرائيليين عاشوا معظم أيام المعركة في الملاجئ، وتوقفت السياحة،

 ومنع هبوط الطائرات في المطارات، وان تطور القدرات التي تمتلكها قوى المقاومة للمس بالأهداف داخل العمق الصهيوني، 

باتت تربك أصحاب القرار الإسرائيلي وقيادته واصبح التهديد الذي يطال الجبهة الإسرائيلية الداخلية، العسكرية والمدنية معاً كابوساً يؤرق دولة الاحتلال.

موضوعات قد تهمك:

الأحد.. وزير خارجية إسرائيل بالقاهرة لبحث تثبيت وقف إطلاق النار

برلين..وقفة لإدانة "انحياز" الإعلام الألماني لإسرائيل

قالن وشيرمان يبحثان ترتيبات لقاء أردوغان وبايدن في بروكسل

التعليقات (0)