توفيت ... تذوقت الموت ... في يوم نزلت اشيش في الكافيه رجعت البيت تعبان ... الم حاد في صدري .. عرق بارد غزير ... كريم وام كريم حاولوا معي بالاسبرين والكونكور وحبوب تذويب الجلطة تحت اللسان .. لم تفلح كل الأدوية ... ام كريم صرخت في كريم .. ننقله المستشفي بسرعة ... كريم متوتر لا يستطيع السواقة اتصل بأوبر .. تأخر اوبر ... احد الجيران تطوع بالسواقة ونقلنا للمستشفي

وصلت المستشفي ... محاولات مضنية لأفاقة القلب المكلوم التعبان الحيران ... القلب وقف وفشلت كل محاولات إنعاشه ... طلع لهم الدكتور وقال لهم البقاء لله ... خلصوا إجراءات المستشفي علي عجل وبلغوا العائلة وخرج الموكب من المستشفي الي مدافن الاسرة في البساتين ... وهوووب علي مطلع كوبري السيدة عائشة وقفوا الموكب ... هناك تشريفة ستمر ... الريس سيمر بموكبه بالعجل والبسلكيتات ... لواء شرطة يترأس كمين اوقف موكب جنازتي وطلب منهم تغيير المسار ... انا كبرت في دماغي ... انا مش همشي واروح البساتين واندفن الا من نفس الطريق اللي مشي فيه ابويا وامي وكل العيلة وبعدين انا عاوز اندفن واخلص ... اكرام الميت دفنه يابني .. رد علي الضابط ... ابنك مين يا ميت يا مجنون انت ... 

_ اه انت كده ضابط سليط اللسان وبتستخدم سلطاتك في تعطيل ميت عن ممارسه مهامه في الموت بسلام .. انا هشتكيك في تفتيش الداخلية وعند النائب العام ..

_ ياعم انت روووح موت بعيد عننا ... الموكب هيمر بعد نص ساعة

_ طب ايه رأيك ان مش ماشي من هنا ومش مغير طريقي الا بشروطي ...

نفخ اللواا بوزه وصرخ بي .. وايه شروطك يا سيدي 

_ بس يا سيدي انا عاوز جنازتي تبقي عسكرية وتخرج من عند المشير طنطاوي ...

قاطعه الضابط صارخا" نعم نعم ... عسكرية ... هو انت عسكري عشان جنازتك تبقي عسكرية 

_ ليه هو انتم مش بتعملوا جنازات عسكرية الا للعسكر بس ... ثم انا عسكري وعسكري ونص كمان ... يا حضرة الضابط انا قضيت سنة كاملة ... ١٢ شهر عسكري ولم ارتكب مخالفة واحدة واخدت الشهادة قدوة حسنة ... ابقي عسكري ولا مش عسكري سعاتك

_ ثم ياض انت يا ميت يا غلس انت ... مش  كنت بتهتف ضد المشير طنطاوي في محمد محمود ازاي دلوقتي عاوزهم يمشوا بك من محوره ويصلوا عليك في الجامع بتاعه ..

_ ياعم الضابط هو انا بقولك سمي الجامع بأسمي ... انا عاوز اطلع من جامع المشير طنطاوي عشان البرستيج مش أكثر ..

 _ فاكر ياض لما كنت بتهتف يا مشير يا مشير انت مش امير .. انت مش امير

_ هو يعني اللي كانوا بيقولوا يا مشير انت الامير انتم ظبطوهم ما كلنا اكلنا الجبنة ..

_ بص يا ميت يا رخم انت مفيش وقت قول شروطك كلها عشان انقلها للمسئولين بسرعة عشان الموكب هيمر بعد شوية .. قول بسرعة

_ بص يا سيدي انا عاوز الجنازة عسكرية والعزاء يكون بليل في عمر مكرم وعاوز السيناريست تامر حبيب ياخد الغزاا بس بدون بوس اصل تامر بيحب البوس اووي وليلي علوي تيجي تعزي فيا وهي لابسة تايير اسود ميني جيب ويسرا الكاميرات تصورها وهي بتعيط عليا ومفيش مانع من شوية بوستات تعزية من حمدين وحسن نافعة وعمرو موسي وحبايبي في فلسطين والضفة وفي الأردن... اه نسيت اقولك يا حضرة الضابط ياريت تقول للمسئولين بالمرة انا غيرت رائي ومش عاوز اندفن في البساتين .. بص انا عاوز اندفن في الميدان .. ايواا في الميدان شوفت الخازوق اللي افتتحه الريس في نص  الصنية ... ايووون اللي جمبه خروفين ... اصل الحتة ديه بحبها اوووي وكنت بنام فيها طوال ال ١٨ يوم ايام يناير ... ياللا ياحبيبي روح قول للمسئولين ورد عليا بسرعة عشان موكب بسلكيتات الريس علي وصول وانتم مستعجلين ...

ضحك الضابط ضحكة رقيعة واخرج صوت من أنفه هاتفا" ... عشنا وشفنا الميتين بيتشرطوا علي العايشين ... دنيا ... وحدوه