فاقت من نومها مبكرا وزحفت نحو المرآة  ... تأملت وجهها وابتسمت وهي تتأمل أثار شنبه الكث علي شفتيها ..

. تمسح اثار يده عن عنقها .. تتأمل السهاد الذي حفر اخاديد تحت عنيها ... بحلقت في المرآة ورجعت له علي السرير تهمس بحنو وعطف وخفر فتاة في مهد النمو

 ... حبيبي ... حبيبي ... صباح الخير .. خد حمامك واطلع هتلاقي الفطار جاهز .. مالت علي وسادتها وقبلتها وبدلال زائد ...

 اصحي بقي ...تثائبت الوسادة ثم تمتطع وجه بزغ من وردة منقوشة علي الوسادة ...وجه رجل شرقي سرعان ما اضافت له الوسادة جسد ... 

لف يده حولها ومال عليها هامسا ... اموت انا  واعيد كل سنين عمري معك ... ضحكت بدلال وسحبته الي الحمام صارخة .. عيش ياحبيبي عيش فيا ..

 بعد الشر عليك ياقلبي ... صفير وغناء وسرعان ماخرج ليجلسا سوياً علي منضدة صغيرة يفطران .. وهتف عسل واشطة يا اشطة ... 

وبحلق في صحن  به بعض المعجنات الصغيرة هاتفاً ايه ده ... لترد فطير .. ميني فطير مشلتت لتعلو ضحكتهم وهو يصرخ فطير مشلتت في اوروبا 

 .. لترد هي .. عارفة ذوقك ياحبيبي ... يرتدي ملابسه علي عجل وهي تلاحقه بتعليماتها وكأنه وليدها وليس رجلها .. حاول تاكل كويس ...

 خد بالك من البرد ... بلاش انتي بيوتك وخليك علي السوايل ... يحتضنها يقبلها ويخرج مسرعاً ... طوال الوقت معاً .. اكلت ايه .. شربت ايه ... اخبار الشغل ...

 رايحة فين انهاردة .. عملتي شعري في الكوافير استني هبعت لك صورتي ... يتسامران يضحكان يآلشان علي نفسهم ويومهم وكلماتهم وحوارتهم ..

 صنعت فنجانين قهوة ... قهوتك السادة ساخنة .. تعال اشربها .. تعال اشربها ...

يأتي المساء والبيت كله شموع ... يرقصان ... يتذوقون الموسيقي .. يدخلون السرير .. يسكب في عينيها قصصه وزاد يومه وحوارته وضحكاته ... 

تحنو عليه بعطف وتدثره بقصائدها ونقاشتها وضحكتها ...يلتقيان ويبعدان ... تناجيه .. يدلالها .. يناغيها ... يداعبها .. 

يضحك من يدها. التي تعرف مواطن الغيرة في جسده وتصرخ ضاحكة من زغزغته لها ... ينتصف الليل .. يتكور هو ويتلاشي 

 ويهبط ويتحول ... يتحول الي وردة علي وسادتها ... اما هي فتصارع  الافكار والاحلام لينقضي الليل ويبزغ الفجر ليبدأوا يوما جديد في وصال جديد بين شاعرة وقاص ..