سيدة القاعدة عافية صديقي تعود إلى الواجهة.. من هي وما قصتها؟

profile
  • clock 16 يناير 2022, 10:17:31 ص
  • eye 492
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

عاد اسم العالمة الباكستانية "عافية صديقي"، إلى الواجهة من جديد، بعد أن قال محتجز الرهائن في كنيس يهودي في دالاس بولاية تكساس، إنه شقيقها، وطالب بالإفراج عنها.

ولا تعد هذه المرة الأولى التي تتصدر فيها "سيدة القاعدة" مطالب محتجزي الرهائن والجماعات الجهادية.

قصة "صديقي" بدأت في حقبة "الحرب على الإرهاب"، في مارس/آذار 2003 عندما تم اعتقال "خالد شيخ محمد"، الذي يعتبر الرجل الثالث في تنظيم "القاعدة"، ومهندس هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، في مدينة كراتشي.

وعقب اعتقاله، اختفت "صديقي" التي تعتقد الولايات المتحدة أن لها علاقة بتنظيم "القاعدة"، كما اختفى أطفالها الثلاثة من كراتشي.

ووصفت تقارير الإعلام الأمريكي "صديقي" بأنها أول إمراة يشتبه بعلاقتها بتنظيم "القاعدة"، وأطلقت عليها لقب "سيدة القاعدة".

وبعد خمس سنوات على اختفائها، ظهرت "صديقي" في أفغانستان، حيث اعتقلتها السلطات المحلية في ولاية غزني المضطربة، جنوب شرقي البلاد.

وفي ليلة اعتقالها، تقول عائلتها إن "عافية"، وأبناءها الثلاثة "أحمد" و"مريم" و"سليمان" الذي لم يكن عمره في ذلك الوقت يتجاوز 6 أشهر وتوفي بعد ذلك، كانوا يستعدون لمغادرة منزلهم، في حي غولشان إقبال الفخم في كراتشي، متوجهين إلى المطار، عندما اعتقلهم عناصر باكستانيون وأمريكيون.

وطبقا لوثائق محكمة أمريكية، فقد كانت وقتها تحمل كيلوجرامين من سيانيد الصوديوم مخبأة في زجاجات كريم مرطب، كما كانت تحمل خططا لحرب كيميائية، ومخططات هندسية لجسر بروكلين، ومبنى إمباير ستيت في نيويورك.

وسلمتها السلطات الأفغانية إلى القوات الأمريكية التي بدأت في التحقيق معها.

وخلال التحقيق أمسكت ببندقية وأطلقت منها النار، حسب شهود عيان، على عملاء أمريكيين بينما كانت تصرخ "الموت لأمريكا"، و"أريد أن أقتل جميع الأمريكيين".

ولم يصب أي من الجنود، ولكنها هي نفسها أصيبت بجروح.

وبعد ذلك، مثلت "صديقي" أمام محكمة في الولايات المتحدة، وحكم عليها في 2010 بالسجن 86 عاما بتهمة الشروع في القتل، وليس للاشتباه بعلاقتها بتنظيم "القاعدة".

ولا تزال جوانب كثيرة من القضية غير واضحة، ومن بينها: "أين كانت صديقي في الفترة منذ اختفائها في 2003 وحتى ظهورها مرة ثانية في 2008؟".

وحتى قاضي المحكمة الأمريكية "ريتشارد بيرمان"، أقر في حكمه أنه "لم يتحدد مطلقا سبب تواجد صديقي وابنها في أفغانستان".

عاشت "صديقي"، في كنف عائلة من صفوة المجتمع، ولم يكن في حياتها ما يدل على أنها ستنتهي إلى هذا المصير.

أمضت طفولتها ما بين باكستان وزامبيا، وعندما بلغت 18 عاما، توجهت إلى تكساس، حيث يعيش شقيقها قبل أن تلتحق للدراسة في معهد ماساشوتسس المرموق للتكنولوجيا، وحصلت على شهادة الدكتوراه في علم الأعصاب من جامعة برانديز.

وفي التسعينات رتبت عائلتها زواجها من "أمجد خان" الطبيب الذي يعيش في كراتشي، وانضم إليها في الولايات المتحدة.

وأثناء دراستها كرست نفسها للعمل الخيري وتوزيع نسخ من المصحف في الجامعة التي كانت تدرس فيها.

وابتداء من 2001 بدأت "عافية" وزوجها يظهران على رادار مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) بسبب تبرعاتهما لمنظمات إسلامية، وشراء نظارات ليلية، وكتب حول الحرب وغيرها من المعدات بقيمة 10 آلاف دولار باسم زوجها.

وفي العام ،التالي عاد الزوجان إلى باكستان، وطلبت "عافية" الطلاق.

ويشتبه مسؤولون أمريكيون أنها تزوجت بعد ذلك من "عمار البلوشي" ابن شقيق "خالد شيخ محمد"، رغم أن عائلتها تنفي ذلك.

ويعتقد بعض المسؤولين الأمريكيين أن "عافية صديقي"، عملت مع "القاعدة" منذ فترة تواجدها في الولايات المتحدة، وأمضت الأعوام من 2003 حتى 2008 في أفغانستان مع عائلة "البلوشي" الذي اعتقل في 2003، وقضى فترة سجن في غوانتانامو.

ومع دخول "الحرب على الإرهاب" عقدها الثاني، تحولت "صديقي" الملقبة بـ"سيدة القاعدة" إلى "سيدة تنظيم الدولة الاسلامية".

إذ من الجزائر حتى العراق واليمن، يتكرر دائما اسمها في قائمة أسماء الأشخاص الذين يطالب الإسلاميون بالإفراج عنهم.

وسعت جماعات إسلامية مسلحة من بينها تنظيم "القاعدة" وفروعها وتنظيم "الدولة الإسلامية"، لضمان الإفراج عن "صديقي" (42 عاما) مقابل الإفراج عن رهائن لديهم، وآخرهم الصحفي "جيمس فولي"، الذي قطع مسلحو "الدولة الإسلامية" رأسه في أغسطس/آب الماضي.

وأثناء محاكمتها في نيويورك في 2010،وهو الظهور العلني الوحيد لها منذ 2003، قالت "عافية" إنها اعتقلت "لفترة طويلة" في "سجن سري" في أفغانستان.

ويقول مؤيدوها إنها كانت "سجين شبح" في باغرام ورقمها 650، إلا أن الولايات المتحدة نفت ذلك.


المصدر | فرانس برس


التعليقات (0)