- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
سنا كجك تكتب: بزوغ" فجر" القوات المقاومة جنوب لبنان
سنا كجك تكتب: بزوغ" فجر" القوات المقاومة جنوب لبنان
- 21 مايو 2024, 6:43:42 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سنا كجك -بيروت
أينعت أزهارها حيث لامستها أشعة الشمس الذهبية لتزهر لنا الشبان الذين تفوح منهم رائحة عطر الشهادة…وهل تعرفون ما هو عطر الشهادة؟؟
هو ذاك العطر الممزوج برائحة الجنة وورودها وكل زهرة جميلة لا نراها ولا نستطيع أن نشتمها في الدنيا ...إن بزوغ "فجر" قواتها مجددا" كان موعده مع الجنوب اللبناني ليسطع نوره بخيوطه الفضية التي تعانق طهر الصلاة والفجر…وما أدراك ما "الفجر"؟
إنه أجمل لحظات الوصال بين العبد وربه والمناجاة ومن يتذوق حلاوة قيام صلاة الفجر سيتفهم فحوى كلماتي جيدا".. إنها حلاوة خص بها الله عباده الصالحين.. في الفجر تُقسم أرزاق العباد وتستجاب الدعوات بقلب طاهر...وتيمنا" بهذا الفجر الفضيل عندما يستبدل الليل بالنهار سُميت القوات المُقاومة " بقوات الفجر"...توجهت الأنظار في الآونة الأخيرة إلى مقاومة لبنانية إسلامية كانت تُعد خلال الاحتلال الإسرائيلي للبنان من أشرف الحركات المُقاومة وما زالت.… ويشهد لها تاريخها المقاوم بصولات وجولات عام 1982 وبالقيام بعمليات نوعية ضد قوات العدو الصهيوني التي كانت تحتل جنوب لبنان.
وفي عام 2006 أثناء عدوان تموز شاركت في الدفاع عن وطنها وتعرف في لبنان وعلى امتداد الوطن العربي .… هي مُقاومة ذات عقيدة إسلامية مُنفتحة مُتحررة الأفكار والرؤى وطنية بامتياز وقد اثبتت كل "مقومات "وطنيتها للقاصي والداني ولمع نجمها الآن من جديد في معركة "طوفان الأقصى" بعد أن قدمت الشهداء ودكت المستوطنات الشمالية لفلسطين المحتلة برزمة من الصواريخ وكان لها الأثر الفعال والصدى الكبير لدى عدونا الغاصب لذا تم اغتيال نخبة كوادرها وشبانها .
هذه المقاومة التي ينتقدها البعض لها بصمتها الجهادية في المجتمع اللبناني أقسمت أنها ستكمل طريق النضال والدفاع عن الوطن مهما كانت التحديات والاعتراضات لأولئك الذين يدعون السيادة الوطنية والتي لا يرونها عندما تستبيح "إسرائيل" سماء لبنان وتقصف المدنيين العُزل -"بس بيشوفها" - عندما تُشيع أبطال المجد والكرامة!
إلا أن قيادتها السياسية لن تلتفت لموقف معارض من هنا أو رأي سياسي يوجه الانتقادات من هناك.. فالحسابات الداخلية الضيقة ليست من شأنها إذ أن عيونها شاخصة وراصدة لجبهات العدو في هذه المرحلة وليس للالتفات إلى الصراخ الداخلي اللبناني "التافه"!
زفت منذ فترة وجيزة زينة شبانها الأخيار الذين عاهدوا الله والوطن أن يقدموا أنفسهم للشهادة في سبيله لنصرة الحق والوطن.
وهنا أتحدث عن "قوات الفجر" الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان والتي تمتاز بتسلسل البنية الداخلية فالجماعة الإسلامية ليست مجرد مجموعة مسلحة "متعصبة" لا تحاور ولا تستمع لرأي الآخر كما يظن البعض أو تنظيم إسلامي منغلق على ذاته كما يصوره ممن لديهم النيات السيئة!
بل هي جماعة تنصت للرأي الآخر حتى المخالف وتحترم كل الآراء ولها رؤيتها التربوية والثقافية التي تتبلور حول التوعية الفكرية واستراتيجتها في بناء الدولة وانقاذ الوطن من براثن الفساد .... وليس كما تدعي العقول الظلامية الذين يهاجمون الإسلام ويصفونه "بالإسلامو فوبيا" فهناك من يريد "شيطنة" الحركات المُقاومة وخصوصا" التي تعتنق العقيدة الإسلامية خدمة للغرب وللأمبريالية الأمريكية- الصهيونية ولمصالحهم الذاتية!!
ولأننا ننصف دائما"كل حركات المقاومة أكانت اللبنانية أو الفلسطينية دون املاءات من أحد يتوجب علينا أيضا" أن ننصف اليوم "قوات الفجر" المقاوم الذي يتصدى للعدو الإسرائيلي ويحمي شعبه وقراه الحدودية .. ويجب أن يترفع الجميع عن الحسابات السياسية الضيقة ونتوحد ونرص الصفوف خلف مقاومة "قوات الفجر" كما تُرص الصفوف خلف المقاومة اللبنانية وأعني حزب الله.. إن الأصوات الشاذة التي تعلو وتعترض على تسليح "قوات الفجر" أو دعمه نقول لهم :
هاتوا مقاومتكم وهاتوا شبابكم ليدافعوا عن الوطن في وجه الغطرسة الصهيونية!!
وآلة الحرب الوحشية الإسرائيلية المدمرة التي ترتكب في غزة الإبادة الجماعية للمعلومات عندما ينتهي العدو من غزة سوف يُكمل ابادته ووحشيته ومجازره باتجاه لبنان!
إذا" على كل من يعترض ويرفع الصوت أكان رجل سياسي أو مدني أو ديني أو ناشط على مواقع التواصل لأي مذهب أو طائفة انتمى نقول له: لا نطلب منك أن تدافع عنا أو تنضم إلى المقاومة ولكن نطالبك بالكف عن الصراخ وعن التهويل على شاشات التلفزة!
والطعن بكرامة وشرف ووطنية هؤلاء الشبان في عمر الورود الذين يفتدون أرواحهم لأجل الوطن والحق والحرية.
قد يعتقد البعض أننا نكتب عن المقاومة لأنها ذات طابع إسلامي أو ديني نقول: هاتوا مقاومة مسيحية لبنانية هاتوا مقاومة درزية لنكتب عنهم ولنمجد بأبطالهم !
ونحن لا نكتب ولا نفكر بفئوية ومناطقية وطائفية كالعقول المظلمة الأفق بل نحن نجند أقلامنا ومواقفنا لندافع ونؤيد أية جهة مُقاومة أكانت لبنانية أو فلسطينية أو حتى صينية تتصدى "لإسرائيل"!!
الوطن يمر بأصعب المراحل فكلنا مستهدف وكلنا في مهب العاصفة وإذ بنا نرى ونشاهد أصحاب النفوس المريضة يتربصون بهذا الموكب للشهداء أو ذاك وينتقدون إن حمل رفاق السلاح سلاحهم في تشييع شهيدهم !
ماذا سيحملون برأيكم الأقلام ؟
حسنا" تُرفع إن كان التشييع لصحفي أو كاتب.. كيف يُكرم الشهيد اذا"؟؟
أتوجه بالكلام لمن لا يفقهون حتى الآن معنى الشهادة!
الشهيد يا قوم يُزف بالورد وتُرش العطور في موكب تشييعه ويحمله رفاق السلاح الذين كانوا يتقاسمون معه الخبز والملح والعرق والتعب والدم ! فمن واجبهم تجاهه أن يرفعوا السلاح ويرتدوا البزات العسكرية بعيدا" عن اطلاق الرصاصات فهكذا يكرم الشهيد.. علام هذه الهجمات التي تستهدف "قوات الفجر" المقاوم عندما تزف أحد الشهداء كما تليق به مرتبة الشهادة؟
يضحكني من يقولون على شاشات التلفزة بأننا نخاف من سلاح هذه المقاومة السنية كما يصفونها ولكن العجب أنهم لا يخافون من الترسانة العسكرية الإسرائيلية والتي هي أعدت وطورت واستوردت أسلحتها كي يقتلوننا ويدمروا وطننا ويشردوا من سيتبقى منا على قيد الحياة! هؤلاء لو كانوا يملكون نعمة التفكير الصواب لتأملوا في المشاهد التي تأتي من غزة! المشاهد التي تتعذب لأجلها الروح الانسانية والتي تبكي العيون حتى للقاسية قلوبهم!
ألم تؤثر بكم هذه المشاهد ؟
أتريدونها أن تتكرر في لبنان ؟
عندما تهاجم هذه الفئات الضالة من مجتمعنا مقاومة "الفجر" أو المقاومة الفلسطينية أو المقاومة الإسلامية ألا يدركون أنهم يفرحون الإسرائيلي وحكومته المتطرفة؟
ألا يعلمون أن عدونا يراقبهم من على المحطات والمواقع والصحف ويتتبع أخبارهم وآرائهم؟
"طيب" إن كنتم لا تعلمون فها أنا أخبركم بأن الإسرائيلي يترصدكم ويتتبعكم ويكاد يحصي عدد أنفاسكم !!
متى ستستيقظون من هذا الجهل الوطني؟ ومتى ستتلمسون معنا عطر المقاومة؟
بل متى ستعتبرون أن هذا المقاوم الذي يتعمد بدماء الشهادة دافع عن وطنه وشعبه لنحيا نحن بكرامة وأمان؟
متى يا قوم ستخرجون إلى الشوارع لتستقبلوا معنا مواكب الشهداء ؟؟
نحن بعد اليوم لا نريد أن يمر أي موكب لشهيد في أي منطقة لبنانية ويكون مروره خجلا " لنتفادى انتقاداتكم!
بعد اليوم ممنوع أن يزف الشهيد فقط في بلدته ومنطقته خشية من صراخكم ومن اتهاماتكم وأكثركم للأسف غارق في بحور الفساد !
الشهيد في بلد يُكرم الشهداء يتوجب على كل لبناني أن يقف احتراما" له ويحتضن نعشه بالأزهار ويصفق لموكبه ويزغرد وينثر الأرز هكذا تُبنى الأوطان وهكذا تكون الوطنية التي تدعون !
ومهما فعلتم أو اتهمتم فإن مقاومة "الفجر" بكل أذرعتها السياسية..والثقافية.. والتربوية.. والدينية .. والأخلاقية والاجتماعية باقية ومستمرة وعين الله ترعاها ...هذا عهد مع الله وعندما نعاهد الله نحن لا نهتم ولا نأبه لصغائر البشر!!
"قوات الفجر" المقاوم المطلوب منا جميعا"أن نحتضنهم ونشد على أياديهم ونقبل جباه أبطالهم وندعمهم بالموقف بالكلمة بالدعاء بالعتاد بالسلاح وبكل ما أوتينا من قوة... السلام لجبين أولئك الذين يسطرون أروع ملاحم البطولة رغم امكانياتهم المتواضعة...السلام على الجباه التي لا تسجد إلا للصلاة في محراب الطاعة...
السلام على الشبان الذين أتوا من الشمال ومن قلب العاصمة بيروت وتوجهوا إلى جنوب لبنان بقلوب مليئة بالحب والعطاء ليشتموا هواء فلسطين ويتنشقوا نسمات العز والفخر لنزفهم شهداء مع بزوغ كل "فجر" مُعطر برائحة الياسمين الأبيض... السلام على تضحياتكم .. السلام على نبل جهادكم... السلام على وطنيتكم...كل السلام لكم.