سمير الفيل يرصد الوجع الإنساني في "ليمون مر"

profile
  • clock 6 أبريل 2021, 2:31:58 ص
  • eye 1180
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

صدر حديثا عن دار غراب للنشر والتوزيع، مجموعة قصصية جديدة للقاص والكاتب الكبير سمير الفيل عنوانها "ليمون مر" وهى المجموعة العشرين فى مسيرة الكاتب السردية، حيث سبق وصدرت له المجموعات القصصية: "خوذة ونورس وحيد، أرجوحة، كيف يحارب الجندى بلا خوذة ؟، انتصاف ليل مدينة، دفتر أحوال، شمال.. يمين، مكابدات الطفولة والصبا، صندل أحمر، قبلات مميتة، هوا بحري، الأبواب، جبل النرجس، حمام يطير، اللمسات، الأستاذ مراد، حذاء بنفسجى بشرائط ذهبية،أتوبيس خط 77" وغيرها.

    وفي مجموعته القصصية الأحدث يواصل سمير الفيل بدأب مشروعه السردي المميز، مستكملا معالجاته السردية لوقائع حياتية لبشر عاش معهم، تأمل أوجاعهم، رصد هزائمهم، شاركهم أحلامهم، غير أن عبوس الواقع جعله يرصد بحياد بالغ تلك الأسرار التي أخفوها عن الآخرين، وعن ذواتهم المعذبة، فبدت ظلال الأشياء وحدها، أما الجوهر فهو واقع في مناطق خفية.

     قصص المجموعة تعالج العلاقات التي تنشأ من تقاطع إرادات مختلفة، كل يريد أن ينتصر لنفسه، ويوقع الآخرين في شباك التخبط، وانعدام الحيلة، ولأن الوجود ذاته مأزق، فثمة إحباطات تسير في خطوط متقاطعة، مع الآمال العميقة التي تشتبك بما في الحياة من حزن وبؤس وتعاسة.

قالت الباحثة هبة زغلول في رسالة ماجستير أعدتها عن تجارب سمير الفيل القصصية:

       "لقد ارتبطت رؤية الكاتب بالجذور الشعبية وبالواقع، فجاءت وظيفة قصصه انعكاسا للواقع بصدق، ومحاولة للنفاذ من هذا الواقع الأليم إلى واقع أفضل وتميز أدبه بالواقعية، والتزام قضايا الطبقات الفقيرة، والشرائح المهمشة التي لا يلتفت إليها إلا من يمتلك عينا لاقطة، وحاسة معرفية مكنته من نقد هذا الواقع بشكل محترف وصادق".


وفيما يلي نصا جديدا للكاتب الكبير

فراولة قصة قصيرة سمير الفيل.

فراولة . فراولة حمراء . فراولة حمراء بقمع أخضر . تطلبها في غير موسمها. 

تدخل الحمام لتخرج ما في جوفها . تتقيأ فتشعر بحمض له مرارة الحنظل في فمها . تعود للسرير محاولة أن تغالب حالة الغثيان.

 بصة حادة . بصة فيها مهابة ورقة . كيف يجتمع النقيضان في صورته المرسومة بقلم الفحم؟

لا تعرف كيف قبلت به زوجا ، ورفضت آخرين أكثر وسامة وثراء؟

هل كان السبب هو عوده الفارع ، ونظرته الواثقة الحزينة أم حديثه المقتصد كوخزات الأبر التي تبعثها من السبات؟

 ناولته يدها ، وأكمل المهمة على خير وجه .

 قرب عود ثقاب من وجهها بعد أن انتهى ، وفيما هو يشعل سيجارته كلمها: أشعر أننا سنفترق.

- مجرد قلق وسينتهي.

- هناك ما يجعلني واثقا من ذلك.

- هل هو سفر عادي؟

- أعتقد أنها الحرب.

- احتمال بعيد جدا. لعلها المناورات المعتادة .

- احتمال قائم.

- لا تجزع . أنت رجلي.

- تعرفينني لا أخاف إلا عليك.

عانقها ودون أن تدري أحست بدموعها تصنع دوائر مبتلة فوق كتفه حيث نسيج قميصه التيل الأبيض . 

جاءت ورقة الاستدعاء ، وقبل أن يعد نفسه للذهاب مال عليها ، سألها أن تطلب كل ما تشتهي. لم يكن الجنين قد تحرك . طلبت منه أن يعتني بنفسه ، وأن يعود بأقصى سرعة. تعرف أن هذه مجرد أمنية لن تتحقق بسهولة . لم تطلب منه فراولة. فراولة حمراء . فراولة حمراء بقمع أخضر!


التعليقات (0)