ستراتفور: الحرب الأهلية في إثيوبيا ستطول رغم تراجع قوات تيجراي

profile
  • clock 11 ديسمبر 2021, 8:39:52 ص
  • eye 730
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

من غير المرجح أن تؤدي استعادة الحكومة الإثيوبية للسيطرة على المدن الرئيسية إلى وضع نهاية قريبة للحرب الأهلية المستمرة منذ نحو عام، حيث لا يزال طرفا الصراع غير مستعدين للتفاوض.

وأعلنت الحكومة الإثيوبية في 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري أنها استعادت "ديسي" و"كومبولتشا" بعد شهر من استيلاء "جبهة تحرير شعب تيجراي" على المدينتين الاستراتيجيتين الواقعتين على طول الطريق السريع "إيه 2" الذي يربط منطقة تيجراي الشمالية بأديس أبابا.

واعتبر رئيس الوزراء الإثيوبي "آبي أحمد" أن المكاسب الأخيرة دليل على أن قوات الدفاع الوطني الإثيوبية انتصرت في الحرب ضد قوات تيجراي والتي بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.

وبينما أكد المتحدث باسم جبهة تحرير تيجراي "جيتاتشو رضا" أن الجماعة المتمردة غادرت ديسي و كومبولتشا، فقد أشار أيضا إلى أن الانسحاب كان جزءًا من خطة لـ"جبهة تحرير تيجراي".

ويجب التعامل مع البيانات الصادرة عن كلا الجانبين بنوع من التشكيك، حيث أن التعتيم الإعلامي المستمر في إثيوبيا جعل من الصعب للغاية على الصحفيين الإبلاغ عما يحدث على أرض الواقع.

لكن انسحاب "جبهة تحرير شعب تيجراي" من ديسي وكومبولتشا بعد فترة وجيزة من الاستيلاء عليهما يشير إلى أن الجماعة المتمردة ربما تكون قد شعرت بأن خطوط الإمداد الخاصة أصبحت مهددة بعد التوغل أكثر في أمهرة.

وأمام الحماس المتجدد لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية وسط مخاوف من أن المتمردين كانوا يخططون لشن هجوم على أديس أبابا، ربما لم يكن أمام قوات تيجراي خيارا سوى التخلي عن المدن الاستراتيجية.

ومع استمرار الصراع، فإن الموقع الرئيسي التالي الذي يجب مراقبته هو "ولدايا" التي تحتلها "جبهة تحرير شعب تيجراي".

وستحد خسارة قوات تيجراي لـ ديسي وكومبولتشا بشدة من قدرتها على غزو أديس أبابا، حيث تقع المدينتان على طول الطريق السريع الذي يربط العاصمة الإقليمية لتيجراي بالعاصمة الفيدرالية الإثيوبية.

لكن "جبهة تحرير شعب تيجراي" لا تزال تسيطر على مدينة ولدايا، وهي بلدة أخرى ذات أهمية استراتيجية على طول الطريق السريع "إيه 2".

وإذا خسرت "جبهة تحرير شعب تيجراي" ولدايا أيضا، التي تقع على بعد نحو 119 كيلومترا شمال ديسي، سيضعف ذلك بشكل كبير موقع قوات تيجراي في ساحة المعركة.

وإذا كانت القوات الوطنية الإثيوبية قادرة أيضا على استعادة هذه البلدة، فيمكن أن تفكر "جبهة تحرير شعب تيجراي" في إجراء مفاوضات مع حكومة "آبي أحمد".

وفي ظل الوضع الحالي، تظل المواجهة المطولة هي النتيجة الأكثر ترجيحا للصراع، مع بقاء الجزء الأكبر من القتال في الشمال.

وما لم تتمكن قوات "تيجراي" من إعادة تجميع صفوفها واستعادة ديسي وكومبولتشا، فمن المرجح أن يظل القتال بينها وبين القوات الحكومية مقصورا على منطقتي أمهرة وتيجراي الشمالية.

وفي حين أن هذا يزيد من نفوذ الحكومة الإثيوبية في محادثات السلام المحتملة، فمن غير المرجح أن يؤدي استمرار القتال في الشمال إلى خسائر من شأنها أن تجلب "جبهة تحرير شعب تيجراي" إلى طاولة المفاوضات في المستقبل القريب.

وتواجه "جبهة تحرير شعب تيجراي" مقاومة أقل من السكان في شمال البلاد، كما أن مشاكل سلسلة الإمداد ستكون أقل خطورة بالقرب من منطقة تيجراي.

ويعني هذا أن مقاومة قوات الدفاع الوطنية الإثيوبية ستكون أكثر صرامة كلما اتجهت المعركة شمالا.


المصدر | ستراتفور

التعليقات (0)