- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
زيارة الرئيس الصيني للسعودية.. دبلوماسية مكثفة لانتهاز خسائر أمريكا وروسيا
زيارة الرئيس الصيني للسعودية.. دبلوماسية مكثفة لانتهاز خسائر أمريكا وروسيا
- 26 نوفمبر 2022, 6:23:50 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سلط مركز أبحاث "صوفان" بالولايات المتحدة الأمريكية الضوء على الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني "شي جين بينج" إلى السعودية في ضوء تكثيف بكين لجهودها الدبلوماسية من أجل انتهاز فرص الخسائر الأمريكية والروسية في المنطقة.
وذكر المركز، في تقرير له، أن المسؤولين السعوديين والصينيين يخططون للزيارة منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وسط نظرة سائدة لها في بكين باعتبارها "رد على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى جدة في يوليو/تموز الماضي".
فزيارة "بايدن" لم تؤد إلى تحسن في العلاقات الأمريكية السعودية، والتي تدهورت إلى حد كبير بسبب مخاوف المسؤولين الأمريكيين بشأن دور ولي عهد المملكة، الأمير "محمد بن سلمان" بشأن مقتل المعارض السعودي "جمال خاشقجي" عام 2018.
بل إن العلاقات الأمريكية السعودية تراجعت بشكل أكبر منذ زياة "بايدن"، خاصة بعدما دعمت المملكة خفضا كبيرا لإنتاج النفط بتكتل منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها "أوبك+"، وهو ما اعتبرته واشنطن دعما غير مباشر من السعودية لروسيا.
وفي التخطيط لزيارة السعودية، يأمل الرئيس الصيني في استغلال وتوسيع التوترات الأمريكية السعودية لتعزيز مكانة الصين في الشرق الأوسط والإعلان عن صعودها كقوة عالمية، كما يسعى إلى الالتفاف على النفوذ الإقليمي لروسيا، التي تراجعت صورتها في المنطقة بشكل كبير بسبب غزوها لأوكرانيا والأداء الضعيف لجيشها في الحرب.
ولأن الصين دولة استبدادية، فمن غير المتوقع أن يواجه الرئيس الصيني معارضة محلية لتعامله مع "بن سلمان"، وفي المقابل من غير المرجح أن يواجه انتقادات من القادة السعوديين على خلفية الانتهاكات الصينية بحق مسلمي الإيجور.
وهنا يشير مركز "صوفان" إلى أن توسيع الصين علاقاتها مع السعودية يركز على ملفات على التجارة والاقتصاد والاستثمار والطاقة، مشيرا إلى أن تقييما لوكالات المخابرات الأمريكية، يعود إلى ديسمبر/كانو الأول 2021، مفاده أن "السعودية تعمل بنشاط لتصنيع صواريخ باليستية محليا بمساعدة الصين".
والولايات المتحدة هي أكبر مورد أسلحة للسعودية وشريكها الأمني الأساسي، لكن القوانين الأمريكية تقيد بيع تكنولوجيا الصواريخ الباليستية إلى المملكة.
وقبل تقارير المخابرات الأمريكية، زودت الصين المملكة بصواريخ باليستية مكتملة، ولكن لم تزودها بالتكنولوجيا اللازمة لإنتاج تلك الصواريخ محليًا.
لكن، وعلى عكس روسيا، تعد الصين مستهلكًا كبيرًا للنفط الخام، وتشتري نحو ربع صادرات النفط الخام السعودي، ولذا فمن المؤكد أن قضايا الطاقة تشكل محورًا رئيسيًا في الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني إلى الرياض، وتتماشى نسبيا مع موقف الولايات المتحدة.
وتشير تقارير صحفية، في هذا الصدد، إلى أن الرئيس الصيني يسعى لإقناع "بن سلمان" والقادة السعوديين الآخرين بأن عودة الصين إلى نمو أكثر قوة سيؤدي على الأرجح إلى تصاعد في أسعار النفط العالمية، وأن كبار مصدري النفط بحاجة إلى رفع الإنتاج للحفاظ على استقرار الأسعار.
لكن الصين، في المقابل، تعد أيضا أكبر زبون لنفط إيران، خصم السعودية، وتشتري منه نحو 600 ألف برميل يوميًا، ويأمل المسؤولون الأمريكيون في أن تتمكن الرياض من استبدال بعض واردات النفط الصينية من إيران بأخرى سعودية.
لكن الطاقة الاحتياطية للنفط السعودي محدودة، وهي أقل من مليوني برميل يوميًا، وتحاول المملكة عمومًا الحفاظ عليها، ومن المحتمل ألا تتمكن من إمداد الصين بالمزيد من نفطها.
ومن جانبه، سيحاول "بن سلمان" استغلال زيارة الرئيس الصيني لإرسال إشارة إلى واشنطن بأن السعودية تعمل على توسيع علاقاتها مع القوى الكبرى الأخرى وتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت واشنطن تشعر بقلق مفرط بشأن زيارة الرئيس الصيني للمملكة، خاصة أن الرياض لديها القليل من الخيارات القابلة للتطبيق لتحل الصين محل الولايات المتحدة كشريك أمني رئيسي.