تكبير الخط تصغير الخط

يديعوت أحرنوت - عيناف شيف

لدى رئيس الأركان الجديد العديد من العبارات الحادة والحاسمة لوصف وظيفته. الفريق إيال زامير يكرر في خطاباته مصطلحات مثل "النصر" و"القرار"، وفي أول أمر أصدره تعهد للقادة والجنود بأن "يقف بحزم إلى جانب كل واحد منكم". لكن في اختباره الأول، أثبت زامير أن الكلام المنمق شيء، والسكاكين المغروسة في الظهر شيء آخر.

صراع القيادة والثقة

استبدال المتحدث باسم الجيش التابع للكيان الصهيوني بوصول رئيس أركان جديد ليس هو القصة. هذا المنصب يتطلب ثقة واضحة، ومهارات إعلامية، وعلاقة وثيقة مع "الجندي رقم 1" (رئيس الوزراء). غاري، مع كل التقدير (والمبالغة فيه) الذي يتلقاه، ليس شخصًا لا يمكن الاستغناء عنه. وإذا كان زامير ينوي إصلاح قسم المتحدث باسم الجيش، الذي أصبح أكبر مكتب دعاية في البلاد، فما الفائدة إذا لم يُصحح الأخطاء الجذرية؟

السياق التاريخي والمسؤولية

كل هذا لا ينفي مكانة هغاري نفسه. فقد استوفى كافة الشروط والمعايير للترقية إلى رتبة لواء، بدءًا من خدماته القتالية المميزة، بما في ذلك قيادته الناجحة لـ"الأسطول 13". ومع ذلك، فإن إخفاقات الكيان الصهيوني في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفقًا للمتحدث باسم الجيش، لا تُنسب إلى مسؤوليته. لكن هغاري، مثل سابقيه، خلط أحيانًا بين دوره كمتحدث باسم الجيش ودوره كحارس مخلص لرئيس الأركان.

الطبقة السياسية، التي تخلت عن هغاري بمجرد أن لم يعد الوضع كارثيًا بالكامل، مدينة له بأكثر مما ستُقرّ به علنًا. فقد حافظ على هدوء الجمهور في أحلك اللحظات، وإصراره على احترام عائلات الأسرى ساهم في تشكيل صورة زائفة عن أن "الضغط العسكري سيُعيد الأسرى".

رسائل مبطنة وتحديات مستقبلية

زامير، الذي يعي تعقيدات المشهد، لم يُكافئ هغاري بالحد الأدنى من الوفاء، بل سمح ليعقوب برادريغو (من القناة 14) بتسريب معلومات تُحرجه. بهذا، أرسل رسالة إلى كبار الضباط: "لا تتورطوا مع السياسيين، فلن أكون إلى جانبكم عند أول أزمة" .

لكن في مرحلة ما، قد يجد زامير نفسه وحيدًا، محاطًا بضباط فقدوا الثقة بسبب تلميحاته المبكرة. هل سيتفاجأ إذا انسحب منه الجميع عندما يحتاجهم، كما فعل السياسيون بهغاري؟