- ℃ 11 تركيا
- 4 نوفمبر 2024
"رد المعروف لأهله".. حملات تضامن بغزة لمساعدة نازحي رفح
"رد المعروف لأهله".. حملات تضامن بغزة لمساعدة نازحي رفح
- 10 مايو 2024, 12:48:02 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
دعا عدد كبير من النشطاء والشخصيات المؤثرة في غزة، لتكثيف التضامن مع النازحين القادمين من رفح نحو مناطق خان يونس والمعسكرات الوسطى، بعد أن عجز الكثير منهم عن توفير أجرة النقل، أو توفير مكان للمبيت.
"رد المعروف لأهله" تحت هذا الشعار، انهالت مواقع التواصل الاجتماعي بدعوات للوقوف والتعاضد مع أهالي رفح، التي احتضنت طيلة الأشهر الثمانية نصف سكان القطاع كنازحين داخلها.
التبرع بأراضي لتوفير مبيت
من بين الحملات التي لاقت رواجا وترحيبا واسعا، مبادرة التبرع بأراضي خاصة لإقامة خيام عليها لتوفر مبيتا للنازحين.
ليس هذا فحسب فقد شملت المبادرات تخصيص الأراضي بما فيها من منافع كآبار المياه، ودورات المياه صممت بتبرع كريم وسخي من أصحابها للانتفاع العام.
وبالنظر للعدد الضخم من النازحين القادمين من رفح نحو مناطق خان يونس ومعسكرات وسط القطاع، فإن مشكلة الأراضي تعد تحديا بالنسبة للكثير من الأسر، إذ اضطر بعضهم لإقامة خيامهم على بعد أمتار قليلة من شاطئ البحر، وآخرون اضطروا لإقامة خيامهم على أنقاض بيوت سويت بالأرض نظرا لندرة الأراضي وقلة مساحتها.
تحمل تكاليف النقل
حملات أخرى أطلقها مبادرون من غزة وهي التكفل بأجرة نقل المواطنين من رفح نحو مناطق النزوح، نظرا لارتفاع أجرة النقل وعدم قدرة العديد من العائلات على تحمل تكاليفها.
سائقون انضموا لهذه المبادرة وأعلنوا تنازلهم عن أجرة نقلهم، مقابل توفير الوقود سولار أو غاز، من قبل الأسرة التي ترغب في النزوح أو من متبرعين.
السائق أبو مراد الصيفي أحد المشاركين لهذه المبادرة قال لـ"قدس برس" "على مدار أكثر من نصف عام، أظهر أهالي رفح أنهم على قدر المسؤولية، تحملونا كنازحين فتحوا لنا بيوتهم قدموا كل ما لديهم من موارد يمكن تقديمها لنا، ونحن نرد لهم هذا المعروف.
وأضاف "نقدر عاليا حجم الضغوط التي يتعرض لها النازحين نظرا لارتفاع تكاليف النقل، ومبادرتنا تقوم على اسقاط حقنا وتنازلنا عنه للتخفيف عن كاهل الأسر".
بيوت تفتح أبوابها لاستقبال النازحين
السباق نحو الخير من قبل أهالي القطاع لخدمة النازحين من رفح تجاوز حدود الوصف، رغم قلة الإمكانات المتوفرة، إلا أن الأهالي حاولوا تقديم ما يمكن تقديمه لخدمة المدينة المنكوبة.
حالة التعاضد والتكافل التي عبر عنها أهالي القطاع، تعكس روحا أصيلة فيهم، فقد فتح العشرات بيوتهم، مرحبين بأخوتهم الذين انقطعت بهم السبل.
أبو صبري المغنى صاحب إحدى صالات الأفراح قال لـ"قدس برس": "لم أجد ما أقدمه لأهالي رفح بعد أن دمر الاحتلال بيتي في خان يونس، ولم أتمالك نفسي وأنا أشاهد المئات من النازحين يفترشون الأرض في العراء، ففتحت أبواب صالة الأفراح المدمرة جزئيا لمبيت النساء والأطفال".
تجدر الإشارة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن صباح الثلاثاء، بدء عملية عسكرية في رفح زعم أنها "محدودة النطاق"، وتوجيه تحذيرات إلى 100 ألف فلسطيني بإخلاء شرق المدينة قسرا والتوجه إلى منطقة المواصي جنوب غرب القطاع.
وبالتزامن مع ذلك، بدأت طائرات الاحتلال الحربية بشن غارات على المناطق الشرقية لمدينة رفح، وسط قصف مدفعي عشوائي، استهدف عددا من المنازل، وأسفر عن شهداء وإصابات، لم تستطع الطواقم الطبية الوصول إليها بسبب كثافة قصف الاحتلال.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 34 ألفا و904 شهيدا، وإصابة 78 ألفا و514 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.