- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
د مصطفى محمود : و جاء العيد .. !!
و سمعت صوت البمب تحت نافذتي و شعرت أن كل واحد يلعب و يجري و يكركر بالضحك إلا أنا.. جالس وحدي كالغراب في برج عقلي الذي طار..
و شعرت بالثورة على هذه الوظيفة اللعينة التي اخترتها..
هذه الوظيفة التي تحرمني من اللعب و تحرمني من بهجة الحماقة و لذة التهوّر..
و قررت أن أتهور و ألعب و أجري.. و أستمتع بالعيد مثل العيال..
و ملأت جيبي بالبمب.. و سرت أطرقعه باليمين و بالشمال..
ثم ذهبت إلى روف جاردن لأشرب كوباً من البيرة، مثل أي شاب أحمق..
و كان الروف جاردن في الدور السادس عشر من عمارة عالية..
كناطحة سحاب..
ولذ لي أن أنظر من فوق.. إلى الدنيا تحت.. فماذا كانت النتيجة..
كانت النتيجة أني رأيت الناس تحت يبدون كالنمل . سحنتهم واحدة.. وهياكلهم واحدة . مجرد نقط تتدافع في اتجاهات متعدة.
و نسيت كوب البيرة و نسيت اللذة الحمقاء التي جئت من أجلها . و نسيت العيد . و نسيت اللعب ..
و بدت لي كل هذه الأشياء صغيرة تافهة.
..
من كتاب " الأحلام "
د مصطفى محمود - رحمه اللَّه