- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
د.محمد عماد صابر يكتب: دولة الاحتلال أوهن من بيت العنكبوت
د.محمد عماد صابر يكتب: دولة الاحتلال أوهن من بيت العنكبوت
- 9 مايو 2022, 2:18:11 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
منذ أن تم زراعة الكيان الصهيونى في قلب العالم العربي والإسلامي عام 1948، وهو يعتمد في بقائه على جملة من الأساطير المؤسسة له، يروج لها ويبثها في روع شعوب الأمة وخصوصا الشعب الفلسطينى لثنيه عن المقاومة وتحرير أرضه والقبول بسياسة الأمر الواقع. أساطير من قبيل" الجيش الذي لا يقهر" و "الأمن الذي لا يمكن اختراقه" و"الجدار العازل" و " القبة الحديدية" و"بيغاسوس للتجسس" و"الأمن السيبراني".. لكن سبع هجمات مميتات نفذها شباب فلسطيني خلال شهر ونصف خلفت ما لا يقل عن 20 قتيلا صهيونياً. هكذا “فضح” الفلسطينيون “أسطورة” الأمن الإسرائيلى الذي لا يُخترق.. فالاختراق المتكرر للبنية التحتية وغيرها من الحقائق تعكس مدى هشاشة دولة الاحتلال وأنها أوهن من بيت العنكبوت.
الحرب القادمة
أي حرب قادمة بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال سترتبط مباشرة بالحرب الدائرة في أوكرانيا على أكثر من صعيد، من حيث: 1- شرعية المقاومة وحق تقرير المصير. 2- تغير الخطاب السياسي ليتطابق مع الخطاب الأمريكي والأوروبي حيال المقاومة الأوكرانية. 3- الحرب على الأراضى الفلسطينية بالتزامن مع الحرب الأوكرانية ستزيد المنظومة الغربية حرجا أمام ازدواجية المعايير. 4- من الآن فصاعدا لم يعد مقبولا على مستوى العالم وصف مقاومة الشعب الفلسطيني بالإرهاب، خصوصا وأن حالة الاحتلال ثابتة بالقوانين والقرارات الدولية، على عكس الحالة الأوكرانية التى إلى الآن لم تقم المؤسسات الدولية بتصنيف روسيا كدولة محتلة. 5- في حال اندلاع الحرب مع الاحتلال الصهيوني سيصعب على أى من قيادات المقاومة الحديث عن وقف إطلاق النار، في ظل صمود الشعب الأوكراني ومقاومته من أجل تحرير كامل أراضيه.
كانت دولة الاحتلال سابقا تتحكم في قواعد الاشتباك بما يخدم مصالحها، فعندما توشك حكومة المحتل على السقوط سياسيا وتبدو الجبهة الداخلية منقسمة فكانت تشن حربا على قطاع غزة لتمنع سقوط الحكومة وتوحد جبهتها الداخلية، ثم تتحكم في نهاية الجولة ووقف إطلاق النار عبر أنظمة عربية ربطت مصيرها بدولة الاحتلال.. الآن الظرف الإقليمي والدولي مختلف بسب الحرب الروسية الأوكرانية، وانعكاساتها على أي مواجهة محتملة مع الفلسطينين في هذا التوقيت.. الأمر الذي جعل حكومة الاحتلال في حيرة أمام احتمال سقوطها وأمام الانقسام الداخلى: انقسام بين اليسار واليمين المتطرف، وانقسام جديد داخل اليمن المتطرف نفسه إلى يمين يدعم الصهيونية، ويمين يناهض الصهيونية.. وبالتالي لجوء حكومة الاحتلال إلى شن حرب على قطاع غزة بناء على حسابات سياسية داخلية كما اعتادت الحكومات السابقة بات قرارا محفوفا بالمخاطر نظراً لتغير الظروف الإقليمية والدولية.
اندلاع أي مواجهة جديدة داخل الأراضي الفلسطينية ستنعكس بصورة مباشرة على الشعوب العربية التي تعاني من فشل أنظمة الاستبداد والفساد والتبعية على كافة المستويات خصوصا الجانب الاقتصادي.. تلك الشعوب تنتظر فقط الشرارة. الخلاصة: أي مواجهة جديدة بين دولة الاحتلال والشعب الفلسطيني في هذا التوقيت سيكون مناخها مختلف تماماً نظرا لتداعيات الحرب الروسية وانعكاساتها.