د. سنان السعدي تكتب: المرأة صرح وطني

profile
  • clock 25 ديسمبر 2024, 12:26:12 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

 للأمم ركائز ومقومات تقوم عليها وهي لا تقبل القسمة على اثنين، وللتاريخ في ذلك شواهد، وأهم هذه الركائز هي المرأة، كونها الأم والمعلم. يصفها البعض بأنها نصف المجتمع، الا أن الصرح الوطني يراها كل المجتمع، ولسبب بسيط، فهي تستطيع القيام بأدوار متعددة، أهمها دور الأم والأب في الوقت نفسه، فضلا عن كونها المعلم الأول بحكم دورها كأم، وهي مهندسة بناء المجتمعات السليمة.


    كلنا يعلم ان الاسرة هي نواة المجتمع، وتاريخ العراق يزخر بالنساء اللواتي سطرن أعظم المأثر التي بقيت راسخة في الاذهان. ومثال ذلك تلك المرأة العظيمة ابنة ذي قار التاريخ والحضارة والدة الثائر حسين رخيص الابراهيمي الذي قتل الجنرال البريطاني جيفرسون عام 1941 بعد ان قام بالتحرش بإحدى نساء مدينة الناصرية اثناء تجواله في أحد اسواقها، وبعد ان ألقي القبض عليه تم تعليقه على فوهة المدفع وطلبت منه السلطات البريطانية انكار ذلك للإفراج عنه لأنه يعد إهانة عظيمة لبريطانيا آنذاك. مما دفع والدته الى الخروج من بين الحشود المتجمعة ومخاطبة والدها حسين من اجل عدم انكار فعلته حتى لا يعيش جبانا فخاطبته باللهجة الذي قارية (لهجة ذي قار) الثائرة " بس لا كلت ألهم موش انا " فكان رد ولدها وفلذة كبدها " حطوني بحلكة وكلت انا " أي انهم ربطوني على المدفع لإعدامي ولم أنكر قتلي لمن حاول تدنيس عرض ذي قار مقابل حياتي. 

هذه القصة حدثت في ذي قار وهي أعظم مثال على عظمة المرأة العراقية، والقائمة تطول الى ما نهاية عن بطولة ومواقف المرأة العراقية التي سطرت من خلالها سفراً خالداً فهي أم الشهداء والادباء والمفكرين والعلماء. وأخرها الشهيدة امية الجبارة التي اعتلت سواتر المجد فكانت بألف رجل. كذلك برزت المرأة كهوية عابره للحدود في المحافل الدولية فحيث يذكر اسمها الكل يقول انها بنت العراق مثل نازك الملائكة، وزها حديد.
      هنالك حربا ناعمة من اجل تدمير المجتمع العراقي، من خلال استهداف أهم ركائزه وهي المرأة، عن طريق محاولة تشويه صورتها النمطية التي تتسم بالأصالة الراسخة في اذهان الجميع، من خلال اظهارها بشكل جديد بصورة مبتذلة بما يعرفن اليوم بالفاشنستات والبولكرات وغيرهن من بائعات الهوى على انهن يمثلن المرأة العراقية. فضلا عن الترويج لقيم لا تتناسب ومكانة وقيمة المرأة العراقية تحت مسميات وذرائع عدة.
  من وجهة نظر الصرح الوطني هنالك تقصير وتهميش متعمد للمرأة من قبل القوى السياسية المهيمنة على المشهد السياسي لأكثر من عشرين عام، وعليه يجب ان تأخذ المرأة دورها وتعود الى سابق عهدها من خلال زجها في جميع مرافق ومفاصل الدولة، فضلا عن مشاركتها الفاعلة في صنع القرار السياسي. نختتم حديثنا عن المرأة بقول نابليون " الأم التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها "


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)