د.رعد هادي جبارة يكتب: هل التأبين والترحم يستلزم التحقير والتسقيط؟

profile
د.رعد هادي جبارة الأمين العام للمجمع القرآني الدولي
  • clock 28 مايو 2024, 9:51:07 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

شيءٌ مدهش ومؤسف أن ينجرف الإنسان في كتاباته مع العقل الجمعي والفضائيات التي تناولت سقوط الطائرة العمودية واحتراقها في غابات قريبة من الحدود الاذرية الايرانية وما نتج عن ذلك من نهاية محزنة لركابها.

وفي هذا السياق وجدنا عشرات الأشخاص الذين دخلوا مجال الكتابة فجأة وبلا مقدمات يسخرون اقلامهم ويتسابقون في إضفاء صفات وإطلاق تسميات والمبالغة في وصف حادث الطائرة المنكوبة وركابها وكأنه كان على متنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو الإمام الحجة صاحب الزمان (ع) ومن ثم المقارنة بين الراحل ابراهيم رئيسي (ره) وغيره من الشخصيات والتجاسر على ممارسة الاحتقار والإهانة والتسقيط والتوبيخ والتسفيه والتحقير والتوهين لمن عداه.حتى وجدنا شخصاً شيوعياً علمانياً يرفع قلمه ليستخدم لغة أقرب الى لغة الشوارع وأمثالٍ غير لائقة ومفردات سخيفة في وصف رئيس جمهورية العراق بأنك لاتهش ولاتنش ومجرد خ،وي على جحر و...!!

لماذا يصل الانبهار بالآخر والولاء للجار إلى حد توجيه الإهانة لرئيس الدولة، وانتهاك حرمته دون ذنب منه.؟!

يعني إما أن يحكم العراق طاغوتٌ ظالمٌ بالحديد والنار 
فيكتم الأنفاس 
ويكسرالاقلام 
ويسفك الدماء 
ويقتل المراجع 
ويمنع الشعائر 
ويشن الحروب على الجيران 
ويهتك أعراض النسوان 
ويصادر الأموال 
ويسلط ابناءه على رقاب الشعب؟؟
 
أو يأتي إنسان رئيساً للعراق أو رئيساً للوزراء لا يرتكب هذه الاعمال فلا يكون مرهوب الجانب ولا يخشى من انتقاده أي أحد ولا يتورع عن تحقيره جهاراً نهاراً و مقارنته برئيس دولة مجاورة [نحبها ونحترمها] بأسلوب رخيص وكلام غير لائق؟؟

أليس جديراً بنا أن نحترم عراقنا و أنفسنا و مسؤولينا و بنفس الوقت نترحم على ضحايا سقوط طائرة الجار؟؟أم الترحم عليهم يستلزم إهانة و تحقير مَن عداهم؟؟

لحسن الحظ أن السماوي قد تدارك الخطأ الفاحش الذي وقع فيه و اعتذر اليوم لرئيس العراق، وهو احترام للعراق، واصدر بياناً تدارك فيه كلامه الخاطئ السابق وهي مبادرة ايجابية.

والحمد لله رب العالمين

التعليقات (0)