د.تامر النحاس : لن تحيا لو بقي هذا السد

profile
  • clock 24 أبريل 2021, 10:10:16 م
  • eye 753
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في ناس فاكرة الحكاية مجرد تأثر حصتنا من المياة ، او حتي مساحات زراعية مهولة ستتأثر أو حتي وظائف ومستوي معيشة و اسعار ،او ربما استقرار المجتمع(وهذا تعبير متحفظ) ..

الحقيقة انه رغم قسوة كل ما ذكرت ، لكنها ليست حصة من المياة يمكن الاتفاق حولها والبحث عن تحلية وبدائل ....لا خالص..

هي ببساطة انتقاص للسيادة ، خلل في موازين القوي في الإقليم ، إعادة ترتيب لشكل العلاقات الدولية في القارة ...هو ببساطة إعلانك دولة منقوصة السيادة ...دولة مهزومة ...

لا تحدثني بعدها عن أدوار في الإقليم ، لا تحدثني عن تأثير في الظرف الدولي ، لا تحدثني عن استثمار ولا غيره .

من هذا الذي قد يأتي للاستثمار في دولة لا تستطيع تأمين مصدر حياتها ...بل الأفضل أن اذهب لمن يملك المحبس...

كلمني اكثر عن تحول مسار الاستثمار والتأثير ليذهب للدولة صاحبة المحبس ...ماذا تتصور كيف ستصبح شكل العلاقات الإسرائيلية الإثيوبية .

كيف ستتطور العلاقات الإماراتية الإثيوبية ..بل والتركية الإثيوبية ..بل الروسية  والصينية الإثيوبية ..بل و الأمريكية الإثيوبية ...سيذهب الجميع لميزان القوي الجديد في الإقليم ...الدولة المحبس ...

اوعى  تفتكر أن الحكاية (ميه وهندور في البحر أو الصرف عن بدائل وخلاص )....دي حكاية ميزان قوي سيختل و مكانك منه سيكون الأضعف ....

السماح بوجود هذا السد الان، هو إعلان فقدان للسيادة ..وإعادة ترتيب للإقليم ..وظهور قوة إقليمية جديدة اسمها اثيوبيا 

قوة تعرف انها كي تؤثر فإن عليها إنهاء دور مصر الاقليمي للابد ...ولن يكون السد الاخير ولا حتي السلاح الاخير ..

انت ببساطة سمحت بتحضير عفريت لن تستطيع صرفه.

مرت علي بلدنا تحديات كثيرة، بل اني دوما احب أن أقول إن نصيبنا من التاريخ مش ولابد ، فلا زلت أصر بأننا لم نصنع بعد تاريخ حديث نفتخر به 

دولة حديثة مدنية تعرف تناول سلمي للسلطة ...لكننا هذه المرة نتحدث عن البقاء .

 نقل لنا التاريخ خوضنا لحروب عديدة ، كان لبعضها اسباب  معتبرة و بعضها لم يكن ...

وتظل حكمة السياسة أن تتجنب الحرب لطالما تمكنت  ولكن قدرة السياسة الحقيقية هي أن تختار أن تحارب/ تضرب  عندما لايزال يمكنك اتخاذ القرار ..الا تذهب متأخرا وتبدأ خاسرا !

تحيا جمهورية مصر العربية.....بيد أنها لن تحيا لو بقي هذا السد .


التعليقات (0)