- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
د.إسلام شهوان يكتب: حول النقاط العشر حول مسيرة الأعلام
د.إسلام شهوان يكتب: حول النقاط العشر حول مسيرة الأعلام
- 1 يونيو 2022, 7:01:39 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بعيدا عن الحالة النفسية التي انعكست على الواقع الفلسطيني بعد المشاهد التي استفزت فينا غيرتنا على اهلنا ونسائنا ومقداساتنا واقصانا، من أهل النتائج التي يمكن استخلاصها رغم أن المعركة لم تتحقق ميدانيا وانما كانت في العمق والوعي المعرفي والنفسي. من أهل تلك النقاط أن المقاومة ما زالت حتي اللحظة تزيد في حالة إرباك المؤسسة العسكرية الصهيونية وكذلك المستوي الأمني والسياسي . وهذا انتصار كبير وإن كان معنويا إلا أنه يعمل على زيادة حالة التوتر والارباك لدي الخصم مما تزيد خالة التشنج لديه عل ستضرب المقاومة من حيث لم يحتسب فهو لم يذق طعم الراحة . ولم يشعر بنشوة الانتصار التي ادع أنه حققه من خلال مسيرة الأعلام.
المقاومة الفلسطينية حكيمة رشيدة قادرة ومقتدرة أدارت الامر بحكة متناهية الفهم والوعي فهي لم تمارس ردة فعل أو سلوك مبتدئ في العمل العسكري بل مارست قواعد عسكرية مهمة في الحروب. فلا يعقل أن وضرب او توجه ضربة لعدوك وهو في كامل يقظته واستعداده لك. أثبتت المقاومة الفلسطينية أنها حاضرة في أدق التفاصيل للواقع الفلسطيني وكذلك لواقع الاحتلال . فهي تتابع كل صغيرة وكبيرة .كل سلوك أو تحرك. سياسي . اعلامي.امني.ميداني . ثم أثبتت قدرتها العميقة على تقدير الموقف ومارست فعلا عسكريا حكينا وقاعدة في العمل العسكري أن لا تحشر عدوك في زاوية حتي يضطر للهجوم . فلقد نشرنا الرعب في نفوسهم ولقد مارسنا عليهم كل أساليب الهجوم النفسية التي جعلتهم في خوف شديد، فعدم الرد ليس ضعفا ولا خوفا ولا حبنا لدي رجال نذروا كل أرواحهم وأهاليهم وممتلكاتهم للوطن .
أثبتت المقاومة الفلسطينية أن ما أعلنت عنه حول غرفة عمليات محور المقاومة .كان حاضرا وقويا في الميدان وأنها استفادت من تلك المعلومات المتبادلة بينها وبين محور المقاومة في تبادل المعلومات الاستخبارية وكانت حاضرة لديها في تقدير الموقف .فهي عملت على ترسيخ وتعزيز الحلفاء وبقية الساحات في أية معركة قادمة اساليب التهديد التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية لم تكن عبثية او عاطفية . بل كانت مدروسة بكل حرف وكلمة فهي كانت تطلقها بعناية كبيرة . وهذا الأسلوب جعل الاحتلال يمارس عنصريته وعنجهيته ضد أبناء شعبنا في القدس وضد المسجد الأقصى.مما ظهر العالم أمه محتل متغطرس . يمارس القمع ضد نساء ورجال عزل . ضد مقدسات ومساجد . وهذا يسجل في رصيد قرب نهاية وزوال الاحتلال . فظهر الاحتلال أمام العالم بعنصريته وتطرفه الديني .وقمعه للحريات والحقوق العامة .
نقطة فارقة ومهمة جدا تسجل للمقاومة الفلسطينية في ادارة المعركة أنها استطاعت تحريك مناطق عديدة في الضفة المحتلة وبعض مناطق الداخل المحتل . هذا يعتبر القنبلة الموقوتة التي تمتلكها المقاومة لكي تنفجر في وجه الاحتلال. المقاومة الفلسطينية أثبتت أنها صاحبة الوصاية على القدس والاقصي. وأنها المرجعية السياسية للحديث فيما يتعلق بوضع المدينة المقدسة والمسجد الأقصى. بعيدا عن محور التسوية والتنسيق الأمني. وبناء على ذلك جعلت من أهل القدس أن يستعينوا على سواعدهم وعلى تماسكم فكانت المحرك الأساسي لهم للتصدي للاحتلال والمستوطنين .
كما يسجل نقطة مهمة أن المقاومة جعلت الإحتلال يستنفر طاقات وجنود وإمكانيات كبيرة . ووحدات احتياط ومستعربين . ومخبرين. وجنود وغير ذلك الكثير . وهذا الاستنزاف لقدرات الاحتلال هو نقطة مهمة في الصراع . والمقاومة تعمل وفق مبدأ استنزاف الاحتلال وانهاك طاقاته ومعنوياته.استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تعمل على مبدأ كي الوعي لدي الجبهة الداخلية للاحتلال من خلال أنها صاحبة القرار والكلمة فينا يتعلق بمجريات الامور في القدس والاقصي . وان المقاومة عندهم اصبحت محط ثقة وان قالت كلمتها سيرتجف كل المستوطنين وهذا ما أكدته مراكز احصاء أن ما عددهم أكثر من 2500 مستوطن هاجروا ورحلوا من مدينة القدس .
المقاومة الفلسطينية عملت على فضح كل محور التطبيع والتنسيق الأمني مع الاحتلال وعرتهم امام شعوبهم . وهذا رصيد للمقاومة في تحشيد طاقات الأمة العربية والإسلامية في قادم الأيام كما حصل في المعركة الماضية مايو الماضي. واقول هنا أن المقاومة الفلسطينية أدركت أن المعركة مع الاحتلال لا تقتصر على الصاروخ فقط . فرب صورة أو كلمة أو بيان أو تصميم أو تحشيد ابلغ من الف صاروخ وقد شهدنا ذلك واقعا في شوارع تل أبيب من عمليات الثأر الفردية .