د. إبراهيم جلال فضلون يكتب: من الأخطر ترامب أم ماسك؟

profile
د. إبراهيم جلال فضلون أستاذ العلاقات الدولية
  • clock 14 نوفمبر 2024, 9:36:36 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

هي بالفعل كما قالها ترامب: "صدمة" بالنسبة للنظام الحكومي في أمريكا، في مساعي حصد المكاسب "محفوفة بالمخاطر"، ليرد الخطر الأكبر على الأمة الأمريكية، وكأنني أشاهد فيلماً للماسونية، مكوناً من عبارة واحدة فقط على "x"، "وزارة الكفاءة الحكومية"، ليُلحقها بمنشور آخر "تهديد للديمقراطية؟ بالقطع لا إنها تهديد للبيروقراطية"، ليُعتبر ماسك الذي قدَّم ما يقارب 119 مليون دولار دعماً لترمب، واستضافه في مقابلة حصرية عبر منصته "إكس" للتواصل الاجتماعي، تهديداً متزايداً بسبب علاقته مع الرئيس الجديد، واتصالاته المثيرة للجدل مع روسيا ونفوذه السياسي والاقتصادي المتنامي من خلال شركاته، وقد يكون لماسك تدخلاً مباشراً في فوز ترامب الذب أعتقد أنه محطة لصعود ماسك للحكم القادم. فقد ارتفعت أسهم شركة تسلا بنسبة 13% مع بداية التداولات، ما زاد من قيمة الـ 411 مليون سهم التي يملكها ماسك في تسلا بأكثر من 13 مليار دولار، وهو ما يعادل عائداً بنسبة تزيد عن 11 ألفاً % على الـ119 مليون دولار التي تبرع بها للرئيس الفائز. . على الرغم من أن ترمب كان صريحاً في عدائه للسيارات الكهربائية، وتعهد ترمب بإنهاء ما يسميه "تفويض بايدن للسيارات الكهربائية".. وعلى رغم إنكار ترمب لتغير المناخ فإن علاقته بإيلون ماسك قد تؤثر في توجهاته البيئية، إذ يدعم الأخير التوجهات الصديقة للبيئة.. الذي وصف تغير المناخ على أنه "خدعة"، وصرح خلال سبتمبر 2023 في خضم الدمار ووقوع الضحايا جراء الإعصار هيلين بأنه "إحدى أكبر الخدع المضللة".. فماذا سيفعل ماسك حينها؟..

بالفعل كان الجواب: "إن لم تكن بوسعك محاربة بلطجي، فالاستسلام هو السبيل الأفضل". هكذا عبر جيف بيزوس لعلك لن تُدرج أبداً ضمن أشهر عظماء الصحافيين، لكنك ستعيش لتخوض المعركة في يوم آخر.

ويثير اختيار الرئيس الأميركي ترامب، لماسك، تولي قيادة "وكالة الكفاءة الحكومية" الجديدة، بهدف تقليص القوانين الفيدرالية، جدلًا واسعًا بسبب ما قد يُعتبر تضاربا في المصالح، بيد أن  الأخير قرأ الأمر بصورة أفضل حتى، فتحول في لحظة سريالية من أحد المنتقدين المعتدلين لترمب- لمُشجع ظل للرئيس العتيد حرفياً، مُخفياً سعادة طفولية لكونه جزءاً من الحشد الغوغائي، منذ أن حمل حوض مطبخ بيده؟ عندما دخل العصفور الأزرق "تويتر"ً، بعد ساعاتٍ من تأكيد فوز ترمب، نشر ماسك صورة مزيفة تظهره داخل المكتب البيضاوي - وهو يحمل حوض مطبخ مجدداً!

وتشير التقديرات بأن ترمب سيجعل ماسك أكثر ثراءً، بمنحه إعفاءات قانونية نادرة من قوانين تضارب المصالح، وهو ما قد يواجه انتقادات سياسية كبيرة، مما يجهل الأمر الأكثر إثارة للقلق في الجمع بين شخصيتين غريبتين ومثيرتين للجدل تترابطان مع بعضهما البعض لترؤس العالم الحر، ناهيك عن الفارس الثالث – ذلك الشخص الغريب الأطوار المتملق، روبرت أف. كينيدي الابن.

يمكن لـ "إكس" أن تصبح في النقاش السياسي بمثابة منبر رئيسي لمناقشة القضايا الهامة ومتابعة الأحداث السياسية لحظياً، خصوصاً في مواسم الانتخابات، وأكثر جاذبية لصناع القرار، والمحللين، ووسائل الإعلام، التي قد تعتمد على المنصة كأداة رئيسية لمتابعة النقاشات وتبادل الأفكار مع الجمهور، ما يزيد من مكانة "إكس" كقناة اتصال موثوقة في عالم السياسة.. وهو ما حدث بتأثيرها على الانتخابات الامريكية وفوز ترامب.

إنها السياسة يا عزيزي، السياسة.. تلك الطاولة التي يُديرها أقنعة خفية لا تظهر رغم كونهم يعيشون بيننا، لا يهُمها سوي الذات والأنانية (نفسي نفسي)، وإلا لرحموا أبرياء غزة ومعاناتها... لكن السؤال المُلح حالياً من سيُسيطر على منْ؟ أو من سيُروض من؟ وهل نصل لحد اغتيال أحدهما بطريقة أو أخرى افساحاً للأخر في الحكم؟.. قد يكون إيلون ماسك آخر الآمال وأفضلها لكوكب الأرض، كما كان لترامب، أو العكس صححيح؟..

 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)