- ℃ 11 تركيا
- 13 نوفمبر 2024
د.إبراهيم جلال فضلون يكتب: طوفان أمستردام.. العالم ينتفض
د.إبراهيم جلال فضلون يكتب: طوفان أمستردام.. العالم ينتفض
- 8 نوفمبر 2024, 9:47:45 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
العالم ينتفض ضد إسرائيل.. في «موقعة أمستردام الكروية».. موجة كراهـية شديدة وعلقة ساخنة من أمستردام لن تكون الأخيرة، تفوح رائحتها علانية وبقوة مع أي تواجد لمواطني وسكان هذا الكيان في أي بقعة من بقاع العالم الحر ولو كان غربياً -حليفاً لهم، أخرها مباراة كرة قدم تمادي فيه جمهور فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي بعد خسارتهم، مهاجمين بتصرفاتهم الاستفزازية المنازل التي ترفع أعلام فلسطين كنوع من التعاطف مع القضية، إضافة إلى سخريتهم من معاناة سكان غزة وما يرتكب بحقهم من جرائم إبادة ممنهجة وترديد عبارات مهينة بحق الفلسطينيين والعرب، وبوقاحتهم المعهودة بدأوا "الشجار"، لينتفض كل أحرار الأرض ضد همجيتهم، التي أنطقت حلفائهم، لتزداد موجة الكراهية والعنف ضدهم ولن تتوقف في أوروبا أو خارجها طالما أنها تصر على مواصلة حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، وتوسيع رقعة الحرب لتتحول ملاعب أوروبا لساحة التعاطف مع الإنسانية التي دمرتها وأهانتها جرائم إسرائيل، بخلاف التظاهرات التي تخرج بشكل شبه لدعم المحاصرين داخل قطاع غزة.
ولم يمنع ذلك حتى تبنى دولة هولندا والدول الأوروبية العجوزة والغربية الشمطاء سياسة داعمة لدولة الاحتلال، لتبدأ من استباحة (المكابيون) لأمستردام وهم يهتفون "أولي.. أولي.. دع الجيش الإسرائيلي يفوز".. أدت لاستفزازات عدد كبير من الجماهير العربية والناشطين قبل أن تبدأ الاشتباكات بالأيادي وبكل الأسلحة البيضاء.وما زاد الطين بلة وفاقم من محنة الجماهير الصهيونية هو رفضها في بداية المقابلة الوقوف دقيقة صمت حدادا على ضحايا فالنسيا الإسبانية، وقيامهم بالتصفير وإشعال الألعاب النارية، التي رأتها وسائل الإعلام الصهيونية إنه رد على موقف إسبانيا التي تعترف بدولة فلسطين وترفض العمليات العسكرية في غزة وقيامها مؤخرا بمقاطعة بيع الأسلحة وشرائها من إسرائيل.
ترفض إسرائيل كل النداءات الدولية وتحديدا الإنسانية منها لوقف معاناة ما يقارب من 2 مليون إنسان في غزة ووقف حربها على القطاع التي "دخلت عامها الثاني" مخلفة أكثر من 50 ألف شهيد "70% من بينهم أطفال ونساء" وتدمير القطاع بشكل كامل ومحاصرة وتجويع ما تبقى من سكانه في حرب وصفت بأنها الأكثر دموية وعنفا في العصر الحديث.
لقد ألهب أطفال غزة العاصمة الهولندية بل وكل عواصم العالم الحُر، إذ سمعت أمستردام الهتافات التي رددتها الجماهير الصهيونية وتفتخر بتدمير المدارس في غزة وقتل الأطفال كافية لتحول شوارع أمستردام إلى ميدان لمعركة حربية دامت عدة ساعات، تم خلالها ضرب وسحل كل من كان موجوداُ من الجماهير الصهيونية فضلا عن حرق العلم الإسرائيلي ما أدى إلى تدخل الشرطة الهولندية التي سارعت إلى توقيف عشرات من المؤيدين لفلسطين.. وكعادتهم الخوف والرعب في قلوبهم سارع مجرم الحرب بنيامين نتنياهو إلى إرسال طائرتين من أجل إعادة المشجعين النازيين والعنصريين إلى إسرائيل، بل توجه وزير الخارجية الصهيوني جدعون ساعر إلى هولندا ليكون بالقرب من قطعان الجماهير الهمجية.. ولكن الخطير دعوة وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان، يهود أوروبا للهجرة إلى إسرائيل وعددهم نحو 1.4 مليون شخص، وتحاول حكومة تل أبيب إقناعهم بالهجرة إلى إسرائيل. لقد أعلنها ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض، في منشور على منصة إكس: "أدعو يهود أوروبا إلى عدم المماطلة كما حدث عشية المحرقة، وترك كل شيء والهجرة إلى إسرائيل".
تلك الدولة التي يهرب منها أبنائها لأنها على باطل، لا تنعم بأي سلام، فقط تنعم بحرائق قذائف حماس وحزب الله، في محرقة، فمن العاقل الذي سيُلبي أغبيائهم؟. وخلال عام من الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة في القطاع، رفع عالم الرياضة صوته ضد الظلم الممارس على الفلسطينيين إذ أعربت أندية ورياضيون مشهورون عالميا ورابطات مشجعين عن استيائهم ورفضهم لممارسات إسرائيل التي شبهت ما حدث من اشتباكات بين إسرائيليين وسكان محليين في أمستردام بـ"المحرقة" و"المذبحة" أو ذاكرة "طوفان أمستردام".