دراسة حديثة تصحح مفهوم الأصل الجيني للشعب الياباني

profile
  • clock 27 سبتمبر 2021, 7:38:37 ص
  • eye 432
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

رويترز – قدم أحدث تحليل لحمض نووي قديم تصحيحًا لمفهوم الأصل الجيني لسكان اليابان المعاصرين، وتحديد الدور الهام للأشخاص الذين وصلوا إلى البلاد منذ حوالي 1700 عام وساهموا في إحداث ثورة في الثقافة اليابانية.

وأظهر البحث الذي نُشر يوم الجمعة أن شعب اليابان يحمل بصمة وراثية تعود إلى ثلاث مجموعات سكانية قديمة بدلاً من اثنين فقط كما كان يعتقد سابقًا، وهو أصل أكثر تعقيدًا للدولة الأرخبيلية التي يبلغ عدد سكانها حوالي 125 مليون نسمة.

وقام الباحثون بتحليل المعلومات الجينية المأخوذة من 17 شخصًا يابانيًا قديمًا، وهي تحديدًا 12 عينة حمض نووي استخرجت من العظام خصيصًا لهذه الدراسة وخمسة أخرى هي عينات جرى فحصها في السابق، وقارنوها بالبيانات الجينية لليابانيين المعاصرين.

وتم تأكيد المساهمات الجينية الموثقة مسبقًا من مجموعتين قديمتين. الأولى كانت تعود للثقافة اليابانية الأصلية من الصيادين وجامعي الثمار التي يعود تاريخها إلى ما يقرب من 15 ألف عام، أو بداية ما يسمى بفترة جومون. والثانية هي لمجموعة سكانية من أصول تعود إلى شمال شرق آسيا وصلوا حوالي عام 900 قبل الميلاد، وجلبوا معهم زراعة الأرز بالغمر خلال فترة يائوي اللاحقة.

وقرر الباحثون أن اليابانيين المعاصرين يمتلكون حوالي 13٪ و16٪ أصول وراثية من كل من هاتين المجموعتين على التوالي.

ولكن وجد أن 71٪ من أسلاف اليابانيين ينحدرون من مجموعة سكانية ثالثة من أصول شرق آسيوية وصلت حوالي سنة 300 بعد الميلاد لتبدأ ما أطلق عليه فترة كوفون، مما أدى إلى ظهور العديد من التطورات الثقافية ونمو القيادة المركزية. ويبدو أن هؤلاء المهاجرين لديهم أصول تشبه إلى حد كبير شعب الهان الذي يشكل معظم سكان الصين.

وقال عالم الوراثة ناكاغومي شيغيكي من ترينيتي كوليدج دبلن في أيرلندا، ومسؤول مشارك عن الدراسة المنشورة في مجلة ساينس أدفانسيس، ”نحن متحمسون جدًا للنتائج التي توصلنا إليها بشأن الأصول الثلاثة لأصول الشعب اليابانيين. وتعد هذه النتيجة مهمة بالنظر إلى إعادة كتابة نظرية الأصول اليابانية الحديثة من خلال الاستفادة من الشريط الوراثي القديم“.

ويُظهر البحث قدرة الحمض النووي القديم على اكتشاف مكونات جديدة لأسلاف آخرين لا يمكن التعرف عليها باستخدام البيانات الجينية الحديثة، كما أضاف دانييل برادلي، المسؤول المشارك في الدراسة، من كلية ترينيتي في دبلن.

وقال ناكاغومي إن الدراسة أظهرت أن الأشخاص من المراحل الثقافية القديمة القائمة على الجمع والالتقاط والزراعة وتشكيل الدولة لهم نصيب كبير في تشكيل أسلاف السكان اليابانيين اليوم.

وترجع أقدم الهياكل العظمية التي تم استخراج الحمض النووي منها إلى أنثى يرجع تاريخها إلى حوالي 9000 عام من موقع ينتمي إلى فترة جومون في محافظة إهيمي، في حين أن الأحدث كانت لثلاثة هياكل عظمية ترجع إلى حوالي 1500 عام مضت من موقع ينتمي إلى فترة كوفون في محافظة إيشيكاوا، وفقًا لعالم الوراثة والمسؤول المشارك في الدراسة غاكوهاري تاكاشي من جامعة كانازاوا في اليابان.

وتستمد فترة كوفون تسميتها من اسم المقابر الترابية الكبيرة التي بنيت لأعضاء الطبقة الحاكمة الجديدة عندما كان يجري استيراد التقنيات والثقافة من الصين مرورًا بشبه الجزيرة الكورية.

وقال ناكاغومي: ”بدأ استخدام الأحرف الصينية في هذه الفترة، مثل الحروف الصينية المنقوشة على الأدوات المعدنية، مثل السيوف“.

وكانت العزلة نتيجة ثانوية لجغرافية الأرخبيل الياباني، حيث كانت محاطة بالمحيطات التي جعلت الهجرة إليها في العصور القديمة صعبة. وصل أول من قدم إلى اليابان منذ أكثر من 30 ألف عام في وقت كان فيه مستوى سطح البحر منخفضًا حيث ربما كان هناك جسر بري يربط البلاد بأراضي القارة الآسيوية.

وقال الباحثون أيضًا إن الجينات الوراثية لسكان اليابان ظلت مستقرة إلى حد كبير منذ فترة كوفون، والتي استمرت من حوالي 300 إلى 700 بعد الميلاد.

التعليقات (0)