خالد علي : مصر و السودان لم يخسرا، و أثيوبيا لم تُهزم

profile
  • clock 23 يوليو 2021, 9:30:04 م
  • eye 930
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أعتقد أننا وصلنا لمنطقة دافئة فى أزمة سد النهضة حتى لو كان التواجد فى هذه المنطقة مؤقت أو عرضى، فيجيب السعى للتمركز فى هذه النقطة، والقضاء على طابعها المؤقت لضمان ديمومتها واستمراريتها باتفاقات ملزمة.

وميزة هذه المنطقة أن كل طرف يستطيع أن يقنع شعبه أنه انتصر  ولم يهزم، وأنه تمكن من إدارة الأزمة، وتحقيق أهدافه بأقل خسائر ممكنة. 

ويمكن القول أن الدول الثلاثة وهبها المولى عز وجل هدنة قد تقترب من سنةً  يمكن لها خلال هذه المدة الوصول لإتفاق ملزم، وجاءت هذه الهدنة لثلاثة أسباب:

السبب الأول: إن ربنا منح الثلاث دول موسم فيضانات ايجابى للعام الثانى على التوالى، يحمل الأمن المائى للجميع، يساعد الثلاث دول مجتمعة على الملء والتخرين  لتلبية احتياجاتهم دون تخوفات.

السبب الثانى: إن تعلية سد النهضة لم تصل حتى الآن إلى ٥٩٥ متر كما كانت ترغب اثيوبيا، ولسبب ما -غير معلوم حقيقته حتى الآن- توقفت التعلية حتى ٥٧٣ متر.

السبب الثالث: أن أثيوبيا لم تتمكن من تخزين وملء الكميات التى كانوا يطمحوا إليها، فقد خزنوا حتى الآن ٨ مليار بعد أن كان طموحهم يفوق ال ١٧ مليار، وبلغت إجمالى مراحل الملء ٤ مليار فقط بعد أن كان طموحهم بملء يفوق ال ١٣ مليار.، 

وأسباب توقف التعلية ونسب الملء والتخزين السالف بيانها غير معرفة، فقد تعود لمشاكل فى مواصفات السد.....

أو لمشاكل وصعوبات فى الداخل الاثيوبى فى هذا التوقيت يجعلها تركز على الشأن الداخلى قبل الدخول فى مواجهات مريرة مع مصر والسودان....

أو لضغوط خارجية على أثيوبيا بعدم استفزاز مصر والسودان لأكثر من ذلك....

أو استقبال كل الأطراف الدولية لتخوفات مصر والسودان وتصريحاتهما على محمل من الجد والحذر، وكل الأطراف الدولية ستكون خاسرة حال اشتعال حرب فى القرن الافريقى، أو على الأقل النتائج غير محمودة العواقب للجميع، فنشوب الحرب ظاهرياً أنها ستكون بين مصر والسودان وأثيوبيا لكن واقعياً ستكون حرب بين مصالح دول عظمى فى المنطقة....

 أو أى أسباب أخرى لا نعلمها 

المهم أن الثلاث دول وصلوا لهذه المنطقة الدافئة.

فمن الخاسر فى هذه المنطقة الدافئة:

أثيوبيا قامت ببناء السد، وقامت بتخزين وملء النسب السالف بيانها، فتشعر بانتصارها التاريخى.

وعقب ذلك أعلنت اثيوبيا استعدادها للتفاوض مع مصر والسودان بشروطها.

 ومصر والسودان لم ولن يتضررا من هذه النسب، ويشعروا بانتصارهما بأن أثيوبيا فشلت فى تحقيق أهدافها من بناء السد حتى الآن، فمصر ربطت الخط الأحمر بعدم الإضرار بأمنها المائى، والسودان ترغب فى ضمانات ملزمة لعدم الاضرار بها مستقبلاً.

وطموح مصر والسودان هو المشاركة فى إدارة السد وتبادل المعلومات حول المواصفات الفنية للسد، وتواريخ ومناسيب الملء والتخزين، والمراحل الزمنية التى تتوافق مع مصالح الثلاث دول.

نعرات الحرب لن تجلب إلا الخراب، والوصول لإتفاق ملزم بين الثلاث دول ليس أمر مستحيل.

ثلاثة دول فقيرة ومثقلة بالديون والقروض لن تحل الحروب أزمتها، لكن التفاوض وخلق مسارات لإنجاحه هو الطريق الوحيد لسلامة شعوب دول حوض النيل.

والظروف مواتية لبدء مرحلة جديدة من التفاوض فلا تفلتوها من بين أيديكم.

التعليقات (0)