لاغني عن إشراك الشعب
كطرف فاعل في إدارة القضية

في قضية سد النهضة وفي كثير من القضايا المصيرية .. فالرهان علي الشعب المصري يظل هو ماتنعقد له الأولوية علي كل الراهانات الأخري ..
لايمكن خوض معركة كهذه دونما أن يكون الشعب شريكاً في المعادلة تتوافر لديه كل المعلومات الأساسية المتعلقة بمسار الأزمة وسبل معالجتها ،

 ومنهج المفاوضة ومستحدثاتها ونتائجها والإستماع الوافي لكافة تياراته ومكوناته عبر حوار ممتد 

يضمن أن تدار مثل هذه الأزمات برؤي واضحة وأمانة سياسية تضمن توافر رضا أصحاب المصلحة الحقيقية ،

وفي ظل مناخ ديمقراطي يتيح فاعلية المشاركة الشعبية في مثل هذه القضايا ..
دونما كل هذا تظل الراهانات علي المجتمع الدولي وقواه الدولية المتنفذة والوساطات الدولية او الإقليمية المساعدة ..

تظل رهانات الضعيف والضعف الذي يمكن أن يضع مسارات مثل هذه القضايا تحت رحمة مشيئة تعبر عنها توازنات ومصالح إقليمية تدفع المنفرد بالقرار وإدارة الأزمة لسياقات التفريط في الحقوق والمصالح القومية العليا .
ولنا درس تاريخي مهيب تلقيناه في القرن الماضي حين انفرد صاحب القرار في التعامل مع أدق واخطر قضية في المنطقة

علي اعتبار أن 99% من أوراق حلها في يد الولايات المتحدة الأمريكية حاذفاً من حساباته الشعب المصري في مواجهة مفاوض كان يستلم منه الهدايا التفاوضية معتذراً عن رد مايقابلها ،

 متعللاً بقوة المعارضة والرأي العام في الداخل الذي يتفاوض باسمه .
وكان ماكان من نتائج أثرت علي حاضر ومستقبل المنطقة وسيبقي أثرها إلي وقت غير معلوم .
تعلموا من التجارب
فلامناص
سوي في اللجوء إلي الشعب
والإستناد لقوة الشعب
قبل الإستناد لقوة السلطة أو قوة الحليف الإقليمي أو تعطف الأطراف الدولية ،

 أو قوة حقيبة التفاوض ، أو حتي قوة السلاح (إن كان ذلك بمتاح وفق التوازنات الإقليمية والدولية ، وتوزنات القوي بين أطراف النزاع).
فكل ذلك لايغني عن وجود الشعب كمعادلة حقيقية في إدارة القضية ومساراتها وسياقاتها المتعددة ..
ملحوظة ..
الشعب هنا لايمكن احتزاله في التمثيل البرلماني بغرفتيه .. ذلك التمثيل الذي نعرف جميعاً عبر عقود طويلة كيف يتم ،

 وماهي مؤسسات (الفلترة) التي تدير عمليات هذا التمثيل وتشرف علي مباشرته وإدارته ..
الشعب هنا
يعني الشعب
بقوامه العام ، وبتياراته وأطيافه وتشكيلاته الطبيعية ،

وكل فعالياته وتنوعاته المدنية الديمقراطية وكل حضور أصيل حر يعبر فيه عن مصالحه وعن امانيه وتطلعاته ..