حمدى عبد العزيز يكتب : عن الاتفاق الإيراني الصيني

profile
حمدي عبد العزيز سياسي مصري
  • clock 28 مارس 2021, 2:05:49 ص
  • eye 1136
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

الإتفاف الصيني الإيراني سيخلق قدر لايستهان به من محدودية التأثير لحزمة العقوبات الأمريكية علي طهران ، وبالتالي يقلل إلي حد ما من أوراق الضغط الأمريكي علي إيران ويقلل من فرص حصول الولايات المتحدة الأمريكية علي تنازلات إيرانية ذات قيمة في سياق مساعي العودة لإعادة تفعيل إتفاق النووي بشروط جديدة قد لاتستطيع الولايات المتحدة حمل إيران علي القبول بالجوهري منها ..

وهنا لابد من الإشارة إلي ملاحظة مجردة خالية من مقتضيات الإتهام أو الإنصاف ..

فبغض النظر عن اختلافنا حول طبيعة النظام الإيراني ، وتأثير إيران في الأوزان الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط  .. إلا أن المتابع لإسلوب آداء (الدولة) الإيرانية في إدارة الصراعات والأحداث .. لابد أن يصل إلي ملاحظة مدي قدرة إدارة الدولة الإيرانية علي السير بخطوات مسئولة وواثقة في إدارة الحضور الجيوسياسي لإيران علي المستوي الإقليمي والدولي ، والقدرة علي إدارة الصراعات بذكاء استراتيجي لايمكن تجاهله  .. 

(الدولة) الإيرانية جمعت مابين امتلاك الحكمة والصلابة الإستراتيجية ومابين المرونة التكتيكية والتفكير العملي والقدرة علي إدارة المناورات ، وبناء الفعل ورد الفعل بحسابات عملية دقيقة وخطوات حاسمة ورشيقة وسريعة ومؤثرة  ..

الصين أيضاً تحصلت علي مكاسب كبري في هذا الإتفاق الذي سيمثل نقطة قوة ونفوذ جديدين عبر مااعلن عنه من بنود علنية أو بنود أخري غير معلنة لهذا الإتفاق سيترتب عليها إضافة عناصر انطلاق جديدة للصعود الدولي الصيني السريع الذي لاتستطيع الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوربيين إيقافه فضلاً عن الفشل الذريع في إظهارهم أية قدرة ملحوظة حتي الآن علي مجرد تعطيل التقدم الصيني نحو خلق واقع دولي جديد قد لاتكون للولايات المتحدة فيه الدور المركزي الحاكم كما كانت قبل انتهاء العقد الأول من هذا القرن  .. 

لكن اللافت للنظر هنا 

هي مدي الذكاء والإقتدار الذي تمتعت به (الدولة) الإيرانية عبر إبرام هذا الإتفاق الذي جاء كنموذج لكيفية إدارة التحالفات ، وشكل ضربة معلم ناصح للولايات المتحدة الأمريكية ولسياساتها تجاه إيران والشرق الأوسط  ..

لامانع من التعلم  

كيف تدير الدول مصالحها الإقليمية وأزماتها الدولية  ، وكيف تحقق مصالحها الوطنية دونما أن تغرق في الإعتبارات العقائدية والإيدولوجية علي حساب مصالح الدولة القومية ، وكيف تواجه تحدياتها ، وتضيف عبر تلك المواجهة نقاط قوة لقدراتها ولحضورها الإقليمي والدولي  ..


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)