تكبير الخط تصغير الخط

في مشهد استثنائي محمل بالرسائل السياسية والعسكرية، سلّمت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة صباح اليوم الخميس، جثث 4 أسرى إسرائيليين، بينهم أم وطفلاها من عائلة بيباس، الذين قُتلوا بنيران الاحتلال خلال محاولاته العنيفة لاستعادتهم بالقوة.

رمزية المشهد ورسائل المقاومة

حرصت كتائب القسام على تقديم الجثامين في توابيت سوداء، وُضع على كل واحد منها صورة وبيانات صاحبه، في مشهد يعكس الرسائل القوية التي أرادت المقاومة توجيهها للاحتلال.

المنصة التي احتضنت الجثامين حملت صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هيئة مصاص دماء، تعبيرًا عن مسؤوليته المباشرة عن مقتلهم. وفوقها كُتبت عبارة واضحة:

"المجرم نتنياهو وجيشه قتلا هؤلاء بصواريخهم النازية"، في إشارة إلى استهداف الاحتلال للأسرى خلال عملياته العسكرية العشوائية.

الإعلام الإسرائيلي: "إذلال متواصل لإسرائيل"

أثارت مشاهد تسليم الجثامين صدمة في الأوساط الإسرائيلية، حيث علّقت وسائل الإعلام العبرية على المشهد بعبارات تحمل الغضب والذهول، إذ قالت:
"حماس أعدّت منصة ولافتة فظيعة في خان يونس تتهم نتنياهو بقتل الأسرى الإسرائيليين الأربعة الذين ستسلمهم اليوم."

فيما انتقدت عضو الكنيست ميراف كوهين سياسة الحكومة قائلة: "أسرى كثيرون قُتلوا أو تم تصفيتهم – كم عدد الذين سيموتون أيضا بسبب مصالح نتنياهو السياسية والائتلافية بدلاً من إعادة الجميع وإنهاء الحرب؟"

أما الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت في صحيفة معاريف، فقد وجّه هجومًا لاذعًا لنتنياهو، قائلاً: "لا مفر من قول ذلك بصوت عالٍ: بنيامين نتنياهو شخص فظيع، في الوقت الذي يعود 4 أسرى إسرائيليين في توابيت، يهاجم رئيس "الشاباك" وقادة الجيش، وينسب لنفسه النجاحات بينما يُلقي باللوم على الإخفاقات، في واقع هو نفسه من أداره."

أما القناة 14 العبرية، فعلّقت بغضب قائلة: "حماس تواصل إذلال إسرائيل خلال عمليات التبادل، إذ تحضر مسؤولين رفيعي المستوى زعمت إسرائيل أنها قامت بتصفيتهم خلال الحرب."

ظهور قادة القسام.. صفعة استخباراتية

كان حضور قائد المنطقة الشرقية بكتائب القسام خلال عملية التسليم بمثابة صدمة مدوية في إسرائيل، إذ علّقت القناة 14 قائلة: "قائدا كتيبتي الشرق والشمال في لواء خان يونس، واللذان أعلن الجيش الإسرائيلي تصفيتهما، يشاركان في عملية تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين!"

أما عضو الكنيست تسيفي سوكوت، فقد عبّر عن استيائه قائلاً: "مرارًا وتكرارًا، أكّد لنا الضباط الكبار في لجنة الخارجية والأمن أن كتيبة خان يونس قد تم القضاء عليها تمامًا وفقدت قدرتها القتالية. جادلنا في ذلك، وسخروا منا. وها هي كتيبة خان يونس هذا الصباح!"

رسالة "طوفان الأقصى" تثير الرعب

وفيما كان الإعلام الإسرائيلي يحاول استيعاب الصدمة، أشار محلل الشؤون السياسية في القناة 14 الإسرائيلية، تامير مورغ، إلى أن الرسالة الأخطر في هذه العملية جاءت من خلال اللافتات التي رفعتها المقاومة في غزة، متسائلًا: "لمن لم يفهم بعد ويحتاج إلى توضيح بكلمات صريحة، حماس تعرض في المراسم في غزة الشعار: "اليوم التالي هو طوفان الأقصى"؟!

دلالات الحدث

ما جرى اليوم لا يقتصر فقط على تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين، بل يشكّل هزة سياسية وعسكرية في إسرائيل، حيث كشفت المقاومة كذب الرواية الإسرائيلية بشأن تصفية قادتها، وأكدت مرة أخرى قدرتها على إدارة الحرب النفسية بمستوى عالٍ من الاحترافية.