حكايات عم حسن وهبه.. الجمل الطائر

profile
حسن وهبه فنان تشكيلي وشاعر مصري
  • clock 20 مارس 2021, 4:32:56 ص
  • eye 1056
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

انتقلنا لبيت جدي في الحى الجديد وأنا صبى صغير، شارعنا الجديد كان ممرًا لقوافل الجمال المتجهة لسوقها القريب، كانت حواس الصبى بداخلي تلتقط وتختزن مشاهد الجمال التى لم تتعودها، لتنطلق تلك المشاهد فى أحلامى مثيرة لكوابيس الرعب ومابين الرعب وكوابيس الأحلام والدهشة والرهبة فى الواقع تكونت علاقة جدلية غريبة بداخلي.

دوامت على مشاهدة قوافل الجمال المتجهة للسوق بأحجامها العملاقة من خلف زجاج شرفة غرفتي، تركض مثيرة لأتربة الشارع وتعلو أصوات صبية الشارع فرحين بقدومها.

بعد فترة وجيزة تحررت من رهبة تلك الحيوانات الضخمة، بدأت فى مشاركة صبية الشارع الاحتفال بقدومها، وللصبية طرقًا مختلفة فى الاحتفال بقوافل الجمال، البعض كان يشاركها الركض معبرًا عن سرعته وتفوقه على الآخرين وآخرين كانوا يعبرون الشارع بمهارة من بين سيقان الجمال لإثبات شجاعتهم، أما أصحاب الخبرة والزعامة بين الصبية فكان لهم طريقة آخرى للتعبير عن شجاعتهم وقوة بأسهم، كانوا يتحينون فرصة توقف قافلة الجمال لبضع ثواني للعبور من تحت أجساد الجمل الضخمة، كنت أراقب هؤلاء الصبية بإعجاب ودهشة متمنيًا مشاركتهم لعبتهم الخطرة، وذات صباح نزلت إلى الشارع مع قدوم قافلة الجمال عاقدًا العزم على القيام بممارسة اللعبة الخطرة، استجمعت شجاعتى وتحينت فرصة توقف القافلة وعبرت من تحت جسد أحد تلك الجمال الضخمة فوجئت بتحرك القافلة، انتابني الرعب وسقطت على الارض وقمت لأجد فى مواجهتي جمل قادم بسرعة فى اتجاهي، فقدت اتزاني وسقطت مرة اخرى ورأيت الجمل الضخم يسبح فى الفضاء عابرًا جسدي دون ان يلمسني، التفت برقبته الطويلة ونظر لي بأشفاق وأكمل ركضه، تدحرجت بجسدي حتى رصيف الشارع، انتشلتني أيدى الصبية بعيدًا عن سير القافلة، من وقتها وحتى الآن أحلم كثيرًا بهذا الطائر الجميل.

التعليقات (0)