- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
حسن مدبولي يكتب : سليمان خاطر
حسن مدبولي يكتب : سليمان خاطر
- 9 مايو 2021, 4:53:13 م
- 1385
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الشهيد سليمان خاطر ،
فى الليالى الحالكة نفتقد الصقور !
إن هؤلاء الذين يتمترسون حاليا وراء أسلحتهم فى القدس وأحيائها،و يصوبون نيرانهم ضد الأطفال والنساء،ويدنسون جباه الركع السجود فى الأقصى وما حوله ،
ما كانوا أبدا سيتصرفون بذات الخسة،لو لم يتم أغتيال قيمة سليمان خاطر ، و يوارى عنفوانه ؟
والحكاية بدأت عندما كان الجندي سليمان خاطر يؤدي فترة تجنيده الإلزامية ضمن قوات الأمن المركزي التابعة لجهاز الشرطة المصرية المتواجدة على الحدود فى سيناء،
وفى يوم الخامس من إكتوبر عام 1985 ، شاهد مجموعة من الإسرائيليين يحاولون الإقتراب من النقطة التى يقوم بحراستها ، فقام بإنذارهم ،
ثم أطلق عليهم طلقات تحذيرية ، فلم يرتدعوا ، وواصلوا مسيرتهم نحوه ، فأطلق النار عليهم بدون تردد وكانوا سبعة أشخاص، فأرداهم قتلى، وذلك بمنطقة رأس برقة بجنوب سيناء ،
وقد سلم سليمان خاطر نفسه بعد الحادث،
بينما أسرع الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بتقديم إعتذاره للصهاينة، ثم أصدر قرارا جمهوريا بتحويل الشاب إلى محاكمة عسكرية،
فطعن محامي سليمان خاطر ، الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، في القرار الجمهوري، وطالب بإجراء المحاكمة أمام القاضى الطبيعي،
إلا أنه تم رفض ذلك الطعن، وبدأت على الفور إجراءات المحاكمة بتوجيه الإتهامات بالقتل العمد للشهيد الذى رد على أسئلة المحققين قائلا بأن الإسرائيليين تسلقوا هضبة موجودة بمنطقة محظورة،وإنه قد انذرهم فلم يستجيبوا،وأن كل ما قام به لا يعتبر جريمة ، بل هو تنفيذ للتعليمات العسكرية التى تمنع أى شخص من الإقتراب من كشك الحراسة أو النقطة المحظور دخولها،
والتى تحتوى على أسلحة وأجهزة ومعدات لا يجوز لأحد أن يطّلع عليها؟
وأظهر سليمان خاطر في كلماته أثناء المحاكمة وعياً كبيراً ووطنية عالية، حيث قال كما نقل عنه، إنه لا يخشى الموت ولا يرهبه،
فهو قضاء الله وقدره، وأفاد بأنه فقط يخشى أن يكون للحكم الذي سوف يصدر ضده آثاراً سلبية جسيمة على زملائه، فيصابوا بالخوف وتُقتل فيهم وطنيتهم، ويتقاعسوا عن آداء الواجب؟
فى النهاية تمت معاقبة سليمان خاطر بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عامًا في يوم 28 ديسمبر 1985، ثم تم ترحيله إلى السجن الحربي بتهمة القتل العمد؟
وقد رفض الإسرائيليون هذا الحكم، وأًرسلوا العديد من رسائل الاحتجاج، فحاولت الحكومة المصرية تبرير الموقف،
من خلال إعلانها أن سليمان خاطر مجنون وغير مسؤول عن أفعاله، وبدأت عدة تحركات وزيارات مريبة تتم لزنزانته ، توازيا مع ضخ حملة لتشويهه ونزع أي قيمة وطنية عنه ،
وفى يوم 7 يناير عام 1986 أى بعد إسبوع واحد ويومين إثنين فقط من تاريخ إنتهاء المحاكمة وتنفيذ إجراءات الترحيل،
أعلنت الحكومة المصرية أن سليمان خاطر قد إنتحر شنقاً داخل زنزانته،فيما شككت مصر كلها فى تلك الرواية الرسمية التى لا يصدقها عقل،
وخرجت مظاهرات حاشدة غاضبة في كل أنحاء البلاد تندد بقتل خاطر وتشيد به،
وقالت أمه "ابني قُتل حتى ترضى أميركا وإسرائيل".ولم يصدق باقى أفراد أسرته الرواية الحكومية وتقدموا بطلب لإعادة تشريح الجثة،
فتم رفض ذلك الطلب أيضا، مما زاد من الشكوك حول حقيقة إستشهاده ، فالشاب الذي أصبح بطلاً في وجدان أقرانه الشباب،
لا يمكن أن يقدم على الإنتحار ، كما إنه كان قد طلب قبل أيام قليلة التقدّم إلى كلية الحقوق لاستكمال دراسته؟
وقد وصفت الصحف الموالية للنظام البائد الشهيد سليمان خاطر بالمجنون الذى قتل نفسه كما زعم الطب الشرعى ،
فيما قال أخوه : "لقد ربيت أخي جيدا واعرف مدي إيمانه وتدينه" ، انه لا يمكن أن يكون قد شنق نفسه لقد قتلوه في سجنه؟
ولم تكتفى الدولة بكل ما حدث للشهيد كرد فعل على دفاعه المخلص عن أرض بلاده ،لكن وللمزيد من إسترضاء العدو تم سداد تعويضات مالية لأهالى المقتولين والمصابين الإسرائيليين ؟
وفى إبريل من عام 2017 ، تم إرتكاب جريمة أخرى لا تقل دناءة عن جريمة إستشهاده بالسجن ،
وذلك عندما وقعت محاولة وقحة لمحق ذكرى الشهيد سليمان خاطر ،ومحوها من وجدان أهله فى قرية أكياد،
من خلال تحطيم لافتة قديمة بمدخل القرية موضوع عليها صورة له وإلقائها فى مقلب للقمامة، و تكرار ذلك الأمر كلما اعاد الأهالى الصور لمدخل القرية ؟؟
كل التحية لأهلنا فى فلسطين ، والمجد للأبطال الصامدين هناك ، والرحمة والمغفرة للشهيد سليمان خاطر.