- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
حافظ الميرازي :مقابلة بن سلمان
مقابلة المديفر مع بن سلمان
الإعلام تحت رأس الذئب الطائر
المذيع السعودي عبدالله المديفر الذي امتدحت هنا من قبل أداءه وأسئلته في مقابلة سابقة مع السفير احمد القطان،
أشفقت عليه امس حين احضروه لبلاط ولي العهد، المعروف امريكيا بطريقة تعامله الفريدة عن بعد مع الإعلاميين السعوديين الذين يحاولون التغريد خارج السرب،
مثل الراحل جمال خاشقجي!
وباعتبار المديفر ثالث صحفي سعودي بعد الدخيل والشريان، يحظى بمقابلة الامير محمد بن سلمان،
بالتالي فقد أتى ليعطي فرصة للضيف بأن ينطلق ويصول ويجول، وليس للمذيع ان يسأل و يحاور.
وكلما كانت سمعة المذيع المحاور قوية كلما زاد إعجاب البلاط وكتائبه الإلكترونية بعظمة وروعة المجيب..
بغض النظر عن وضع السائل ومحنته، فيكفيه فخرا رضا الولي عن سمعة السائل في اشتداد عوده، ولكن مع غيره.. طبعا.
لا أدري كم من الوقت استغرق تسجيل المقابلة التي أُذيع منها قرابة ساعة ونصف الساعة.
كما لاندري هل هناك أسئلة ولو تعقيبية لم تعجب الضيف او معيته فقطعوها من اللقاء،
وتركوا للمديفر رأسه ورؤس موضوعات وأسئلة أولية عامة بدون تعقيب لا تصلح إلا مع مدير شركة يجري معه مسئول علاقات عامة أسئلة للدعاية.
او على غرار، كلام المحبوب:
"جول لي ولا تخبيش يازين: إيش إتجول العين للعين؟"
او كما سأل المذيع ضيفه:
-ماذا بعد رؤية 2030؟
فيرد عليه طويل العمر:
تأتي 2040..
وحتى حين حاول المذيع ان يقترب من حقل الغام العلاقات غير الجيدة مع واشنطن،
لم يجرؤ ان يستفسر عن طبيعة العشرة في المئة فقط التي فيها خلاف؟ وهل تتعلق بالضيف نفسه الذي حدد هذه النسبة!
وبينما أوضح الأمير ان العشرة في المئة خلاف مع واشنطن تتعلق بضرورة عدم التدخل (الامريكي) في الشئون الداخلية للدول،
كميثاق أممي فقد عاد في سؤال عن اليمن وبرر تدخل السعودية في اليمن لأن الحوثي وصل الحكم هناك بشكل غير شرعي!!
أهم شئ عند ولي العهد، كما قال: هو المواطن السعودي، لأنه المستهدف بالتنمية.
لكن الامير بالطبع لا يخشى من عدم رضا هذا المواطن، فرغم انه جلب كل القوانين الغربية للمملكة،
طالما لا تتعارض حسب تفسيره مع القران وجانب محقق من السنة،
فلم يستورد مع تلك النظم القانونية والاقتصادية اسلوب تغيير المواطن للحاكم بالانتخابات او أدوات تعبير هذا المواطن عن عدم رضائه او اختلافه في الرأي.
السؤال الأخير كان عما قد يخشاه ولي العهد؟
والإجابة: "السعودي لايخاف".
طبعا.. إلا إذا كان صحفيا في بلاط ملك مطلق ينتظر أن يحكم بهذه الطريقة لخمسين عاما قادمة!
ولا عزاء للمديفرين المتعظين بمصير من سبقوه من الخاشقجيين.
المفارقة خارج المقابلة، أنها ضمن برنامج في قناة سعودية (روتانا) لم يعد يمكن استضافة صاحبها (الامير الوليد بن طلال) لأن رؤية 2030 شملته باستضافة سابقة أطول، في فندق الرتز كارلتون بالرياض، وأكد في مقابلته التليفزيونية آنذاك قبل اربع سنوات، حسن الضيافة وهو يشرب البيبسي!