- ℃ 11 تركيا
- 7 نوفمبر 2024
حازم حسني : طمأنة أم إرجاء ؟
أتفهم بالطبع أن يخرج أحد المسؤولين عن إدارة ملف سد النهضة ليطمئن المصريين إلى أن ثمة إمكانات للدولة المصرية لم تقم بتوظيفها بعد، وأن لتوظيفها وقته وسياقه، رغم ما سيبقى يدور فى رأسى من أسئلة عن لماذا لا تخطو الدولة خطوة واحدة فى طريق غير طريق المفاوضات، وغير طريق الحديث المتكرر عن الخطوط الحمراء ... ـ
لكننى لا أتفهم على الإطلاق منطق هذا الأستاذ بكلية الهندسة الذى يطمئن المواطن المصرى بأنه لن يشعر بآثار الملء الثانى للخزان - أياً كان حجم المياه المخزنة - لأن السد العالى بصحة جيدة، وأن المياه المخزنة خلفه فى بحيرة ناصر تكفى لكى لا يشعر المواطن بأى نقص!! ... ـ
هذا حديث لا يستهدف طمأنة المواطن المصرى، وإنما هو يستهدف خداعه وتخديره، وإرجاء إحساسه بالمشكلة إلى أن تقع الواقعة وتجف بحيرة ناصر، فلا يكون أمام المواطن المصرى إلا أن يبحث عن حل للمشكلة بعد أن يكون قد فقد كل خرائط البحث عن الحلول! _
مهمة أستاذ الهندسة ليست إعلام المصريين بما يعرفه رجل الشارع من أن ثمة مياهاً مخزنة وراء السد العالى، وإنما هى مساعدتهم فى معرفة حجم النقص فى تدفقات مياه نهر النيل نتيجة تخزين المياه وراء سد النهضة، ونتيجة بناء عشرات السدود الأخرى على مجرى النيل، وتأثير ذلك كله على صورة الحياة فى مصر بعد عشر سنوات أو حتى بعد مئة عام ... أما إقناع المواطن المصرى بأن انقطاع دخله لا يجب أن يزعجه لأنه يمكنه الإنفاق من مدخراته وكأنها لن تنفد أبداً فذلك لا يليق بأستاذ فى كلية الهندسة، بل فقط بشياطين الإنس الذين يضللون الناس وهم يتظاهرون بطمأنتهم!! ـ